داهم مئات من رجال الشرطة عصابة مافيا ناشئة تدير نشاطاً إجرامياً يقوم على ابتزاز بيوت الجنائز وإجبارها على دفع 50 يورو لكل نعش، في واحدة من أكبر عمليات المداهمة على الإطلاق في منطقة بوليا بجنوب إيطاليا.
"العدو العام الأول" للبلاد: صحيفة The Guardian البريطانية قالت الإثنين 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إن هذه الغارات، التي شنتها الشرطة فجراً وتركزت في مدينة فوجيا، أدت إلى اعتقال نحو 40 من أعضاء المنظمة الإجرامية التي وصفتها السلطات الإيطالية بأنها "العدو العام الأول" للبلاد.
حدَّد المحققون منذ فترة طويلة التهديد الذي تمثله مجموعات المافيا الأربع -كوزا نوسترا في صقلية، وندرانجيتا في كالابريا، وكامورا في نابولي وساكرا كورونا يونيتا في بوليا- لكن ازداد قلقهم من قوة منظمة فوجيا، التي أطلق البعض عليها "المافيا الخامسة".
بينما احتُجِز المشتبه بهم، بمن فيهم زعيما المجموعة فيديريكو تريسيوجليو وباسكوالي موريتي، للاشتباه في انتمائهما إلى منظمة مافيا، والربا والابتزاز ضد رجال الأعمال وأصحاب المتاجر، بما في ذلك بيوت الجنازات.
مافيا بدائية عنيفة: وفقاً للمدعين العامين، طلبت مافيا فوجيا من دور الدفن دفع مبلغ 50 يورو لكل جثة. وقال لودوفيكو فاكارو، المدعي العام في فوجيا، لصحيفة The Guardian: "تمكنت المافيا حتى من رشوة موظف في الإدارة المحلية كان يقدم لهم كل يوم قائمة بأسماء الأشخاص الذين لقوا حتفهم في المدينة".
أضاف فاكارو أنَّ أنشطة المراباة التي تنفذها المافيا أصبحت أكثر إلحاحاً في الأشهر الأخيرة، إذ استغل زعماء المافيا "الصعوبات التي يجد رواد الأعمال أنفسهم فيها خلال الجائحة الحالية"، وعرضوا عليهم قروضاً بفائدة تزيد عن 400%.
بدوره، قال المدعي العام الوطني لمكافحة المافيا فيديريكو كافييرو دي راهو: "أصبحت مافيا فوجيا العدو العام الأول للدولة. لكن رد فعل الدولة ضد هؤلاء الزعماء يزداد قوة".
كما أوضح فاكارو لصحيفة The Guardian في وقت سابق من هذا العام: "مافيا فوجيا صغيرة نسبياً. والعشيرة التي تؤلِّف هذه المنظمة اندمجت في هذه المنطقة منذ 30 عاماً على الأقل. لا يمكننا مقارنتهم بمجموعات المافيا الإيطالية التاريخية مثل كوزا نوسترا وندرانجيتا، لكنها مافيا تتميز بدرجة عالية من العدوان والعنف. وهي تمثل ما أسميه بالمافيا البدائية – تلك التي تضع جثث ضحاياها طعاماً للخنازير، حتى لا تترك أي أثر خلفها".