فاجأ رجل نمساوي قرية لو شامبون سور لينيون الفرنسية بعد وفاته، إذ ترك لها مبلغاً مالياً كبيراً، تعبيراً عن امتنانه لسكان القرية الذين حموه وعائلته قبل عقود من النازيين، خلال الحرب العالمية الثانية.
هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، قالت إن إريك شوام، الذي توفي الشهر الماضي عن 90 عاماً، وصل إلى القرية مع أسرته في عام 1943، وتقع القرية في جنوب شرق فرنسا، ومعروف عنها أنها حمت آلاف اليهود خلال الحرب من هجمات النازنيين.
وقال عمدة البلدة إن شوام ترك للقرية مبلغاً كبيراً من المال ذكره في وصيته، دون أن يفصح عن الرقم، إلا أن سلفه قال لوسائل إعلام محلية، إن "شوام استفسر من المسؤولين قبل سنوات، ويعتقد أن المبلغ الإجمالي يصل إلى مليوني يورو"، بحسب ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.
من جانبها، قالت مسؤولة الثقافة والاتصال في قرية لينيون، دينيز فالا، إن "شوام كان رجلاً متحفظاً للغاية، ولم يكن يريد الكثير من الدعاية حول ما قام به"، مضيفة "لا يُعرف سوى القليل عن المتبرع لكننا قمنا ببعض الأبحاث".
كان شوام قد وصل إلى القرية الفرنسية في العام 1943 مع والديه وجدته، وهناك تمت تخبئتهم في مدرسة، وظلوا مختبئين حتى العام 1950، وتشير السجلات إلى أن والدي شوام عادا إلى النمسا بعد الحرب، لكنه انتقل إلى ليون في عام 1950 لدراسة الصيدلة، وهناك التقى شوام بزوجته المستقبلية وتزوجها وعاش معها.
من المزمع أن تستخدم أموال ثروة شوام في تمويل التعليم ومبادرات الشباب، بحسب عمدة البلدة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 2500 شخص فقط.
لدى القرية سمعة بأنها مكان للجوء يعود تاريخه إلى البروتستانت الفرنسيين الهوغونوتيين، الذين فروا من الاضطهاد الديني خلال القرن السابع عشر، وخلال الحرب العالمية الثانية، قاد قس محلي وزوجته دعوات لحماية اللاجئين اليهود من النازيين المحتلين والمتعاونين مع فيشي الفرنسيين.
انتشر الخبر حينها عبر مجموعات حقوق الإنسان، وأصبحت القرية مركزاً لحركة المقاومة، حيث استقبل السكان العاديون أولئك الذين فروا وقاموا بإخفائهم.
تشير صحيفة The Guardian إلى أن القرية استقبلت مؤخراً لاجئين من الشرق الأوسط وإفريقيا.