كشفت دراسة حديثة أجراها علماء في الولايات المتحدة وأوروبا أنه يمكن التواصل مع الأشخاص النائمين وهم يحلمون، وأنهم طرحوا أسئلة على أشخاص نائمين أجابوا عنها إجابة صحيحة عن طريق تحريك أعينهم، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية الثلاثاء 2 مارس/آذار 2021.
الباحثون قالوا في ورقة بحثية نُشرت في مجلة Current Biology إن الدراسات التي أجريت في شيكاغو وباريس ومختبرين ألمانيين ومدينة نايمخن الهولندية كانت أشبه بـ"إيجاد طريقة للتحدث مع رائد فضاء في عالم آخر".
كما أوضحوا أن نجاحهم "يدحض الاعتقاد السائد بأنه من العبث محاولة التواصل مع الأشخاص النائمين".
سنوات من التجارب العلمية
غالباً ما تعتمد الأبحاث المتعلقة بالأحلام على مقابلات علماء مع أشخاص تراودهم أحلام واستيقظوا من النوم، وتكون ذكرياتهم عن أحلامهم مشتَّتة وغير موثوقة.
يقول الباحثون إن فتح قناة للتواصل مع الأشخاص أثناء نومهم "بحيث يمكنهم وصف تجاربهم وهم في وسط أحلامهم من شأنه أن يوسع بشكل كبير من احتمالات استكشاف تجارب الأحلام من الناحية العلمية".
اتبعت الدراسات في 5 مختبرات منفصلة أساليب مختلفة لتناول المشكلة نفسها المتمثلة في التواصل مع أصحاب "الأحلام الواعية"، وهي حالة يدرك فيها الحالم أنه يحلم.
قال كين بالير، أستاذ علم النفس في جامعة نورث وسترن في شيكاغو، الذي بدأ دراسة النوم أثناء دراسة كيفية تكون الذكريات وتخزينها في الدماغ: "بدأنا دراستنا لهذا الموضوع منذ حوالي خمس سنوات".
كيف ذلك؟
يدخل المشاركون في التجارب عادة مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM)، المرحلة التي غالباً ما تراودهم الأحلام خلالها، في وقت متأخر جداً من دورة نومهم. وفي شيكاغو، طور العلماء طريقة لتدريب الناس على التعرف على الوقت الذي كانوا يحلمون خلاله.
إذ فور دخولهم مرحلة نوم حركة العين السريعة، يصدر الحاسوب أمراً صوتياً، ناعماً بدرجة لا توقظهم، يطلب منهم معرفة إن كانوا يحلمون.
يقول بالير: "الجسد يكون مشلولاً ولكن العينين تتحركان". وفي شيكاغو، سُئل المشاركون عن حاصل طرح ستة من ثمانية، فأجابوا إجابة صحيحة بتحريك أعينهم مرتين من اليسار إلى اليمين. وقال أحد الحالمين إنه حلم بأنه كان في فصل رياضيات، وقال آخر إنه حلم بأنه في سيارة ويسمع صوتاً قادماً من مذياع.
إجمالاً، في 158 محاولة للتواصل مع 36 شخصاً كانوا نائمين ويحلمون، تلقى الباحثون استجابة صحيحة في 18.4% من المرات. وسجلوا ردوداً غير صحيحة في 3.2% من التجارب.
علاج الصدمات والاكتئاب عبر الأحلام
يرى علماء أن تلك الأرقام تثبت أنه بالرغم من صعوبة تحقيق التواصل أثناء النوم خلال الأحلام، فالفرصة موجودة حتى وإن كانت صعبة، حسب موقع "DW" الألماني.
يأمل علماء من خلال تجاربهم أن يصلوا لطريقة علاجية يمكن استخدامها في المستقبل للتعامل عبر الأحلام مع الصدمات أو الاكتئاب أو التوتر أو حتى تعلم مهارات جديدة أو الوصول لأفكار مبدعة وحلول لبعض المشاكل.
يصف أستاذ علم الأعصاب الإدراكي بجامعة ويسكونسين الأمريكية بينجامين بايرد التجربة بأنها "تتحدى التعريف الرئيسي للنوم"، موضحاً أن التعريف التقليدي للنوم يعتبر حالة يكون فيها المخ منفصلاً عن العالم الخارجي وغير مدرك له.