ما زالت التصريحات الصادمة التي صدرت عن ميغان ماركل زوجة الأمير هاري، بشأن العنصرية داخل العائلة المالكة في بريطانيا تثير مزيداً من ردود الأفعال الغاضبة، كان آخرها ما أوردته صحيفة "The Times" البريطانية بأن تصريحات ميغان أدت إلى زيادة المطالب في المستعمرات الكاريبية السابقة بإسقاط الملكة بصفتها رأس الدولة هناك.
فقد كشفت ميغان ماركل، زوجة الأمير هاري، تفاصيل صادمة وأسراراً عن العائلة الملكية في بريطانيا، والأزمات التي تعرضت لها خلال إقامتها في قصر باكنغهام، فاتحة النار على القصر، بحديثها عن تفكيرها في الانتحار، وعن رغبة القصر في عدم جعل ابنها أميراً بسبب لون بشرته.
الملكة لا تزال رأس الدولة في دول الكاريبي
أشار تقرير صحيفة "التايمز" البريطانية الذي نشر الأربعاء 10 مارس/آذار 2021، إلى أن الملكة لا تزال رأس الدولة في منطقة الكاريبي، في دول باربادوس وأنتيغوا وباربودا وجزر البهاما وبليز وغرينادا وجامايكا وسانت كيتس ونيفيس وسانت لوسيا وسانت فنسنت وجزر غرينادين.
ذهبت الصحيفة أبعد من ذلك، بالقول إن الإدانة الدولية لما رواه الزوجان خلال مقابلة تلفزيونية من أن أحد أفراد العائلة المالكة سألهما عن مدى سمرة بشرة ابنهما الذي لم يولد بعد، قد تقوض مكانة الكومنولث.
فمن جانبهم جدد الجمهوريون في أستراليا حملتهم لفسخ الروابط الدستورية مع المملكة المتحدة، أما في كندا فهناك خيبة أمل متزايدة من موقف العائلة المالكة بعد بث المقابلة التي أجرتها أوبرا وينفري.
ذكرت الصحيفة أنه خلال المقابلة تحدثت ميغان عن محنتها، لا سيما لكون الكومنولث عنصراً مهماً في النظام الملكي، وقالت الدوقة إنها لا تستطيع فهم سبب عدم نظر العائلة المالكة إلى عرقها على أنه "فائدة إضافية وتجسيد للعالم اليوم".
تصريحات ميغان ماركل هزت مكانة الملكة
جدد الجمهوريون في أستراليا حملتهم لفسخ الروابط الدستورية مع المملكة المتحدة، أما في كندا فهناك خيبة أمل متزايدة من موقف الملكة بعد بث المقابلة التي أجرتها أوبرا وينفري.
تعقيباً على ما قالته ميغان قال مدير معهد دراسات الكومنولث البروفيسور فيليب مورفي إن "ميغان- باعتبارها شخصاً من ذوي التراث المختلط ومن خارج التاريخ والبنية الطبقية في العائلة المالكة- تمكنت من عرض هذه القضايا لجيل جديد، وكان ذلك أحد الأصول للكومنولث".
أضاف مورفي: "يجب أن يكون الخوف في القصر من تأثير قضايا العرق على الرأي العام، وخاصة في منطقة الكاريبي".
ألمحت الصحيفة إلى ما تضمنته افتتاحية لـ"أخبار الأمريكتين" (News Americas) التي تدير عدداً من المنافذ الإعلامية في جميع أنحاء منطقة البحر الكاريبي، قالت فيها إن الوقت قد حان لدول الكومنولث "لتحرير نفسها من العبودية العقلية وآخر أغلال الاستعمار".
أضافت أنه إذا كان كلام ميغان وهاري عن العائلة المالكة قد كشف عن أي شيء فهو "العنصرية الواضحة الموجودة في قمة ما يسمى البطاقة الملكية".
