إذا لم تكن قد سافرت إلى جنوب شرق آسيا مطلقاً، فمن شبه المؤكد أنك لم تجرب فاكهة دوريان من قبل. هي وجبة خفيفة وصحية ومشهورة وتحظى بشعبية واسعة في ذلك الجزء من العالم.
تذوق هذه الفاكهة ذات الرائحة الكريهة تجربةٌ لا يمكن أن تنساها – بحسب من خاضوا هذه التجربة الغريبة -، فتعال نعرفك على 8 حقائق عن فاكهة دوريان ذات الفوائد العظيمة والتركيب الغريب:
مظهر فريد ورائحة لا تنسى
تتميز فاكهة الدوريان الاستوائية بشكلها البيضاوي وقشرتها السميكة المغطاة بالأشواك. تحتوي على بذور كبيرة محاطة بلب سميك، ويمكن أن تزن ما بين كيلو إلى 3 كيلو وهي ثقيلة بدرجة كافية بحيث أنها من المحتمل أن تخترق الجلد إذا أمسكتها بيديك، وتتميز برائحتها القوية التي تبقى في الجو لفترة طويلة حتى بعد إزالة الثمرة من المكان.
تعتبر هذه الفاكهة سريعة التلف وتتغير بشكل ملحوظ خلال فترة زمنية قصيرة جداً. عندما يتم حصادها مبكراً، فإنها تعتبر نباتاً تقريباً لأن اللب يكون قاسياً ومُراً وليس حلواً.
عادة ما يفضل الأشخاص الذين يستمتعون بتناول الدوريان أن تنضج أكثر من اللازم وتكون نكهتها أكثر قوةً. تقليدياً، يتم تناول الدوريان بعد سقوط ثمرتها على الأرض من تلقاء نفسها، إذ تنضج خلال يومين إلى أربعة أيام من سقوطها وتفقد صلاحيتها بعد ذلك خلال خمسة أيام، إلا أنه غالباً ما تحصد مزارع هذه الفاكهة الاستوائية في وقت مبكر لشحنها إلى الخارج.
غير مرحب بها في وسائل النقل العام
نظراً لرائحتها القوية، تم حظر دوريان في العديد من أنواع وسائل النقل العام في جميع أنحاء تايلاند واليابان وهونغ كونغ.
أما في سنغافورة، يتم حظر الفاكهة في جميع أنواع وسائل النقل العام، وحتى سيارات الأجرة لديها لافتات لإعلامك بأنها ترفض نقل الركاب الذين ينقلون الفاكهة ذات الرائحة الكريهة.
لفاكهة الدوريان فوائد عظيمة
على الرغم من رائحتها الكريهة، فإن دوريان صحية للغاية، فهي غنية بالحديد وفيتامين ج والبوتاسيوم بشكل طبيعي وتعمل على تحسين قوة العضلات وصحة الجلد وحتى خفض ضغط الدم وغنية بمضادات الأكسدة.
علاوة على ذلك، تحتوي القطعة الصغيرة منها على 23 غراماً من الألياف الغذائية وهو ما يمثل تقريباً جميع الاحتياجات الغذائية اليومية.
ومع ذلك، من المهم عدم الإفراط في تناولها، حيث تم نقل السياسي الماليزي أحمد لاي بوجانغ في عام 2010 إلى المستشفى عندما عانى من ضيق التنفس والدوار بعد الأكل المفرط للدوريان، كما جاء في صحيفة The Telegraph البريطانية.
أنواع الدوريان وموطنه
هناك حوالي 30 نوعاً مختلفاً من الدوريان؛ فالموطن الأصلي للثمرة هو ماليزيا وإندونيسيا وبورنيو، لكن توجد اليوم مزارع دوريان في سريلانكا وجنوب الهند وكمبوديا وفيتنام وتايلاند وجزيرة هاينان جنوب الصين.
تايلاند هي في الواقع أكبر مصدر للفاكهة وموطن للعديد من مزارع الدوريان التي تنتج أصنافاً أكثر من المواقع الأصلية نفسها.
وصف طعم الدوريان ورائحتها مستحيل!
لأكثر من مائة عام، حاول السياح وصف طعم ورائحة دوريان ولكن لايزال وصفها صعباً لشخص لم يختبر طعمها ورائحتها الفريدة من قبل.
في عام 1856، أرسل ألفريد راسل والاس رسالة إلى السير ويليام جاكسون هوكر يصف فيها الفاكهة على أنها: "تشبه الكاسترد الغني بنكهة اللوز أفضل، ولكنْ هناك أحياناً أنواع تشبه نكهة الجبن الكريمي وصلصة البصل ونبيذ الشيري وأطباقاً أخرى مختلفة".
تعتبر الدوريان الفاكهة الرسمية في سنغافورة. بدأ مبنى Esplanade المجاور لخليج مارينا كقبتين زجاجيتين ولكن عندما تم تعديل التصميم ليشمل تغطية المباني بقطع ألمنيوم مدببة، اتخذت المباني مظهر دوريان تم قطعه إلى نصفين.
الدوريان "ملكة الفاكهة"
سواء كان ذلك بسبب حجمها أو طعمها، غالباً ما يشار إلى دوريان من قبل الناس في جنوب شرق آسيا على أنها ملكة الفاكهة. نظراً لصعوبة زراعة الدوريان وإلى كونه خطيراً عند سقوطه، فإنه يتطلب مكونات خاصة جداً في التربة، وشروطاً معينة لشحنه، مما يجعله أغلى ثمار الفاكهة أيضاً.
يعتبر الصينيون الدوريان و المانجوستين ملك وملكة الفواكه بسبب نكهتهما المتعارضة، الدوريان يتميز برائحته النفاذة وقوامه الغني، لكن المانجوستين يتميز بلبه العصيري ومذاقه الحمضي قليلاً.