نشر موقع Business Insider تقريراً حول نجاح مركبة فضائية تابعة لـ"ناسا" في تخزين أكثر من رطلين من الغبار والأحجار الفضائية، لإعادتها إلى الأرض من الكويكب بينو، الجمعة 30 أكتوبر/تشرين الأول 2020.
المركبة أكملت مهمتها بشكل جيد أكثر من اللازم؛ حيث أدرك العلماء بسرعة أن ذراع جمع العينات في المركبة الفضائية جمعت كثيراً من المواد، لدرجة أن صماماتها لن تُغلِق. وأدى ذلك إلى تسرب الغبار إلى الفضاء. وقال توماس زوربوشن، المدير المساعد لإدارة المهام العلمية في وكالة ناسا: "الوقت عامل جوهري".
لذلك، أمر فريق البعثة، هذا الأسبوع، مركبة أوزوريس ريكس بتخزين العينة التي جمعتها داخل كبسولة الإرجاع المخصصة قبل الموعد الأصلي. وفي يوم الخميس 29 أكتوبر/تشرين الأول، أكدت ناسا أن المركبة الفضائية نجحت في ذلك.
يؤمن العلماء بشدة بأن المركبة قد خزَّنت ما لا يقل عن رطلين (كيلوغرام) من الغبار الكويكبي، الذي يطلق عليه أيضاً الحطام الصخري. وهذا أكثر بكثير من الحد الأدنى لهدف المهمة وهو 2.1 أوقية، أي ما يعادل كتلة تعادل كيساً صغيراً من رقائق البطاطس. ووفقاً لدانتي لوريتا، قائد مهمة أوزوريس ريكس، فإن التسرب الذي حدث قبل تخزين العينة كان "عشرات الغرامات" وحسب.
بمجرد عودة أوزوريس ريكس إلى الأرض عام 2023، ستُبرمج لإسقاط الكبسولة التي تحمل المادة الكويكبية في الغلاف الجوي. ثم يجب أن تهبط الكبسولة بالمظلة في صحراء يوتا، لتلتقطها ناسا. وستكون هذه أول عينة من كويكب تحصل عليها الوكالة.
مناورة على بُعد 200 مليون ميل: لجمع عيّنته من الكويكب، كان على أوزوريس ريكس الطيران عبور حقل خطير من الصخور ومنح بينو شكلاً من أشكال المصافحة الكوكبية، حيث لامس السطح لمدة ست ثوانٍ فقط.
في اليوم التالي لهذا الهبوط القصير، أرسلت المركبة الفضائية صوراً لشحنتها الثمينة إلى وكالة ناسا، لكن العلماء رأوا الحطام ينجرف بعيداً. وكان فريق المهمة قد خطط في الأصل لقضاء أسبوعين في تقييم العينة، لكنهم كانوا يخشون فقدان كثير من المواد في الفضاء؛ لذلك أسرعوا في عملية التخزين، وعملوا ليل نهار لمدة يومين، للتأكد من أن ذراع جمع العينات يمكنها تأمين العينة بشكل صحيح داخل الكبسولة.
من المفترض أن يحاذي معصم الذراع الكبسولة بشكل صحيح حتى يتلاءموا معاً، وهو ما يبدو بسيطاً، ولكن نظراً إلى أن المركبة الفضائية تبعد 200 مليون ميل (322 مليون كم)، واجه كل أمر واستجابة تأخراً قدره 18 دقيقة.
بحلول الثلاثاء 27 أكتوبر/تشرين الأول، نجحت ذراع المسبار في وضع رأسها الذي تسبب بتسرب العينات في الكبسولة المفتوحة. وللتأكد من قفلها، وجه الفريق الذراع إلى سحب الرأس الجامع مرة أخرى والتأكد من تثبيته بإحكام. وفي اليوم التالي، كان الفريق قد فصل رأس جمع العينات من ذراعه وأغلق كبسولة الإرجاع.
بالنسبة للعينات، كلما زادت زاد المرح: من المتوقع أن يبدأ أوزوريس ريكس رحلته الطويلة إلى الوطن في مارس/آذار 2021. ومن المقرر إعادة كبسولة التخزين إلى الأرض في 24 سبتمبر/أيلول 2023. وفي غضون أيام من هبوط العينة بولاية يوتا، يأمل الفريق بدء تحليلها في مركز جونسون للفضاء بهيوستن. وستحافظ ناسا أيضاً على بعض الحطام الصخري للدراسات المستقبلية.
قد يكون هذا البحث حاسماً بعد أكثر من مئة عام من الآن؛ لأن مسار بينو يعرِّضه لخطر الاصطدام بالأرض.