قالت صحيفة The Times البريطانية، 4 نوفمبر/شباط 2021، إن أربعة عملاء من الاستخبارات الفرنسية تم اعتقالهم في باريس مؤخراً، بعد الاشتباه في كونهم أعضاء فرقة اغتيالات تم تجنيدها لارتكاب جرائم قتل خارج القانون وبمقابل مادي.
الصحيفة البريطانية أشارت إلى أن العملاء الأربعة، وهم ثلاثة من "المديرية العامة للأمن الخارجي" الفرنسية (DGSE)، وهي وكالة الاستخبارات الخارجية، ورابع متقاعد من "المديرة العامة للأمن الداخلي" (DGSI)، قد وجهت إليهم اتهامات الشروع في القتل، لتآمرهم وإعدادهم خطة لقتل سيدة أعمال معروفة.
كما تشتبه السلطات الفرنسية في قيام العملاء الأربعة بالعمل ضمن فرقة الاغتيال لقتل سائق شاحنة، ومحاولة قتل مندوب نقابي.
بلاغ عادي أوقع بهم
بحسب الصحيفة، فقد ألقي القبض على تسعة أشخاص، سبعة منهم تقرر احتجازهم، وذلك بعد تحقيق بدأ عندما أبلغ أحد السكان المحليين عن رؤيته رجلين يرتديان ملابس سوداء ويجلسان في سيارة متوقفة على نحو مريب في إحدى ضواحي باريس.
على أثر ذلك، عثرت الشرطة على مسدسات وسكاكين عسكرية في السيارة، فيما قال الرجال إنهم كانوا في مهمة بتكليف من المديرة العامة للأمن الداخلي، لقتل ماري هيلين ديني، وهي سيدة أعمال تبلغ من العمر 54 عاماً.
من جانبها، قالت وزارة القوات المسلحة الفرنسية إن الرجلين لم يتم التعرف عليهما إلا من خلال أسمائهما المستعارة في جهاز الاستخبارات، وهما العميلان أديلارد وداغومار، وقد عملا في سلك المديرية العامة للأمن الخارجي التي تدرب العملاء على تنفيذ عمليات اغتيال ومهمات سرية أخرى في الخارج، فيما أكدت الوزارة أنه لم تكن هناك خطة رسمية لاغتيال سيدة الأعمال.
قتلة مأجورون
بعد تحقيق استمر خمسة أشهر، تعتقد الشرطة أن الأمر بقتل ديني جاء بتكليف من منافس لها، وهو شخص ينتمي إلى محفل ماسوني ويدعى جان لوك، قيل إنه طلب من اثنين من زملائه في المحفل اغتيالهما مقابل 50 ألف يورو.
الأول يدعى فريدريك، ووصفته وسائل الإعلام الفرنسية بأنه عضو بارز في المحفل الماسوني في باريس، والآخر هو العميل المتقاعد من المديرية العامة للأمن الداخلي، ويدعى دانيال.
كما نقلت وسائل الإعلام عن مصدر في الشرطة قوله إن دانيال، الذي كان متخصصاً في الاستخبارات الاقتصادية الداخلية، اتصل بشخص يدعى سيباستيان، وهو رئيس شركة أمنية خاصة، والذي تواصل بدوره مع شخص يدعى يانيك، وهو عميل حالي يخدم في المديرية العامة للأمن الداخلي في برامج تدريب العملاء، بحسب المصدر.
فيما تذهب التحقيقات إلى أن سيباستيان ويانيك قد جنّدا أديلارد وداغومار لقتل سيدة الأعمال ديني.
في استجواب الشرطة، قال أديلارد وداغومار إنهما قيل لهما إن ديني هدف رسمي للاغتيال، لأنها على صلة بالموساد الإسرائيلي.
ويقول المحققون إن أديلارد وداغومار زعما خلال التحقيقات أنهما لم يكونا على علم بأن أوامر القتل جاءت بتكليف من خصم منافس لسيدة الأعمال.
من جانبها، شددت الشرطة على أنه لا صحة في المزاعم بأن ديني كانت على صلة بالموساد.