عرضت جمعية ولاية أريغون التاريخية، مقطع فيديو مُحسناً، يظهر عملية تفجير الولاية الأمريكية لحوت ضخم يبلغ طوله 13.7 متر في حادثة تعود للعام 1970، لكن عملية التفجير التي استُخدمت فيها صناديق من الديناميت لم تجر على ما يرام، بل ألحقت أضراراً في المكان.
حادثة يسجلها التاريخ: صحيفة The Washington Post، ذكرت الجمعة 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أن عرض مقطع الفيديو المُحسن جاء احتفالاً بالذكرى الخمسين لهذا الحدث، يوم الخميس 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
عن تفاصيل تلك الحادثة، قالت الصحيفة الأمريكية إنه في يوم صحو من أيام شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1970، في مدينة فلورنسا بولاية أوريغون الأمريكية، استخدم مهندسون في هيئة الطرق السريعة بالولاية 20 صندوقاً من الديناميت لتفجير جثة حوت عنبر جرفته الأمواج على الشاطئ، وتُرك ليتعفن لمدة ثلاثة أيام.
كان المهندسون يعتزمون تمزيق الجثة التي يبلغ وزنها ثمانية أطنان إلى قطع، ثم إلقاءها في المحيط، ولكن ما حدث هو أن قطع الدهن تطايرت جراء الانفجار الهائل باتجاه البلدة الواقعة على شاطئ البحر، لتحطم سيارة تقف على بعد حوالي 402 متر، وتتساقط كالمطر على حشد تجمّع لمشاهدة هذا الحدث المثير.
منذ ذلك الحين، أصبح هذا الحدث، والقناة المحلية المميزة التي سجلته، متجذرين في تاريخ ولاية أوريغون، ونالا شعبية كبيرة بين سكان مدينة فلورنسا لدرجة أنهم صوتوا، مطلع هذا العام، لتسمية حديقة على اسم الحوت الذي جرى تفجيره.
شهادات عن الحادثة: بول لينمان، المراسل الذي كان ينقل الحدث عام 1970، قال لقناة KATU: "سُئلت عنه، في كل يوم من حياتي تقريباً، وعلق عليه الجميع".
حين جرف الشاطئ الحوت في 9 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1970، كما أفاد لينمان في ذلك الوقت، كان قد مر وقت طويل منذ شهدت المدينة حيتان يجرفها الشاطئ لدرجة أن أحداً لم يعرف طريقة للتخلص منه.
فيما كان المسؤولون يدرسون هذه المشكلة بدأت الجثة تتحلل، حتى فاحت منها رائحة العفن وانتشرت على طول الشاطئ، ولجأت الولاية في النهاية إلى مهندسين من هيئة الطرق السريعة في ولاية أوريغون، بعد ثلاثة أيام، لتفتيت جثة الحوت باستخدام نصف طن من الديناميت، على أمل أن تأكلها آكلات الجيف أو يجرفها البحر.
حين انفجر الديناميت، انفجرت معه سحابة من الرمل ودهن الحوت في الهواء. وانفجر المتفرجون الجالسون على الرمال على بعد 402 متر تقريباً في الهتافات والضحك.
سجل لينمان والمصور دوغ برازيل، اللذان وصلا إلى الشاطئ بالقرب من منتصف ساحل ولاية أوريغون ومعهما الكاميرات، اللحظة التي أدرك فيها الحشد المتحمس فجأة أن قطع الدهن الفاسدة التي تطايرت في الهواء سرعان ما بدأت في الانهمار على رؤوسهم.
قال لينمان، في تقريره الإخباري، إن "الانفجار تسبب في تطاير قطع الدهن بدرجة تفوق كل الحدود المعقولة".
ورغم تداول هذه القصة على نطاق واسع في ولاية أوريغون، فإنها لم ترسخ في المخيلة الوطنية إلا بعد 20 عاماً، حين وجد دايف باري، الكاتب الساخر في صحيفة Miami Herald، نسخةً من مقطع الفيديو ووصفه بأنه "أروع حدث في تاريخ كون".
منذ ذلك الحين دأبت المقالات الإخبارية، والمقالات الساخرة، والمقابلات، وحتى كتاب ألفه لينمان، على تناول هذا الحدث.