أظهرت صورٌ صادمة بالأشعة السينية أنّ الندوب والأضرار التي يخلّفها فيروس كورونا على رئات المرضى تجعلها أسوأ من رئات المدخنين، وفق ما ذكره تقرير لصحيفة The Sun البريطانية الجمعة 15 يناير/كانون الثاني 2021.
إذ قالت تقارير سابقة إن نسبة 90% من عينة مختارة لمرضى متعافين من فيروس كورونا في مستشفى بارزٍ بمدينة ووهان الصينية -بؤرة تفشي الوباء- أبلغوا عن تعرُّضهم لضرر في الرئة. كما وُضع 5% منهم تحت الحجر الصحي مرة أخرى، بعد تأكُّد إصابتهم بفيروس كورونا مُجدّداً.
صور صادمة لرئة مصاب بفيروس كورونا
شاركت الصور الدكتورة بريتاني بانكهيد-كيندال، الأستاذة المساعدة في مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس التقنية، التي عالجت الآلاف من مرضى كوفيد منذ تفشّي الجائحة العام الماضي.
تُظهِر الصور رئتين سليمتين لشخصٍ عادي، ورئتين لشخصٍ مدخن، ورئتين لمريضٍ مصاب بفيروس كورونا.
كما تظهر الرئتان الطبيعيتان بصورةٍ داكنة وشفافة، بينما تبدو رئة المدخن بيضاء جزئياً وبها بعض الندوب، في حين أنّ رئة المصاب بفيروس كورونا تكاد تكون غير شفافة على الإطلاق في بعض الأجزاء.
فيما كتب الدكتورة بريتاني على تويتر: "لا أعلم من يحتاج إلى سماع هذا، لكن الرئتين بعد الإصابة بكوفيد تبدوان أسوأ من رئات أشد المدخنين الذين رأيناهم على الإطلاق. إذ تنهار، وتتجلّط بها الدماء، ويستمر ضيق التنفس بها…".
الحالات كثيرة حتى للذين لم تظهر عليهم أعراض
بينما حذّر الأطباء مسبقاً بشأن التداعيات طويلة المدى لكوفيد، ومجموعة الأعراض التي عانى منها الكثير ممن تعافوا من فيروس كورونا. وتشمل تلك الأعراض الإرهاق، وضيق التنفس، وخفقان القلب، وآلام العضلات والمفاصل، وضبابية الوعي.
في حديثها لاحقاً إلى قناة CBS 11 الأمريكية، قالت بريتاني: "بعد أن شاركت الصور على تويتر، لا يُمكنني إخباركم عن كم الردود التي وصلتني بشأن أناس يعانون من هذه المشكلة تحديداً".
كما أوضحت أنه من بين الأشخاص الذين عالجتهم، كانت صور الأشعة السينية على الصدر بهذا السوء لدى مَن ظهرت عليهم الأعراض. وأردفت أنّه حتى لدى الأشخاص الذين لم تظهر عليهم الأعراض، كانت صور الأشعة السينية بنفس الدرجة من السوء في ثلاثة أرباع الحالات تقريباً.
تابعت أنّه لم يتبيّن بعد ما إذا كانت أي ندوب ناتجة عن فيروس كورونا ستُشفى مع الوقت، لكن أيّ شخصٍ يُعاني من ضيقٍ دائم في التنفس عليه التحدث إلى طبيبه.
دراسات سابقة كشفت عن حدوث تلف في الرئة
في دراسة سابقة نشرها موقع Firstpost عكف فريق في مستشفى تشونغنان بجامعة ووهان، تحت قيادة مدير وحدة العناية المركزة بالمستشفى بنغ تشي يونغ، على متابعة 100 حالة لمرضى كورونا متعافين، منذ أبريل/نيسان الماضي. ومتوسط أعمار المرضى الخاضعين للدراسة 59 عاماً.
فريق بنغ أجرى اختبار المشي لمدة ست دقائق على المرضى قيد الدراسة، ووجد أن المرضى الذين تعافوا لم يقدروا على السير أكثر من 400 متر في ست دقائق، بينما استطاع أقرانهم الأصحاء السير مسافة 500 متر في الفترة الزمنية نفسها.
التقرير نقل عن ليانغ تينجكسياو، طبيب في مستشفى دونغتشيمن بجامعة بكين للطب الصيني، تصريحه بأن بعض المرضى الذين تعافوا يضطرون إلى الاعتماد على أجهزة الأكسجين حتى بعد 3 أشهر من خروجهم من المستشفى.
كما أظهرت النتائج اختفاء الأجسام المضادة لفيروس كورونا في نسبة 10% من عينات 100 مريض.
كما أن أجهزتهم المناعية لم تشفَ تماماً
التقرير قال إن نسبة 5% منهم جاءت نتائجهم سلبية في اختبارات الحمض النووي لفيروس كورونا، في حين أتت نتائجهم إيجابية في اختبارات الغلوبولين المناعي (IgM)؛ ومن ثم يجب عزلهم مرة أخرى.
الغلوبولين المناعي يكون عادةً أولَ جسم مضاد ينتجه الجهاز المناعي عندما يهاجم الفيروس. وتعني النتيجة الإيجابية في هذا الاختبار عادةً أن الشخص قد أصيب للتو بالفيروس.
علاوة على ذلك، لم تتعافَ أجهزة المرضى الـ100 المناعية بشكل تام، حيث أظهروا مستويات منخفضة من الخلايا البائية B cells، وهي قوة أساسية لقتل الفيروسات في جسم الإنسان. لكنهم أظهروا أيضاً مستويات مرتفعة من الخلايا التائية T cells، التي تتعرف فقط على المستضدات الفيروسية خارج الخلايا المصابة.