جابوا الشوارع ليلاً بحثاً عن متطوعين للتطعيم! عطل بثلاجة لقاحات لكورونا يستنفر مركزاً طبياً بأمريكا

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2021/01/31 الساعة 09:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/31 الساعة 09:55 بتوقيت غرينتش
فحوص أجريت للمواطنين في أمريكا وهم داخل مركباتهم - صورة أرشيفية - رويترز

تحول مركز للخدمات الصحية في أمريكا إلى خلية نحل، بعد عُطل حصل في إحدى ثلاجات التبريد التي كانت تحتفظ بمئات الجرعات من لقاح كورونا، وذلك خوفاً من خسارتها مع انتهاء صلاحيتها المرتبط بشرط تخزينها وسط درجات حرارة متدنية جداً.

 صحيفة The Independent البريطانية، قالت الأحد 31 يناير/كانون الثاني 2021، إن الموظفين والمتطوعين في مركز الخدمات الصحية السويدي في مدينة سياتل الأمريكية قد سارعوا إلى توزيع مئات الجرعات من لقاح فيروس كورونا في ساعات متأخرة من الليل، وذلك قبل انتهاء صلاحيتها في الصباح الباكر بعد تعطل المجمد. 

رئيس العمليات في المركز السويدي كيفن بروكس، قال للصحيفة، إن الموظفين والمتطوعين كانوا يركضون إلى الطريق ليلاً في الطقس البارد، بحثاً عمن يحقنونهم باللقاح، واصفاً الحدث بالقول: "لقد حقنوا شخصاً عبر نافذة السيارة". 

ورصدت عدسات الكاميرا سيدة عجوز على الرصيف ترتدي خفاً وتشمر عن ساعديها قبل نفاد الوقت. 

في سباق مع الزمن 

في النهاية، لم تُهدر أي من الجرعات التي يزيد عددها عن 1600 جرعة، وكانت صلاحيتها قد أوشكت على الانتهاء، على حد قول مسؤولي الصحة، بعد مجهود جبار أظهر الضغط الهائل على القائمين على عملية تطعيم ملايين الأمريكيين، والأمل الذي جلبته هذه الجرعات.

كان هذا السباق قد بدأ في حوالي الساعة 9 مساءً، بعد علم المسؤولين في المركز السويدي ومركز آخر، UW Medicine، بحدوث مشكلة في التبريد تسببت في ذوبان الجرعات في مجمع Kaiser Permanente.

المركز السويدي غرّد في الساعة 10:59 مساءً بتوقيت المحيط الهادئ بالقول: "عاجل: يتوفر لدينا 588 جرعة من لقاح مودرنا، من 28 يناير/كانون الثاني الساعة 11 مساءً إلى 29 يناير/كانون الثاني الساعة 2 صباحاً"، وأرفق تغريدته برابط لحجز الأدوار، لقصر المشاركة على المجموعات صاحبة الأولوية الأولى التي سُمح لها بالفعل بتلقي اللقاح.

أما في مركز UW Medical Center-Northwest، فقد ناشدت جيني براكيت، المديرة المساعدة في المركز، الأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 عاماً وأكثر الحضور، ونظموهم في صف ضم مئات الأشخاص وامتد عبر الأزقة.

تقول جيني: "كنت قلقة بعض الشيء من ألا يكون الواقفون في الصف أفضل حالاً، لأن آخرين ينتهون من تلقي اللقاح قبلهم، لكن رد فعلهم لم يكن كذلك مطلقاً، بل كانوا مبتهجين نوعاً ما في الواقع".

إلا أن الكثير من الجرعات كانت من نصيب عامة الناس، حيث قالت كاسي سوير، رئيسة جمعية مستشفيات ولاية واشنطن، التي أشارت إلى أنها كانت ترسل آخر المستجدات إلى مكتب الحاكم ومسؤولي الصحة العامة خلال الليل: "القاعدة الشاملة كانت: لا تهدروا شيئاً".

جدل حول الحادثة 

بعض المراقبين يرون أن نجاح الأطقم الطبية في توفير اللقاح ليلاً في سياتل دليل على أن عملية التطعيم في البلاد يمكن لها أن تسير بشكل أسرع. وكتب أحد الصحفيين على تويتر: "فكرة: قدموا اللقاحات بهذا المستوى من السرعة طوال الوقت".

إلا أن سوير تقول إن الأمر ليس بهذه البساطة، في الوقت الحالي على الأقل، حيث قالت: "والدي يبلغ من العمر 80 عاماً، ومصاب بمرض باركنسون، ولديه بعض المشكلات في الحركة. ولا يمكنه الوقوف في الصف لساعات في انتظار لقاح. وبالتالي فهو بحاجة إلى تحديد موعد مسبق".

وأضافت: "أعتقد أن هذه الحالة من الطوارئ قد تنجح لمرة واحدة، وقد تنجح حين نصل إلى مرحلة توزيع اللقاحات على العامة. ولكن في هذه اللحظة أعتقد أننا بحاجة إلى التفكير بشكل استراتيجي في التوزيع العادل أيضاً".

بحسب الصحيفة، فقد يجد العاملون في مجال الرعاية الصحية أنفسهم أمام جرعات توشك أن تنتهي صلاحيتها، فيهرعون إلى توزيعها بأقصى سرعة، وأحياناً لأي شخص يجدونه في طريقهم، ولكن الكمية هذه المرة كانت كبيرة جداً. 

على أن هذه الهبات العشوائية كانت تثير الجدل في بعض الأحيان، حيث أثار إهدار التطعيمات وإعطاؤها بشكل عشوائي الغضب. ويتعين على المسؤولين الموازنة بين برامج صارمة تهدف إلى إعطاء الأولوية للفئات الأكثر عرضة للإصابة وضرورة تطعيم أكبر عدد ممكن من الأشخاص في أسرع وقت ممكن ضد فيروس قاتل.

تحميل المزيد