اكتشف باحثون في تايلاند هيكلاً عظمياً لحوت يُعتقد أن عمره يصل إلى 5 آلاف عام، وقد حُفظ بشكل شبه مثالي، واعتبر العلماء أن هذا الاكتشاف من شأنه أن يساعد في فهم أكبر لظاهرة التغير المناخي الذي يشهده العالم.
حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، فقد عُثر على الهيكل العظمي، الذي يُعتقد أنه لحوت من نوع برايد، في محافظة ساموت ساخون، غرب بانكوك.
رفات شبه كامل لهيكل حوت
نجح الباحثون في الكشف عن 80% من الرُّفات وتمكنوا حتى الآن من تحديد 19 فقرة كاملة وخمسة أضلاع وكتف وزعانف.
يبلغ طول الهيكل العظمي 12 متراً (39 قدماً)، مع جمجمة تبلغ 3 أمتار طولاً، بينما سيُحدد تاريخ العظام عن طريق التحليل الكربوني للتحقق من عمرها، ولكن يُعتقد أن عمرها بين 3 و5 آلاف عام.
فحيتان برايد لا تزال موجودة في مياه تايلاند، حيث تعد من الأنواع المحمية. من المعروف أن الحيتان، التي تفضل المياه بدرجة حرارة فوق 16 درجة مئوية (61 درجة فهرنهايت) وتتغذى على الأسماك التي تسبح في جماعات مثل الأنشوجة، تواجه تهديدات من معدات الصيد وكذلك السياحة.
اكتشاف مهم للعلماء
إذ أوضح فاراوت سيلبا أرتشا، وزير الموارد الطبيعية والبيئة، أن البقايا، التي عُثر عليها على بُعد نحو 12 كم (7.5 ميل) داخل اليابسة، ستساعد العلماء على فهم تطور الأنواع وتتبُع كيفية تغير مستويات سطح البحر على مدى آلاف السنين.
بينما قال ماركوس تشوا، من جامعة سنغافورة الوطنية، إن الاكتشاف يضيف إلى الدليل على "تغيرات كبيرة نسبياً في مستوى سطح البحر منذ 6 إلى 3 آلاف سنة تقريباً في خليج تايلاند، حيث كان الخط الساحلي على بُعد عشرات الكيلومترات داخل الساحل الحالي".
في السابق، عُثر فقط على رواسب بحرية تحتوي على أصداف صغيرة أو سرطانات بحرية متحجرة، ولم يتضح ما إذا كانت هذه الحفريات قد نُقلت من قِبل البشر. وقال: "إن وجود حوت أحفوري كبير يرجع تاريخه إلى آلاف السنين بالقرب من بانكوك سيقدم دليلاً قوياً على مكان وجود البحر خلال تلك الفترة".
فهم أزمة التغير المناخي
تُعد مثل هذه الأدلة مهمة للغاية، بالنظر إلى أن أزمة التغير المناخي تسهم في ارتفاع مستويات سطح البحر. لذلك قال تشوا: "يمكن أن يلفت هذا بالتأكيد الانتباه إلى القضية، ويوضح كيف وأين يمكن للمياه غمر المناطق المنخفضة عندما يحدث ذلك".
سيساعد الاكتشاف كذلك في تعميق فهم الباحثين لحوت برايد، بالإضافة إلى الحياة البحرية الأخرى. وإلى جانب الهيكل العظمي، وجد الباحثون عناصر محفوظة تشمل أسناناً لأسماك القرش وأصدافاً.
كما قال تشوا: "يمكن للعلماء أيضاً دراسة الرواسب الموجودة في نفس مستوى الحوت لإعادة بناء المجتمعات البيولوجية الموجودة خلال ذلك الوقت، ومقارنتها بأنظمة اليوم".
إذ من المتوقع أن يتم تأكيد العمر الدقيق للهيكل العظمي في ديسمبر/كانون الأول.