لماذا لا توجد مناطق زمنية محددة في القطبين الشمالي والجنوبي؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/02/12 الساعة 14:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/12 الساعة 14:32 بتوقيت غرينتش
مصدر الصورة: iStock

يعد التنقل السريع بين المناطق الزمنية مصدراً لا مفر منه لصداع الرأس، وطريقة فعالة لإفساد جدول نومك، لكن المناطق الزمنية تشهد أيضاً انحرافات غريبة عن طبيعة الحدود.

فالولايات المتحدة، على سبيل المثال، مقسمة إلى أربع مناطق زمنية معترف بها، في حين أن الصين – التي لها نفس المساحة تقريباً – لديها منطقة زمنية واحدة فقط. ومع ذلك، فإن هذا لا يعني أن تخطيط المناطق الزمنية للأرض عشوائي كما قد يبدو للوهلة الأولى.

فحسب القواعد المتعارف عليها دولياً، تنقسم الكرة الأرضية إلى سلسلة من خطوط الطول التي تمتد من القطب الشمالي، وصولاً إلى القطب الجنوبي، وتشكل هذه الخطوط حدوداً معينة لـ24 منطقة زمنية شائعة الاستخدام.

خطوط الطول تتلاقى عند القطبين

لكن ماذا يعني ذلك لقطبي الأرض، النقطتين اللتين تلتقي عندهما جميع خطوط الطول؟ إذا كنت تقف جسدياً في القطب الجنوبي، أو تكاد تتجمد من البرد عند نظيره الشمالي، فما هو التوقيت المحلي؟ 

قبل الإجابة عن هذا السؤال، يجب أن نوضح شيئاً ما، عندما يذكر الناس القطب الشمالي، فإنهم يتحدثون عادة عن القطب الجغرافي. لكن يعتبر القطبان الجغرافيان الشمالي والجنوبي مكانين مميزين للغاية، لأن كلاً منهما يحدد البقعة المزدوجة حيث: 

1) يتقاطع السطح الخارجي للأرض مع محور دورانه.

 2) تتداخل الخطوط الطولية للكرة الأرضية.

أيضاً، تحتوي الأرض على "قطب شمالي مغناطيسي"، وهي نقطة تقع في القطب الشمالي الجغرافي [ويكون عندها اتجاه الحقل المغناطيسي الأرضي عمودياً باتجاه الأسفل، أي إنه إذا سُمح للبوصلة أن تدور حرةً، فإنها ستتجه نحو الأسفل، وهي نقطة غير ثابتة في مكانها وتتحرك مع مرور الوقت، بسبب التغيرات المغناطيسية في اللب الخارجي للكرة الأرضية]، وهي حالياً تقع على بعد نحو 400 كيلومتر جنوب القطب الشمالي الجغرافي، وإن كانت غير ثابتة وتتحرك كثيراً.

وفي حين تشير البوصلات إلى القطب الشمالي المغناطيسي، فإن هذه البقعة ليس لها علاقة بخطوط الطول. وهو ما يُعيدنا إلى مسألة المنطقة الزمنية، كما شرح موقع HowStuffWorks الأمريكي.

وبعيداً عن "بابا نويل"، فلا أحد يعيش في القطب الشمالي الجغرافي، ولماذا قد يعيش أحد هناك من الأصل؟ إنها منطقة تقع في المحيط المتجمد الشمالي.

يمكن للسفن التي تمر عبر هذه المياه اختيار المنطقة الزمنية الخاصة بها. وفي بعض الأحيان، يتزامن مرور السفينة مع المنطقة الزمنية الملاحظة في بلد أو مدينة معينة في أقصى الجنوب (موسكو، على سبيل المثال). 

وفي مارس/آذار 2020، نشرت مجلة Scientific American تقريراً عن رحلة استكشافية في القطب الشمالي، قرر أفراد طاقمها "تغيير" المنطقة الزمنية التي يتبعون توقيتها كل أسبوع.

غير أن الأمور مختلفة قليلاً عن ذلك في القارة القطبية الجنوبية؛ إذ يقع القطب الجنوبي فوق أرض صلبة وكذلك الحال لعديد من محطات الأبحاث في القارة، ومن ثم، تتمسك كل محطة منها بمنطقة زمنية محددة مسبقاً وتخضع للتوقيت الزمني في نقطة أخرى من الكرة الأرضية. 

