أثارت لعبة الوشاح الأزرق أو Blackout Challenge المنتشرة بكثرة بين المراهقين على تيك توك الجدل من جديد بعد أن أدت إلى وفاة شاب مصري يُدعى "أدهم" في منشأة ناصر بمحافظة القاهرة.
اللعبة ذاتها أدت إلى وفاة فتاة إيطالية في مطلع عام 2021، فما هي قصتها؟
الوشاح الأزرق.. ما هو ثمن عيش تجربة لا مثيل لها؟
يلعب الكثير من الأطفال والمراهقين في عدة دول من العالم لعبة "الوشاح الأزرق" عبر تطبيق تيك توك.
شروط اللعبة باختصار أن يقوم اللاعب بتنفيذ تحد يصوره على هاتفه وينشره على تيك توك، ويقضي بأن يغلق الأضواء في الغرفة ثم يحبس أنفاسه حتى يغشى عليه، فيما تصور الكاميرا لحظات الصمت تلك.
لكن ما الهدف من ذلك؟
يتذرع المشاركون باللعبة بأن الاختناق سيمكنهم من الإحساس بمشاعر مختلفة وسيخوضون عبره تجربة لا مثيل لها.. وبالتأكيد من السهل للغاية أن يقتنع الأطفال والمراهقون بمثل هذا الكلام عديم القيمة.
ومن المؤسف أن هذا التحدي تسبب في مقتل شاب مصري، كما ماتت بسببه طفلة إيطالية في مطلع العام الحالي، وفقاً لما ورد في موقع Prime Timezone.
وإثر وفاة الطفلة الإيطالية البالغة من العمر 10 سنوات في يناير/كانون الثاني 2021، وعلى إثر ذلك أمرت السلطات بحظر حسابات أي مستخدمين بإيطاليا لم يتم التأكد من أعمارهم وذلك منعاً لحوادث مشابهة.
وبعد وفاة الشاب المصري أدهم، بدأت تحركات في مجلس النواب من أجل اتخاذ خطوات مماثلة.
إجراء برلماني عاجل ضد "الوشاح الأزرق"
قدم عضو لجنة الاتصالات بالبرلمان، أحمد حتة، طلباً يحث من خلاله كلاً من رئيس الوزراء ووزير الاتصالات على حجب اللعبة التي قد تتسبب بوفاة مزيد من الأطفال والمراهقين.
كما تقدم النائب محمد عرفات، عضو مجلس النواب عن محافظة البحيرة، ببيان عاجل طالب فيه بحجب اللعبة وفرض رقابة على محتوى مثل هذه الألعاب الخطيرة، ووقف تطبيق تيك توك الإلكتروني وحجبه في مصر.
إشعار للمدعي العام حول "الوشاح الأزرق"
كما قدم المحامي أيمن محفوظ تقريراً للنائب العام ضد مبرمجي اللعبة، لإيقافها وإلزام وسائل الإعلام بالتوعية بمخاطرها.
وقال بيان محفوظ: "لعبة التعتيم أو ما يسمى بالوشاح الأزرق، ليست أكثر من لعبة على تيك توك. لكنها مع الأسف لعبة قاتلة، يرفض فيها المشارك في التحدي التنفس حتى يفقد وعيه لأنه يشعر بمشاعر قوية، شبيهة بتعاطي المخدرات، وكذلك لتأكيد الذات".
الأزهر يحذر ويحرم لعبة الوشاح الأزرق
وصف الأزهر "الوشاح الأزرق" بأنها "لعبة الموت الجديدة"، وأشار مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إلى أن اللعبة مخالفة للدين والفطرة.
وفي بيان له أكد الأزهر أن مثل هذه الألعاب لم تعد تتوقف عند العبث بالمعتقدات ومحاولة تدمير الكثير من القيم والأخلاق وإفساد العائلات والمجتمعات بل امتدت لتشمل تدمير الروح والدعوة للموت.
وأضاف البيان أن مثل هذه اللعبة إن لم تؤد إلى الموت فهي تؤثر على خلايا المخ بشكل ضار.
وأكد مركز فتوى الأزهر على خطورة وحرمة هذه اللعبة وما شابهها من ألعاب وتحديات، مستشهداً بالآية الكريمة: { وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}.
أزمة الحوت الأزرق بثوب جديد
من الجدير بالذكر أن مصر شهدت أزمة مماثلة قبل عامين، بسبب لعبة "الحوت الأزرق" التي دفعت المراهقين إلى الانتحار، وكان نجل عضو في البرلمان أحد ضحاياها عندما شنق نفسه في ذلك الوقت داخل منزل عائلته في مدينة المحلة.
والوشاح الأزرق ما هي إلا صيحة جديدة في عالم ألعاب مماثلة جعلت العديد من المراهقين حول العالم يلقون حتفهم.
فقد شاعت لعبة شارلي على سبيل المثال في عام 2015 ودفعت عدة لاعبين إلى الانتحار، كذلك لدينا لعبة "البوكيمون جو" التي باتت حوادث السير شائعة بسببها، إذ يقوم اللاعبون بلحاق بوكيموناتهم الافتراضية في الشوارع دون الانتباه إلى الطريق، مما أدى إلى مئات الحوادث حول العالم.
ولدينا أيضاً لعبة مريم التي ظهرت في 2017 وكانت خطيرة لدرجة دفعت العديد من الدول إلى اتخاذ إجراءات لمنعها.