ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية، أن مقاطع فيديو أصدرتها الشرطة الإثنين 21 سبتمبر/أيلول 2020، أظهرت إطلاق ضابطي شرطة الرصاص على صبي يبلغ من العمر 13 عاماً، ويعاني من التوحد، وذلك بعد أن طلبت أمه المساعدة في إدخاله المستشفى للحصول على علاج الصحة العقلية، وبعد أن وافق ضابطا الشرطة على الحديث معه.
قبل حوالي أسبوعين أطلق ضباط شرطة النار عدة مرات على صبي يبلغ من العمر 13 عاماً مصاب بالتوحد، وذلك بعد استجابتهم لمكالمة هاتفية في مدينة سولت ليك، طلبت فيها والدته من الشرطة المساعدة، الأمر الذي أثار دهشة من طريقة تعامل الشرطة مع الواقعة.
الصبي نجا من موت محقق: تظهر الفيديوهات ضابطي الشرطة في مدينة سولت ليك سيتي وهما يلاحقان الصبي في زقاق، بعد أن وصلا إلى منزله، ثم صرخا فيه بأن ينزل على الأرض. ويظهر الصبي في الفيديو وهو ينهار بعد سماع دوي حوالي 11 رصاصة. نجا الصبي لكنه عانى من كسر في العظام وثقوب في أعضائه، وذلك حسبما قال محامي الأسرة. ولا يزال الصبي في المستشفى لتلقي العلاج.
قالت أمه غولدا بارتون إنها حذرت ضابطي الشرطة من أن ابنها أخبرها في وقت سابق من نفس اليوم، الموافق 4 سبتمبر/أيلول، أن لديه بندقية وهددها بإطلاق الرصاص على زميلها في العمل، وتحطيم نوافذ المنزل، وفقاً لما جاء في الفيديو. لكنها أخبرت الضابطين بأنها اعتقدت أنها بندقية هوائية أو مسدس خرز، ولم تكن هناك أي إشارات إلى أنه كان مسلحاً.
الخوف من الشرطة: أظهرت الفيديوهات الضابطين يقولان إنهما توجب عليهما التعامل في كل الأحوال، استناداً إلى فرضية أنه يحمل سلاحاً حقيقياً. وأبلغت الأم ضابطي الشرطة بأن الصبي استثير لرؤية الشرطة.
كما أوضحت: "إنه يرى الشارة ويعتقد تلقائياً أنكما ستقتلانه، أو أن عليه الدفاع عن نفسه بطريقة ما. إنه يشعر بالفزع". وقد أُتيح إصدار الفيديو ليشاهده الجمهور بموجب مرسوم في مدينة سولت ليك سيتي، يقضي بنشر فيديوهات إطلاق الشرطة النار خلال 10 أيام عمل.
ماذا فعل الضابطان؟ في الفيديوهات، يمكن سماع ضابطي شرطة يتناقشان حول ما إذا كانا سيقتربان من الصبي أم لا، لأنهما كانا قلقين من أن ينتج عن الحادث إطلاق رصاص.
عندما اقترب الضابطان من المنزل قال أحدهما إنه قادر على رؤية تحركات في الفناء الخلفي. بدأ الضابطان في الركض وراء الصبي، وصاحا فيه بأن يتوقف وينزل على الأرض. وعندما أمسكاه طلبا منه النزول على الأرض، واصل الصبي السير قبل سماع دويّ عدد من طلقات الرصاص.
لم تُظهر الفيديوهات على ما يبدو أن الصبي كان يحمل أي سلاح، ولم تذكر الشرطة شيئاً عنها في تقرير نُشر كذلك أمس الإثنين. وقالت غولدا إنها أخبرت الضابطين المرسلين إلى منزلها بأن ابنها عانى من انهيار، وأنها احتاجت مساعدة من ضابط التدخل في الأزمات.
بينما قالت في التسجيل الصوتي الخاص بمكالمتها لخدمة الطوارئ 911، إنها طلبت الشرطة من قبل من أجل ابنها، وإنه هرب من الضباط قبل ذلك. وأوضحت قائلة: "خوفي الأكبر هو… لا أعرف… كل ما أريده فقط هو ألا يموت".
كما أضافت: "لهذا السبب نحن في حاجة إلى موظف صحة عقلية… إنه أمر بالغ الأهمية". حصل الضابطان اللذان وصلا إلى المنزل على تدريب لمواجهة الحالات التي تعاني من مشكلات عقلية، لكنهما لم يكونا متخصصين في التدخل في حالات الأزمات.