يبتلعون ملايين قطع البلاستيك متناهية الصغر! صيحة تحذير من أطباء ضد استخدام زجاجات الرضاعة للأطفال

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/10/20 الساعة 18:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/10/20 الساعة 20:34 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية - iStock

كشفت دراسة حديثة قام بها علماء في جامعة ترينيتي كوليدج دبلن في أيرلندا أن الأطفال الذين يحصلون على غذائهم من زجاجات الرضاعة، يبتلعون الملايين من جزيئات البلاستيك متناهية الصغر يومياً.

ووجد العلماء أنَّ عملية تعقيم الزجاجات البلاستيكية الموصى بها عند درجات حرارة عالية  وتحضير تركيبة لبن الأطفال تؤدي إلى انشطار ملايين الجزيئات متناهية الصغر من البلاستيك، وأيضاً تريليونات الجزيئات الأصغر من نانو البلاستيك، من الزجاجات وفق تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية الإثنين 19 أكتوبر/تشرين الأول 2020.

تلوث طعام الإنسان وشرابه

التقرير قال إنه من المعروف بالفعل أنَّ البلاستيك الدقيق الموجود في البيئة يُلوِث طعام الإنسان وشرابه، لكن الدراسة تُظهِر أنَّ تحضير الطعام في عبوات بلاستيكية يمكن أن يُعرِض الإنسان لآلاف الأضعاف من هذه اللدائن الدقيقة.

لكن الآثار الصحية لذلك غير معروفة، ويقول العلماء إنَّ هناك "حاجة ملحة" لتقييم حجم المشكلة، وبالأخص تأثيرها على الأطفال الرضع. وأصدر الفريق الذي أجرى الدراسة أيضاً إرشادات تعقيم لتقليل التعرض للمواد البلاستيكية الدقيقة.

من جانبه قال البروفيسور جون بولاند، من جامعة ترينيتي كوليدج دبلن في أيرلندا "لقد صُدِمنا تماماً" من عدد المواد البلاستيكية الدقيقة التي تنتجها زجاجات الأطفال. وأضاف: "قدرت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية العام الماضي أنَّ البالغين يستهلكون ما بين 300 و600 من البلاستيك الدقيق يومياً، لكن ما وجدناه كان في حدود مليون أو ملايين في المتوسط".

كذلك تابع بولاند: "علينا البدء في إجراء دراسات صحية لفهم عواقب ذلك. ونحن نعمل بالفعل مع زملاء لنا للبحث عن الأجزاء من جهاز المناعة التي تؤثر فيها هذه الجزيئات".

كما أشار إلى أنَّ الكثير من هذه الجزيئات يمكن التخلص منها بسهولة، لكن هناك حاجة للمزيد من البحث في مقدار الجزيئات التي تدخل إلى مجرى الدم وتنتقل إلى أجزاء أخرى من الجسد.

الفلاتر المسدودة بالبلاستيك الدقيق

في حين بدأ البحث، الذي نُشِر في مجلة Nature Food، باكتشاف عرضي عندما وجد أحد الباحثين الذي يطور الفلاتر أنها ظلت مسدودة بالبلاستيك الدقيق. وأرجع هذه الجزيئات لاحقاً إلى معدات المختبر المصنوعة من البولي بروبلين.

من ناحية أخرى اتبع فريق الدراسة إرشادات التعقيم الدولية لصنع حليب الأطفال في 10 زجاجات رضاعة مختلفة. ويتضمن ذلك التعقيم بماء درجة حرارته 95 درجة مئوية، ثم رج مسحوق تركيبة اللبن مع ماء عند درجة حرارة 70 درجة مئوية في الزجاجة.

فيما نتج عن كلٍ من خطوتي تسخين المياه والرج الكثير من البلاستيك الدقيق، الذي يقل حجمه بكثير عن عرض شعرة الإنسان. وجزئيات النانو بلاستيك صغيرة جداً بحيث يصعب حساب عددها، لكن العلماء قدَّروا أنَّ تريليونات البلاستيك أُنتِجَت داخل كل لتر من السوائل.

اقتراحات من العلماء لحل الأزمة

في المقابل يقترح العلماء أنَّ إجراء خطوة غسيل إضافية يمكنها تقليل المواد البلاستيكية الدقيقة المُنتَجَة أثناء تحضير تركيبة غذاء الأطفال العادية، وكذلك غلي الماء في وعاء غير بلاستيكي ثم تبريده واستخدامه لشطف الزجاجة ثلاث مرات بعد التعقيم، وصنع التركيبة في وعاء غير بلاستيكي، ثم تبريدها وصبها في زجاجة بلاستيكية نظيفة.

 وقال بولاند: "سيقلل ذلك عدد جزيئات البلاستيك الدقيقة بدرجة كبيرة. آخر شيء نريده هو إثارة قلق الآباء دون داعٍ، خاصة عندما لا تتوفر لدينا معلومات كافية عن العواقب الصحية المحتملة. ومع ذلك، ندعو صانعي السياسات إلى إعادة تقييم الإرشادات الحالية لإعداد تركيبات أغذية الأطفال عند استخدام زجاجات تغذية الرضع البلاستيكية ".

بالإضافة إلى ذلك تشمل الحلول الأخرى استخدام قوارير زجاجية، على الرغم من أنها أثقل في الوزن على الأطفال وقابلة للكسر، وتطوير طلاء جديد متين لمنع جزيئات البلاستيك من التساقط.

كما أضاف بولاند أنَّ المواد البلاستيكية مواد "رائعة" لها العديد من التطبيقات المفيدة، لذا فإنَّ الحقيقة هي أنها ستبقى موجودة، لذا يجب البقاء عليها بشكل اكثر أماناً وأكثر مرونة.

علامات:
تحميل المزيد