كشف تقرير نشرته صحيفة The Times البريطانية يوم السبت 26 ديسمبر/كانون الأول 2020 أن فيلا ولكونسكي، مقر السفارة البريطانية في روما، تحتفظ بتاريخ خاص، الكثير منه ما زال تحت سطح الأرض، ما دفع علماء الآثار البريطانيين إلى تبني خطة باستخدام الرادار الأرضي للبحث عن قبور رومانية تحت عشبها المقصوص.
من جانبه ووفقاً للتقرير، قال ستيفن كاي، مسؤول الآثار في المدرسة البريطانية في روما، إنهم على علم بوجود طريق يعود إلى القرن الأول الميلادي كان يمتد على طول القناة المائية في الفيلا، معتقداً أنه محاط بعدد كبير من القبور.
الكشف عن أسرار "مذهلة" في فيلا بريطانية بروما
في المقابل وحسبما ذكر التقرير، تأتي خطة علماء الآثار البريطانيين ضمن مشروع Rome Transformed Project الذي ستعمل بموجبه المدرسة البريطانية ومؤسسات بريطانية وإيطالية أخرى على رسم خريطة ثلاثية الأبعاد للحي بشكل كامل كما كان الحال في العصر الروماني، من خلال استخدام الرادار والمسح بالليزر، فضلاً عن كاميرات مسيَّرة تلتقط لقطات لهياكل مثل قناة نيرون.
جدير بالذكر أنه قد اكتشف بالفعل إحدى المقابر في أرض الفيلا الفخمة لكن الثروات الرومانية لم تنتهِ عند هذا الحد، وهو ما يجعل فيلا ولكونسكي فريدة من نوعها بين مقار سفارات الحكومة البريطانية حول العالم.
كذلك فقد عثرت زوجة السفير البريطاني في العام 2014 على 350 نقشاً جنائزياً رخامياً وألواح توابيت حجرية وتماثيل كانت مخبأة في الأعشاب الكثيفة أثناء إزالتها الأعشاب الضارة من الحديقة.
إذ إن هذه التحف الأثرية قد جُمعت في القرن الـ19 من جانب الأميرة الروسية زينيد ولكونسكي، والتي كانت قد اشترت الفيلا عام 1830 ثم قصدت بعد ذلك الكولوسيوم من أجل القيام بشراء آثار رومانية.
تحويل الفيلا إلى معتكف للكتاب
كذلك فقد انتقلت الأميرة التي يُعتقد أنها كانت تحب القيصر ألكسندر الأول، إلى مدينة روما بعد ذلك بعد وفاة القيصر، ثم قامت بتحويل الفيلا إلى معتكف للكتاب وقام بزيارته كل من نيكولاي غوغول وغوته ووالتر سكوت.
بعد ذلك قام أحد الورثة ببيعها للحكومة الألمانية في عام 1922، تلا ذلك فصل مظلم من تاريخ الفيلا، حيث أشار أحد أفراد المقاومة الإيطالية إلى احتجاز سجناء في ملعب التنس وإطلاق النار على بعضهم أثناء الاحتلال النازي عام 1943.
في المقابل فقد انتشرت شائعات خاصة تتعلق بالعثور على زنازين استجواب نازية في الطابق السفلي حين حولت الحكومة البريطانية الفيلا إلى سفارة عام 1947.
سمعة سيئة للفيلا
من جانبه قال جون شيبرد، الذي أصبح سفيراً عام 2000 وصاحب كتاب The Villa Wolkonsky in Rome: History of Hidden Treasure المقرر نشره في عام 2021 إن فيلا ولكونسكي اكتسبت سمعة سيئة وهي محاطة بالغموض حتى الآن، على حد قوله.
كذلك وفي إطار مواز، فإن كتاب جون شيبرد سوف يوضح بعض الخرافات عن الفيلا، مشيراً إلى أن "الزنازين" في الواقع كانت ملاجئ من القنابل، والدليل أن مقابض الأبواب كانت في الداخل، حتى يتمكن الناس من إغلاقها عليهم.
مضيفاً أن سمعة الفيلا كانت من خلال الأنشطة التي حدثت فيها مثل أن الجواسيس كانوا يتدربون بها لكن أظافر أصابع القدم لم تكن تُنزع، على حد قوله.
فيما قال ستيفن كاي، مسؤول الآثار في المدرسة البريطانية في روما إنه من المحتمل ألا يبحث العلماء عن القبور الرومانية للوصول إليها، مشيراً إلى أنهم سيتركونها سليمة على الأرجح إذا عثروا عليها.