تُلهم قصص القتلة المتسلسلين صنّاع السينما، كما تلهمهم كذلك قصص الاختفاء التي لم يتم حلّ لغزها بعد سنواتٍ كثيرة. وقد تناولت شبكة نتفلكس بعض قصص الاختفاء تلك بأفلام أو وثائقيات. وربما ألهمت بعض هذه القصص صنّاع السينما في الأعمال الدرامية البحتة، وقد قدّمنا لكم سابقاً بعض هذه القصص التي ظلّت لغزاً غير محلول حتّى يومنا هذا.
من قصة عائلة جاميسون التي اختفت على طريقة مسلسل Ozark، إلى قصة تارا كاليكو التي خرجت في نزهة بدراجتها ولم تعد للأبد، وصولاً إلى قصة الطفلة مادلين ماكان، التي يعتقد البعض أنّ الفاتيكان متورط في اختفائها، وأخيراً اختفاء مورا موراي، وهي أول فتاة تختفي في عصر السوشيال ميديا. ونختتم معكم في هذا الموضوع بالقصّة المشهورة باسم "ثلاثي سبرينغفيلد".
اختفاء بعد التخرّج
في العديد من قصص الاختفاء المثيرة للغرابة غالباً ما يكون الأشخاص المختفون مرتبطين ببعض جماعات المخدرات، أو طوائف دينية أو مذهبية، كما كان في قصّة عائلة جاميسون التي كانت هناك تخمينات بارتباطها بجماعة دينية غريبة الأطوار.
لكنّ هذه القصّة ليس فيها عنصر الغرابة ذلك، ففي يوم 7 يونيو/حزيران عام 1992، اختفت سوزي ستريتر، البالغة من العمر 19 عاماً، ووالدتها شيريل ليفيت، ذات الـ47 عاماً، وصديقة سوزي ستايسي ماكول، البالغة من العمر 18 عاماً.
حدث الاختفاء في سبرينغفيلد في ولاية ميزوري الأمريكية، وقد عُرفن في الإعلام والصحافة باسم قضية "ثلاثي سبرينغفيلد".
في اليوم السابق لاختفاء الثلاثة فقط، احتفلت سوزي وستايسي بتخرّجهما معاً من المدرسة الثانوية، وكان الحدث الاحتفالي هو آخر مرة شاهد فيها أي شخص الطالبتين والأم.
ولا أحد يعلم السبب أو مكان اختفائهن
كانت ستايسي ماكول تقضي وقتها مع صديقتها سوزي ستريتر في بيتها، وعندما لم تعد للبيت بدأت والدتها في التحدث للشرطة، ولكن لم يُعثر للصديقتين وأم سوزي على أثر.
ورغم أنّ دورية ولاية ميزوري للطرق السريعة وإدارة شرطة سبرينغفيلد والعديد من وكالات إنفاذ القانون الأخرى، بما في ذلك مكتب التحقيقات الفيدرالي، أجروا جميعاً تحقيقاتهم الخاصة، لم تظهر أي أدلة في هذه القضية. حتى البحث في مساحة تمتد لـ40 فداناً عبر المقاطعة في عام 1993 لم يسفر عن شيء.
وفي عام 1996 أجريت مقابلة في السجن مع القاتل روبرت كريغ سوكس، قد أثارت بعض الأمل. فقد ادّعى سوكس أنه كان في منطقة سبرينغفيلد في اليوم الذي اختفت فيه النساء الثلاث، ولكن لم توجّه له أي تهم، فليس هناك دليل.
بعدها بـ6 سنوات، وفي عام 2002، اتصلت امرأتان بالشرطة لتقولا إن هناك رجالاً في شركة الخرسانة بمقاطعة ويبستر أثاروا شكوكهما. وبعد البحث في الموقع عُثر على رفاتٍ بشرية، لكن ثبت بعد ذلك أنّ العظام قديمة جداً، بحيث لا تنتمي لأيٍّ من النساء الثلاث.
وفي عام 2003 عثرت السلطات على دماءٍ في مزرعة في مدينة كاسفيل بولاية ميزوري، ولكن مرة أخرى ثبّطت الاختبارات المعملية أي أملٍ في تقديم إجابات لحالة الاختفاء الثلاثية الغامضة.
أمّا الطرف الذي لم ييأس أبداً من الوصول إلى نتيجة أو أدلة في هذه القضيّة، فهي جانيس ماكول، والدة ستايسي. وقد قالت للصحافة عام 2017: "كنت أتوقع عودتها للمنزل في تلك الليلة، أو في اليوم التالي، أو ربما حتى بعد يومين. لم أفكر أبداً في أبشع مخيلاتي أنه ستمر 25 عاماً وأنا أقول إن ستايسي لا تزال مفقودة".
ورغم عزم والدة ستايسي على البحث عن ابنتها طيلة ربع قرن، كانت شرطة سبرينغفيلد قد تخلّت منذ مدة طويلة عن قضية ثلاثي سبرينغفيلد. وقد تناول برنامج True Crime Daily الوثائقي هذه القضية.
ولا يبدو أنّ أحداً آخر مهتمّ بالقضيّة غير الأمّ، ففي أحد تصريحاتها قالت: حتى أعرف مئة بالمئة أن ستايسي ماتت لن أُعلن موتها أبداً. سيتوجب عليهم العثور على بعض الرفات في مكانٍ ما قبل أن أدعوها ميتة قانونياً، ليس لأي سبب، غير أنني إذا فعلت واكتشفنا أنها لم تمُت، فكِّروا في مدى غضبها عندما تعود.