كشفت منصة "تليغرام" للتراسل، الخميس 28 يناير/كانون الثاني 2021، عن ميزة جديدة في تطبيقها تسمح للمستخدمين نقل المحادثات القديمة من تطبيقات منافسة أخرى إلى تليغرام، وذلك في الوقت الذي قالت أن 100 مليون مستخدم جديد قد انضموا لمنصتها خلال الشهر الجاري.
المنصة كشفت عبر صفحتها الرسمية الآليات المتبعة لنقل المحادثات القديمة، بما فيها المقاطع المرئية والملفات إلى تليغرام من التطبيقات المنافسة مثل واتساب، ولاين، وذلك من أنظمة تشغيل أندرويد وأيفون على حد سواء.
التطبيق قال أن ذلك يأتي بعد أن انضم أكثر من 100 مليون مستخدم قد انضموا لتليغرام خلال شهر فقط، في بحث عما قالت إنه "مزيد من الخصوصية والحرية"، وذلك في أول إعلان رسمي عن المكاسب التي حققها التطبيق من الأزمة التي واجهها منافسه "واتساب" بعد إعلانها عن سياساتها الجديدة للخصوصية.
تراجع "واتساب" عن سياسات الخصوصية الجديدة
يُشار إلى أنه ومنذ أعلن تطبيق "واتساب" التابع لشركة فيسبوك عن إجراءات تحديث تجبر مستخدميها الذين يقدر عددهم بنحو مليارين، على مشاركة بعض بياناتهم الشخصية مع الأنظمة الأساسية الأخرى للمجموعة، لا سيما في إطار شراكات فيسبوك التجارية، فإن أعداداً كبيرة قد غادرت المنصة.
إثر ذلك، أعلنت واتساب الجمعة 15 يناير/كانون الثاني 2021، تأجيل التحديث الجديد الذي أطلقه مؤخراً، كما تراجعت عن حذف حسابات المستخدمين، وذلك بعد ردود فعل عنيفة من الملايين منهم عبر العالم بشأن ممارسات الشركة المتعلقة بمشاركة البيانات.
ويمثل التأجيل انتكاسة لخطة واتساب لجلب إيرادات من خلال تيسير التبادلات التجارية على تطبيق التراسل الذي استحوذت عليه فيسبوك مقابل 19 مليار دولار في 2014، لكنه بطيء في تحقيق أرباح.
في البيان نفسه، قالت واتساب إنه لن يعود بمقدور المستخدمين مراجعة شروطه المحدثة والموافقة عليها بحلول الثامن من فبراير/شباط، وإلا فسيجري وقف حساباتهم أو حذفها بحلول هذا الموعد.
وقال واتساب إنه حدد موعداً مستهدفاً جديداً هو 15 مايو/أيار لإطلاق الأدوات المرتبطة بالأعمال وسيتواصل مع المستخدمين بشكل تدريجي لمراجعة التغييرات في السياسة.
هذا التعديل جاء بعد أن هاجم مدافعون عن الخصوصية تغييرات واتساب، مشيرين إلى ما يقولون إنه سجلٌّ غير جيد لـ"فيسبوك" في دعم مصالح المستخدمين عند التعامل مع بياناتهم، واقترح كثير منهم على المستخدمين الانتقال إلى منصات أخرى.
نزوح نحو تطبيق منافس
منذ إعلان منافِسته "واتساب"، الأسبوع الماضي، عزمها تشارُك مزيد من البيانات مع الشبكة الأمّ "فيسبوك"، تصدَّر تطبيق سيغنال (Signal) للمراسلة قائمة التطبيقات الأكثر تحميلاً على متجري "آبل ستور" و"جوجل بلاي" في بلدان عدة حول العالم.
منذ إبداء مستخدمين كثر لـ"واتساب"، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، نيتهم النزوح إلى سيغنال، على غرار رئيس "تسلا" إيلون ماسك، يتربع التطبيق المجاني على رأس قائمة التطبيقات الأكثر تحميلاً في الهند وألمانيا وفرنسا وأيضاً في هونغ كونغ، وفقاً لما ذكرته "سيغنال" عبر "تويتر".
لاستقطاب مزيد من المستخدمين الجدد، نشر "سيغنال" شرحاً مبسطاً لقواعد استخدام التطبيق؛ لمساعدتهم على نقل محادثاتهم بسهولة من تطبيق آخر للمراسلة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
إلا أن الإقبال المستجد على التطبيق تسبب بمشكلات تقنية يومي الخميس والجمعة الماضيين. وأوضحت "سيغنال" أن "رموز التحقق تتأخر حالياً (…) لأن كثيرين يحاولون الانضمام إلى تطبيق سيغنال في الوقت الراهن".