قاطعت اجتماعاً بالمايوه لمعارضة حرب العراق.. جيل بايدن تكتب التاريخ على طريقتها

عربي بوست
تم النشر: 2021/01/20 الساعة 20:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/20 الساعة 20:35 بتوقيت غرينتش
جيل بايدن/ Istock

على طريقتها، تخطُّ السيدة الأمريكية الأولى جيل بايدن التاريخ، وبينما ينكبُّ زوجها على محاولة رأب الصدع الذي شرخ الأمريكيين، تكتب كل يومٍ سطورها الخاصة في إرثهما السياسي، إذ قررت جيل أن تمارس عملها خارج البيت الأبيض عكس جميع السيدات الأوائل اللواتي سبقنها إلى المنصب.

وبايدن -التي عملت بدوام كامل كأستاذة لغة إنجليزية في كلية خلال سنواتها الثماني كسيدة ثانية أو زوجة نائب الرئيس في عهد باراك أوباما- قالت إنها تخطط لمواصلة التدريس خلال فترة وجودها في البيت الأبيض، لتشكل بذلك سابقة دبلوماسية ستغير شكل عمل فريق مساعديها والقائمين على شؤون البيت الأبيض.

وقالت في لقاء تلفزيوني: ""أتطلع حقاً إلى أن أكون السيدة الأولى وأن أفعل الأشياء التي فعلتها كسيدة ثانية، وأواصل العمل مع العائلات العسكرية والتعليم والكلية المجتمعية المجانية، والسرطان [مبادرة بايدن للسرطان]… وسأقوم بالتدريس أيضاً"، بحسب ما نشر برنامج Good Morning America.

وأجابت عندما سُئلت عن الطبيعة التاريخية لقرارها: "من الصعب بالنسبة لي أن أفكر في الأمر من منظور تاريخي، لأنني كنت أدرّس طوال السنوات الثماني عندما كنت سيدة ثانية".

وعملت جيل بايدن معلمة لأكثر من ثلاثة عقود، في تخصص اللغة الإنجليزية بكلية  فيرجينيا الشمالية خلال السنوات الثماني التي عمل فيها زوجها نائباً للرئيس في إدارة أوباما.

وقال المتحدث باسمها في بيان إعلامي: "كما فعلت كسيدة ثانية، احتراماً لخصوصية طلابها وللحفاظ على سلامة الفصل الدراسي، ستبقى الدكتورة بايدن أستاذة بدور منفصل عن دورها العام".

ووصفت كيت أندرسن بروير، مؤلفة العديد من الكتب الأكثر مبيعاً عن السيدات الأوائل والبيت الأبيض، قرار بايدن بأنه "غير مسبوق" في التاريخ الأمريكي.

وقالت في لقاء تلفزيوني: "من غير المعتاد أن تعمل سيدة ثانية، لكن الأمر غير مسبوق بالنسبة للسيدة الأولى، أعلم من الناطقين باسم الحملة أن هناك تفاهماً بأنها لا تعرف ما إذا كان بإمكانها الموازنة بين التدريس وكونها سيدة أولى تماماً حتى الآن، ولكن هناك شعور بأن هذا هو أملها، لأنها تحب التدريس، والمهنة التي شقتها لنفسها بعيداً عن مهنة زوجها".

وتوقع بعض المتابعين لمسيرات السيدات الأوائل أن تفسح خطوة جيل الطريق للعديد من السيدات اللواتي سيمررن على البيت الأبيض دون أن يشعرن بضرورة أو الحاجة لترك حياتهن المهنية خارج أسوار البيت الأبيض.

وإضافة إلى الدكتوراه، حصلت بايدن أيضاً على درجتي ماجستير "أثناء العمل وتربية الأسرة"، وفقاً لسيرتها الذاتية الرسمية في البيت الأبيض.

تشكيك في شهادتها

وأُجبرت بايدن على الدفاع عن لقب "دكتور" عام 2020، بعد أن دعت صحيفة Wall Street Journal في افتتاحيتها، إلى إسقاط لقب "دكتورة" من اسمها، لأنها ليست طبيبة.

وكتب مؤلف المقال، جوزيف إبستين، أن استخدام بايدن لقب دكتورة "يبدو احتيالياً، فضلاً عن أنه فكاهي"، وأضاف قائلاً: "قال رجل حكيم ذات مرة، إنه لا ينبغي لأحد أن يطلق على نفسه (دكتور) إلا إذا كان قد أشرف على إنجاب طفل".

وأوضحت جيل أنها استاءت جداً من الادعاء، خصوصاً أنها كانت تحضر الصفوف الليلية للحصول على شهادتها العليا أثناء عملها ورعايتها شؤون الأسرة.

ووقتها، تفاعل رواد تويتر من السيدات العاملات تحديداً، بدعوة كل امرأة لوضع لقبها المهني أمام اسمها في رد على المقال.

من هي جيل بايدن؟

اسمها الأصلي جيل جايكوبس، وهي من مواليد 3 يونيو/حزيران عام 1951، في ولاية نيوجيرسي.

تزوجت الرئيس الأمريكي جو عام 1977 وأنجبت منه ابنة اسمها آشلي، كما ساعدته في تربية ابنيه من زوجته الراحلة، بو (توفي بسبب مرض السرطان) وهانتر.

هي أكبر شقيقاتها الخمس، وبدأت العمل نادلة عندما كان عمرها 15 عاماً فقط.

 تزوجت لاعب كرة قدم في عام 1970، وعملت عارضة أزياء فترة من الزمن، ثم انفصلت عن زوجها عام 1974.

في العام التالي التقت السيناتور آنذاك جو بايدن، بسبب لقاء غرامي دبره شقيق جو، فرانك، ثم تكللت علاقتهما بالزواج عام 1977.

لكن جو كان تقدَّم بطلب يدها أكثر من مرة، إذ كانت ترفض في كل مرة؛ خوفاً من الدخول في معترك السياسية والخدمة العامة ورغبة منها في التركيز على عملها في تدريس اللغة الإنجليزية.

لم تتبنَّ ابنَي جو، ولكنها ساعدته في تربيتهما قبل أن تنجب منه ابنتهما آشلي عام 1981.

موقفها من الحرب على العراق

على الرغم من معارضتها الشخصية لحرب العراق، فإن جيل بايدن لم ترغب في أن يخوض زوجها الانتخابات الرئاسية لعام 2004، لدرجة أنها قاطعت أحد الاجتماعات الاستراتيجية التي ناقشت الاحتمال وهي ترتدي ملابس السباحة وكتبت كلمة "لا" على بطنها، وفق ما جاء في مذكراتها Where The Light Enters.

ولكن بعد إعادة انتخاب جورج دبليو بوش في عام 2004، حثت زوجها على الترشح للرئاسة مرة أخرى، وقالت لاحقاً: "لقد ارتديت حرفياً الأسود لمدة أسبوع. لم أصدق أنه فاز، لأنني شعرت بأن الأمور كانت بالفعل سيئة للغاية. كنت ضد حرب العراق. وقلت لجو: عليك تغيير الأمر، عليك تغيير هذا الأمر".

تحميل المزيد