العائلة المالكة "فقدت أهميتها"
كما توقع المعلقون على الشؤون الملكية في كندا أن المقابلة ستقوي الآراء ضد النظام الملكي.
فقد أظهر استطلاع حديث للرأي أن 55% من الكنديين يعتقدون أن العائلة المالكة "فقدت أهميتها".
بينما قال 50% فقط إن الملكة ينبغي أن تكون رئيسة الدولة، وهو أدنى مستوى على الإطلاق وانخفض من 61% قبل عام.
اختتم تقرير التايمز بحديث جامايكا عن تحولها إلى جمهورية منذ عدة سنوات، فقد قال رئيس وزرائها الحالي أندرو هولنس إنه سيقدم تعديلاً دستورياً ليحل محل الملكة رئيس غير تنفيذي على رأس الدولة.
أسرار في مقابلة ميغان وهاري
جاء الكشف عن هذه الأسرار التي عادة لا تخرج عن نطاق العائلة المالكة، خلال مقابلة ميغان وهاري التي نشرتها شبكة CBS الأمريكية، الأحد 7 مارس/آذار 2021، حيث تحدثت ميغان وزوجها الأمير هاري للإعلامية الأمريكية المشهورة أوبرا وينفري.
ميغان أكدت أنّ أفكاراً انتحاريّة راودتها عندما كانت تعيش في كنف العائلة المالكة في بريطانيا، وأنّها لم تتلقّ أيّ دعم نفسي، رغم مطالباتها المستمرّة بذلك.
قالت ميغان: "لم أكُن ببساطة أريد البقاء على قيد الحياة بعد الآن. لقد كانت أفكاراً مستمرّة ومُرعبة وحقيقيّة وجليّة جدّاً"، ملقيةً باللوم في ذلك على التغطية الإعلاميّة البريطانيّة العدائيّة تجاهها.
تروي ميغان أنها ذهبت لمقابلة أعضاء المؤسّسة الملكيّة لطلب المساعدة، ومناقشة إمكان تلقّيها علاجاً طبّياً، وقالت: "قيل لي إنّني لا أستطيع، وإنّ ذلك لن يكون في مصلحة المؤسّسة".
بعدما تلقت ميغان الرفض بتقديم المساعدة لها، قالت إنها حاولت التواصل مع إحدى صديقات الأميرة ديانا، لكنها واصلت التفكير بالانتحار حتى بلغت نقطة فاصلة، ووصفت نفسها بأنها حبيسة، حيث تم الاستحواذ على رخصة قيادتها، وجواز سفرها، والبطاقات الائتمانية بعد زفافها.
خوف من لون بشرة آرتشي
كذلك من بين الأمور الصادمة التي كُشف عنها في مقابلة ميغان وهاري، أن أفراداً في العائلة الملكية كانوا قلقين بشأن لون بشرة ابنها آرتشي قبل ولادته، قائلةً إنّهم أبدوا "مخاوف فيما يتعلّق بدرجة سواد بشرته"، و"ما قد يعنيه ذلك، وكيف سيبدو الأمر"، معتبرةً أن هذه المخاوف تفسر سبب عدم منحه لقب أمير.
وامتنعت ميغان عن تحديد من الذي أثار مثل هذه المخاوف، ولدى سؤالها عما إذا كانت لزمت الصمت أم أُجبرت على الصمت، أشارت إلى أن الإجابة "الأخيرة" هي الصحيحة.
أشارت ماركل أيضاً إلى أنّ قصر باكنغهام رفض منح الحماية للطفل، مضيفة أنّ أعضاء في المؤسّسة اعتبروا أنّ آرتشي يجب ألا يحظى بأيّ لقب، خلافاً للتقليد، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
لكن وعلى الرغم من تنديد ميغان (39 عاماً) بـ"حملة تشويه حقيقيّة" من جانب المؤسّسة الملكيّة وقولها إنّ العائلة الملكية لم توفّر لها الحماية، فإنّها حرصت على تجنّب مهاجمة أعضاء العائلة شخصيّاً.