على سبيل المثال، تتبع محطة أبحاث  "ماك موردو" McMurdo -وهي أكبر المحطات البحثية في القارة القطبية الجنوبية- توقيتَ نيوزيلندا الرسمي. وكذلك الحال في محطة "أمندسن سكوت" البحثية Amundsen-Scott South Pole Station التابعة للولايات المتحدة، وهي مستوطنة بحثية دائمة بُنيت منذ عام 1956، وتقع على مرمى البصر من نقطة القطب الجنوبي الجغرافية.

أكبر فرق في المناطق الزمنية بين بلدين

تخضع الساعات في العالم لتنظيم التوقيت العالمي المنسق (UTC)، والذي لا يتغير لمراعاة التوقيت الصيفي، لكن قُبِل أول توقيت عالمي منسق رسمياً في عام 1963، بينما اعتُمدت الاختصارات الرسمية للتوقيتين المذكورين أعلاه لاحقاً في عام 1967، لذلك تُحدّد المناطق الزمنية في العالم بالنسبة إلى التوقيت العالمي المنسق. 

ونظراً إلى اتساع الإمبراطورية البريطانية في مرحلة معينة من التاريخ، كان المرصد في غرينتش هو المرصد الذي ظل نقطة مرجعية عالمية للوقت وخط الطول، حسبما جاء في موقع Earth Science.

وتكون كل منطقة معينة في الأرض سابقة (+) أو متأخرة (-) عن التوقيت العالمي المنسق؛ مما يعني أن توقيت التوقيت العالمي المنسق هو 0. 

ونظراً إلى وجود 24 ساعة في اليوم، فمن المنطقي أن نذكر أن أكبر فارق زمني بين نقطتين على الأرض سيكون 24 ساعة، والسبب في هذا الفارق الزمني هو أن أحد الطرفين سيكون له وقت +12 UTC بينما الآخر سيكون له وقت -12 UTC؛ مما يعني فرقاً قدره 24 ساعة على خط الأعداد.

ولكن أكبر فرق في التوقيت بين أبعد نقطتين عن بعض ليس 24!

فيما لا تستخدم بعض الأماكن على وجه الأرض المناطق الزمنية الدولية، أي إنها لا تستخدم نظام +12 و-12 UTC بالتوقيت العالمي المنسق. وإنما تستخدم بعض المناطق على وجه الأرض مناطق زمنية موجودة ولكن لا تُعرف بواسطة الاصطلاح التوقيتي الحالي. 

وتستخدم بعض المناطق توقيتاً يبلغ +13 أو حتى +14 UTC. وبشكل أساسي، يعني ذلك أن المناطق التي بها -12 UTC و+14 UTC سيكون الفرق بينها 26 ساعة كاملة، وهو ما يتجاوز حد الـ24 ساعة النظري.

وستملك المناطق ذات +13 UTC فرقاً يبلغ 25 ساعة عن مناطق الـ-12 UTC. وباستخدام هذه المعلومات، يكون أكبر فارق زمني بين مكانين على الأرض هو 26 ساعة كاملة؛ إذ تستخدم جزر هاولاند، وهي إقليم غير منظم وغير مدمج في الولايات المتحدة، توقيتاً يبلغ -12 UTC في أقصى غربي الأرض، حسبما أشار موقع World Atlas الكندي.

بينما تقع جزر لاين في جمهورية كيريباتي، التي يُضبط توقيتها عند +14 UTC، في أقصى شرقي الأرض. ومن ثَم، فإن أكبر فارق زمني نجده بين هذين المكانين بمقدار 26 ساعة.

ومن المثير للاهتمام، أنه على الرغم من وجود مثل هذا الفارق الزمني الضخم، فهذه المناطق شديدة القرب بعضها من بعض في المحيط الهادئ. وما يعنيه هذا الاختلاف هو أن أي منطقتين قريبتين من بعضهما البعض سيملكان فرقاً زمنياً بسيطاً للغاية. 

على سبيل المثال، تتمتع جزر هاولاند بمنطقة زمنية -12 UTC، بينما تستخدم جزر لاين المنطقة الزمنية المذكورة أعلاه: +14 UTC. ويعني هذا أن الأربعاء 22:15 في الأولى هو يوم الجمعة 00:15 في الثانية، بفارق ساعتين فقط.

تحميل المزيد