ستنتهي أخيراً مأساة خمسة بحارين آسيويين، عاشوا "جحيماً في البحر"، ولم تطأ أقدامهم اليابسة منذ 4 سنوات، وعلقوا على متن ناقلة نفط تعرضت لهجوم قبالة سواحل الإمارات العربية المتحدة، إذ يستعدون للعودة إلى أوطانهم لرؤية عائلاتهم، بعد أن توصل مالك السفينة إلى حل لمشكلاته المالية، التي أدت إلى توقفه عن صرف رواتبهم لأكثر من 3 سنوات.
حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 17 فبراير/شباط 2021، فإن الأمر يتعلق بناقلة النفط MT Iba، التي تبلغ حمولتها خمسة آلاف طن، عانى طاقمها من مشاكل مالية مع مالكها، لكنَّهم حصلوا في النهاية على تسويةٍ بقيمة أجورهم المستحقة، ويأملون الآن العودة إلى أوطانهم بحلول مارس/آذار.
انفراج بعد أزمة خانقة
فقد عاش الطاقم، المكون من خمسة رجال، رحلةً عاطفية قصيرة إلى اليابسة للقاء ممثلي شركة Alco Shipping، مالكة الناقلة، على شاطئ أم القيوين يوم الإثنين 15 فبراير/شباط.
كما تسلَّم الطاقم شيكين من المشتري الجديد، Shark Power Marine Services، عبر جمعية Mission to Seafarers الخيرية التي تفاوضت نيابةً عنهم.
إضافة إلى ذلك، وافقوا على الحصول على 165 ألف دولار أمريكي من الأجور غير المدفوعة، أي ما يتراوح بين 65% و70% من إجمالي أجورهم المستحقة.
بينما يجري العمل الآن لتقييم أضرار ناقلة النفط التي جنحت قبالة الميناء المزدحم، قبل أن تصل إلى الشاطئ قبل أسبوعين ونصف فقط.
شوق إلى لقاء الأهل
يقول ناي وين (53 عاماً)، كبير المهندسين، من ميانمار: "وعدَنا المشتري بالعودة إلى أوطاننا، وآمل أن أصل إلى بلدي بعد الخامس من مارس/آذار. عائلتي سعيدةٌ للغاية".
كان وين، ورياسة علي (52 عاماً)، المهندس الثاني من باكستان، يعملان على متن السفينة منذ يوليو/تموز عام 2017. وانضم إليهما مونشاند شيخ (26 عاماً)، الطاهي الهندي، أواخر عام 2018. في حين بدأ فيناي كومار (31 عاماً)، المهندس الآخر، ونيرمال سينغ-بورا (22 عاماً) من الهند العمل أواخر عام 2019.
كما وافق البحارة على البقاء على متن السفينة لتنفيذ الأعمال الأساسية قبل سحبها إلى دبي، حيث سينتظرون 15 يوماً حتى إتمام الإجراءات القانونية المتعلقة ببيع السفينة.
وبعدها سيحصلون على الجزء المتبقي من أجورهم المستحقة، لتجري إعادتهم إلى أوطانهم.
وقد علّق محمد الرشيدي، منسق شبكة العالم العربي وإيران في الاتحاد الدولي لعمال النقل، قائلاً إنّ قضية ناقلة النفط MT Iba التي طال أمدها، أحد "أعراض وجود شيءٍ خاطئ للغاية يجب تغييره. فالبحارة هم القوى العاملة التي تُحرّك السفن في البحر. ويجب أن تأتي حقوقهم، وعافيتهم، وأجورهم، وأوضاعهم، ورفاههم في صميم الأولويات".