اكتشاف حمام إسلامي من القرن الـ12 يعود للعهد الموحدي.. تجديدات داخل حانة بإشبيلية كشفت عن المفاجأة

عربي بوست
تم النشر: 2021/02/18 الساعة 13:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/18 الساعة 13:17 بتوقيت غرينتش
الحمام مغطى بالجداريات، ما يجعله الوحيد من نوعه في شبه الجزيرة الأيبيرية

برز حمام إسلامي بزخارف رائعة من القرن الـ12، مع رسومات هندسية مبهرة ومناور على شكل نجوم ثمانية الرؤوس، بشكلٍ مفاجئ من وراء جدران وأسقف حانة تاباس شهيرة في قلب مدينة إشبيلية الإسبانية، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية الخميس 18 فبراير/شباط 2021.

فيما أوضحت صحيفة "TIMES" البريطانية أن الخبراء ربطوا اكتشاف حمام إسلامي في حانة جيرالدا، وهي واحدة من أكثر الحانات ازدحاماً وسط المدينة التاريخي، بالفترة نفسها التي يعود إليها المسجد الكبير السابق الذي يطل برج جيرالدا الشهير فوق كاتدرائية إشبيلية. 

كما أضافت الصحيفة أن الحمام مغطى بالجداريات، ما يجعله الوحيد من نوعه في شبه الجزيرة الأيبيرية.

تجديدات تقود لاكتشاف حمام إسلامي تاريخي

ففي الصيف الماضي قرّر ملاك Cervercería Giralda، الحانة القائمة بالقرب من كاتدرائية إشبيلية منذ عام 1923، استغلال أعمال الطرق المحلية وجائحة فيروس كورونا للبدء في أعمال التجديدات التي تأخرت كثيراً.

رغم أنّ الأسطورة المحلية والوثائق التاريخية العجيبة أشارت إلى أن الموقع ربما كان ذات يوم حماماً قديماً، لكن غالبية الناس افترضوا أنّ إطلالة الحانة القديمة تعود إلى عصر إحياء العمارة الإسلامية الذي قام خلاله المهندس المعماري فينسينتي ترافر ببناء الحانة والفندق أعلاها أوائل عشرينيات القرن الماضي.

إذ قال أنطونيو كاسترو، أحد ملاك الحانة الأربعة: "كان هناك حديثٌ عن وجود حمام إسلامي هنا، لكن لم يتفق على ذلك جميع المؤرخين. وكنا نُجري بعض التجديدات، فطلبنا من عالم آثار استكشاف المكان، وهكذا عثرنا على الحمامات".

كان عالم الآثار ألفارو خيمينيز يعلم بأمر الشائعات. ولكنّه تصوّر على غرار الكثيرين أنها مجرد خيال. وفي أحد أيام يوليو/تموز الماضي، كان فريق العمل يشق طريقه بهدوء عبر الجص الذي يغطي السقف، حين فوجئوا بمنورٍ على شكل نجمة ثمانية.

وقال خيمينيز: "بمجرد أن رأينا أحد المناور، أدركنا ماهيتها على الفور، إذ كانت خير دليل على أنّنا في حمام. ولم يكُن علينا سوى تتبّع نمط المناور".

يعود إلى القرن الـ12 خلال الخلافة الموحدية

سرعان ما كشفوا عن تصميم رائع يعود إلى القرن الـ12 حين كانت الخلافة الموحدية تحكم غالبية أراضي إسبانيا والبرتغال، ومساحات شاسعة من شمال إفريقيا.

أضاف عالم الآثار: "من الناحية الزخرفية فإن هذه الحمامات تتميّز بأكبر قدر من الزخارف المحفوظة داخل أي من الحمامات المعروفة في شبه الجزيرة الإيبيرية".

بينما لا تزال الكثير من أجزاء من حمام إسلامي بحاجةٍ إلى التنظيف لتكشف عن الطلاء الأحمر أسفلها، فإن الحمام الذي تحوّل إلى حانة يجري الحفاظ عليه وإصلاحه الآن من أجل افتتاحه مرةً خلال أسبوعين أو ثلاثة.

في حين قال كاسترو: "كانت هذه الحانة شهيرةً للغاية من قبل، ولكن الناس الآن سيتسنى لهم القدوم إلى هنا وتناول الجعة أو النبيذ داخل حانة كانت أيضاً حماماً في القرن الـ12. ومن الرائع أنّ المعماريين في عشرينيات القرن الماضي قدّروا تلك الحمامات، إذ ربما كان غيرهم ليطمسها أو يهدمها بالكامل، فشكراً لهم على ذلك".

تحميل المزيد