تعيق نحو 300 من طيور النورس ذات المنقار الأسود، التي كانت مهددة بالانقراض، عملية ترميم وتطوير الكاتدرائية الكاثوليكية الجديدة في كرايستشرش النيوزيلندية، والتي تم تخصيص هذا الموقع لها العام الماضي، مما أثار إحباط أصحاب الأعمال المحليين، وذلك بسبب عدم قدرتهم على نقلها لمكان آخر؛ نظراً إلى القوانين المحلية التي تمنعهم من ذلك.
حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 11 فبراير/شباط 2021، فإن طيور النورس ذات المنقار الأسود كانت أكثر أنواع النوارس المهددة بالانقراض في العالم قبل أن تتعافى، لتُصنّف على أنّها "شبه مهددة بالانقراض"، عششت داخل مبنى مكاتب نصف مهدَّم في شارع أرماغ وسط كرايستشرش منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2019، مما أثار دهشة دعاة الحفاظ على البيئة وابتهاج مُحبّي الطيور المحليين.
كيف عششت هنا؟
حين بدأت طيور النورس ذات المنقار الأسود التعشيش بأرجاء مبنى دمره الزلزال في قلب كرايستشرش، رحّب كثيرون بالأمر باعتباره علامةً على ولادة المدينة من جديد بعد كارثة عام 2011.
ومع ذلك، فإن اختيار موقع المستعمرة غير التقليدية للتعشيش يُعيق أعمال التطوير في الكاتدرائية، إذ جرى تطويق مبنى PricewaterhouseCoopers السابق منذ انهياره بسبب زلزال عام 2011. واليوم، بات يُمثّل معرض حديقة حيوانات غريباً، مع نشرات مطبوعة على الحواجز تشرح وضع طيور النورس داخله.
لكن يبدو أن مستعمرة شارع أرماغ تزدهر في بيئتها الحضرية الجديدة، بالتزامن مع اقتراب نهاية موسم التزاوج الناجح الثاني، إذ قال أحد حراس وزارة الحفاظ على البيئة، والذي تفقّد المستعمرة الشهر الماضي، إنه شاهد عدداً كبيراً من صغار النوارس.
بينما قالت فانيسا ماندر، إحدى حراس وزارة الحفاظ على البيئة، إن المستعمرة يُعتقد أن أصلها يرجع إلى محمية تشارلزوورث القريبة. لكن من غير المعتاد أن تختار النوارس التعشيش في موقع من صنع الإنسان.
تقول المتحدثة نفسها: "ليست هناك مدينة أخرى في البلاد بها هذا النوع من طيور النورس، لذا فلم نكُن مستعدين بعض الشيء".
ممنوعٌ الاقتراب منها
خلال موسم التزاوج عام 2019، صمّمت وزارة الحفاظ على البيئة منصات عائمة لتكون بمثابة أطواق نجاة للكتاكيت التي تسقط من أعشاشها إلى الطابق السفلي الذي غمرته المياه.
بموجب قانون حماية الحياة البرية، بمجرد أن تبدأ الطيور التعشيش، من غير القانوني إزعاجها حتى نهاية موسم التعشيش. ويُمكن أن تمتد العقوبات إلى السجن أو غرامة تصل إلى 100 ألف دولار أمريكي.
ولكن مع بقاء قليل من الأعشاش في الموقع، تقول فانيسا إن الطيور على مشارف نهاية موسم نموها، "ونتوقّع أن تنتقل المستعمرة من هذا الموقع في القريب العاجل".
بالنسبة لأحد أصحاب الأعمال المحليين، فهم ينتظرون تلك اللحظة على أحر من الجمر.
إذ قال مالك مقهى Belle المواجه للموقع بينك بولر، إن النوارس ضايقت رواد المطعم وسرقت طعامهم ولوّثت مبناه.
وكان المقهى يتكلّف 600 دولار شهرياً مقابل الأواني الزجاجية والفخارية المكسورة: "والسبب في كسر كثير منها كان النوارس… التي أخافت الناس وأبعدتهم عن المكان بالكامل تقريباً".
وفي الوقت الحالي، اقترحت أن المستعمرة الحضرية مثَّلت فرصةً غير معتادة لمعرفة المزيد عن طائرٍ محلي نادر عن قرب، "هناك كثير من الأشياء المحببة فيما يتعلق بالنوارس".