نجح المهندس الكندي وجيمس هوبسون، المعروف باسم the Hacksmith، وهو أحد نجوم اليوتيوب المشهورين عبر العالم، في صنع أول سيف ضوئي حقيقي في العالم، باستخدام غاز البروبان مع تسخينه عند درجة حرارة حوالي 4 آلاف درجة مئوية، ما يخلق حزمة بلازما قابلة للطي، وهو الأمر الذي شكّل حدثاً بارزاً لمتابعيه، الذين يتجاوزون 10 ملايين على يوتيوب.
وفق تقرير لصحيفة "The Daily Mail" الأمريكية، الثلاثاء 13 أكتوبر/تشرين الأول 2020، فإن هوبسون يعمل على تحويل عناصر الخيال العلمي الشهيرة إلى أشياء حقيقية، ونظراً إلى أن سلسلة أفلام Star Wars هي مصدر إلهامه، صنع هوبسون نسخاً متنوعة من السيوف الضوئية، لكنه أراد إنتاج "أول نسخة حقيقية قابلة للطي ومعتمدة على البلازما" من السيوف الضوئية.
كيف قام بتصنيعه؟ من أجل الوصول إلى هذه النتيجة استخدم المهندس المعروف على شبكة الإنترنت الغاز النفطي المسال، وهو وقود يكون موجوداً في كثير من الحظائر، ويستخدم غالباً لإشعال النار في حفلات الشواء.
يخزن هذا الغاز في حقيبة ظهر مصممة خصيصاً لهذا الغرض، وينتقل إلى الجهاز عبر أنبوب، ما يجعله أقرب إلى نسخة بدائية من السيف الضوئي، أكثر من اعتباره نفس الأسلحة التي استخدمها لوك سكاي ووكر وأوبي وان كينوبي في Star Wars.
إذ إن هذين التصميمين اللذين لا يحتاجان إلى حقيبة الظهر لا يزالان في الوقت الحالي خارج إمكانات التكنولوجيا الحالية، نظراً إلى أنها سوف تحتاج بطاريات جافة صغيرة قادرة على إنتاج طاقة أكبر مما تنتجه محطة الطاقة النووية، وذلك حسبما أوضح هوبسون.
وقال هوبسون في الفيديو الذي شوهد أكثر من 11 مليون مرة: "كيف يمكنك صناعة سيف ضوئي يعتمد على البلازما؟ حسناً، تقول النظريات إن البلازما تكون مقيدة بشكل أفضل عند وجودها في حزمة داخل مجال مغناطيسي، وهو الأمر الذي يجري التحقق منه من الناحية العلمية".
وأضاف: "تكمن المسألة في إنتاج مجال كهرومغناطيسي قوي بما يكفي لاحتواء نصل، حسناً يجب أن يُصنع السيف الضوئي حرفياً داخل صندوق مغلف بالمغناطيسات الكهربائية، ما سيحوله إلى نوع من المشروعات العلمية عديمة الفائدة".
ولذا بدلاً من اللجوء إلى هذا المسار، بحث هوبسون وفريقه المكون من ثلاثة أشخاص -ديف بونهوف وإيان هيلير وداريل شيرك- عن بدائل، واستقروا على الغاز النفطي المسال، أو البروبان ليكون الوقود المستخدم في السيف الضوئي.
يمتزج الوقود المسال بالأكسجين ليتحول إلى حزمة شديدة السخونة من البلازما عن طريق الجريان الصفيحي، وهي ظاهرة فيزيائية تسمح للسوائل بالتدفق بسلاسة.
قال هوبسون في الفيديو: "نحتاج إلى مجموعة كبيرة من فوهات الجريان الصفيحي لخلق تدفق شديد التركيز من الغاز من أجل استحداث حزمة بلازما".
توجد مثل هذه الفوهات فعلياً في صناعات متخصصة، مثل نفخ الزجاج، ما وفر على الفريق تكاليف وصعوبة بناء فوهة من البداية.
ومع أن آلة البخار وأدوات التغليف صُممت وصُنعت في المنزل، فإن شراء فوهة مناسبة يكلف سعراً باهظاً بلغ 4 آلاف دولار.
ومن خلال عملية ضبط منمقة واختبارات دقيقة، أُنتجت البلازما من الغاز النفطي المسال، وكان بنفس طول وقطر شعاع السيف الضوئي الشهير في سلسلة الأفلام.
تجربة فريدة: على عكس المحاولات السابقة لصناعة سيف ضوئي حقيقي، التي استخدمت في الغالب قضيباً معدنياً ليكون أساساً للنصل، صنعت هذه النسخة بطريقة تجعلها قابلة للطي تماماً، ولا تزال قادرة على قطع المواد القوية مثل ألواح الصلب.
يمكن لحزمة الغاز كذلك أن تغير لونها من اللون الأبيض الأصلي، عن طريق إضافة مواد كيماوية متنوعة.
وتعد هذه نسخة من التجربة المدرسية الشهيرة التي تتضمن حرق أملاح معدنية صلبة.
إذ إن المعادن المختلفة تُصدر أيونات بكميات متباينة من الطاقة، يقابلها لون محدد.
على سبيل المثال، تؤدي إضافة كلوريد الصوديوم (ملح الطعام) إلى تحويل الحزمة إلى اللون الأصفر، ليجعله مشابهاً للسيف المستخدم عن طريق راي في فيلم Star Wars: The Rise of Skywalker.
أما إضافة حمض البوريك، فتؤدي إلى تحويله إلى اللون الأخضر مثل سيف يودا الشهير. وتؤدي إضافة كلوريد السترونشيوم إلى تحويله إلى اللون الأحمر، مثل سيف أسياد سيث دارث مول ودارث سيديوس. ويحول إضافة كلوريد الكالسيوم السيف إلى لون الكهرمان.