كشف كتاب جديد عن مطاردة إمبراطور المخدرات المكسيكي الشهير خواكين غوزمان "إل تشابو"، أن ممثل هوليوود شون بين كاد أن يقع في كمين نصبته القوات المكسيكية لإلقاء القبض على "إل تشابو" الخطير، مشيراً إلى استغلال المخابرات الأمريكية للممثل في مطاردة الرجل المطلوب لواشنطن.
عملية تجسس دولية: صحيفة The Guardian البريطانية، قالت السبت 6 سبتمبر/أيلول 2020، إن الكتاب الجديد بعنوان "El Jefe: The Stalking of Chapo Guzmán -الزعيم: مطاردة تشابو غوزمان"، يُسلِّط الضوء على عملية تجسس دولية نُفِذَت للإيقاع بإمبرطور المخدرات المسؤول عن أكثر من 200 عملية قتل، بحسب المدعون.
الصحيفة أشارت إلى أن شون بين شارك في مشروع فيلم عن غوزمان من إنتاج الممثلة كيت ديل كاستيو واثنين من المنتجين الأرجنتينيين، الذي كان مكتب التحقيقات الفيدرالي يأمل في أن يساعد على جذب غوزمان للخروج من مخبأه.
نشر الممثل لاحقاً مقالاً مطولاً في موقع Rolling Stone يحكي تفاصيل رحلته إلى المكسيك، ومعه مقابلة فيديو مدتها 17 دقيقة مع إمبراطور المخدرات صوَّرها في ما يبدو أنها مزرعة، وفي المقابلة حرص غوزمان على التصريح بأنَّ الفيديو "للاستخدام الحصري للسيدة كيت ديل كاستيو".
لكن لم يعلم شون ولا كيت أنَّ وكالة الأمن القومي ووكالة الاستخبارات الأمريكية تراقبان رحلتهما، بعدما اخترقتا اتصالات غوزمان المُشفَّرة، وتعقَّبت الوكالتان الأمريكيتان طائرة شون وكيت الخاصة من لوس أنجلوس إلى المكسيك، وتتبعهما كذلك أثناء سفرهما إلى الجبال لمقابلة إل تشابو.
انطوى تدخل الممثلين في المطاردة الطويلة للقبض على غوزمان على مخاطرة خاصة؛ لذا سارع العملاء الأمريكيون إلى التحدث مع الجنود المكسيكيين لإقناعهم بالعدول عن شن غارة يخططون لها منذ فترة طويلة.
وتركت هذه الواقعة السلطات المكسيكية غاضبة من شون بين، والدبلوماسيين الأمريكيين في حالة قلق من أن يَعلَق أحد مواطنيهم -ونجم سينمائي- داخل معركة مسلحة بين حراس إل تشابو الشخصيين وقوة النخبة من مشاة البحرية المكسيكية (المارينز).
اعتقال إل تشابو: ألقي القبض على إمبراطور المخدرات وزعيم الكارتل بعد 4 أشهر من تلك الواقعة، لكن تورط شون غير المُتعمَّد لم يُذكَر خلال المحاكمة في نيويورك، على الرغم من أنَّ هيئة دفاع غوزمان أشارت إلى إمكانية استدعاء الممثل للإدلاء بشهادته.
ومع ذلك، فإنَّ مقابلة الفيديو مع غوزمان، التي اعترف فيها بالعمل في تجارة المخدرات منذ سن 15 عاماً، أُدرِجَت ضمن الأدلة، لكنها لم تُسهم بالكثير في تهدئة التكهنات حول علاقة أكثر تعقيداً بين الممثل الأمريكي وإدارة مكافحة المخدرات الأمريكية.
في هذا السياق، قال مؤلف الكتاب الجديد آلان فوير، لصحيفة The Observer إن "هناك رواية مستمرة مفادها أنَّ شون بين كان عميلاً سرياً لصالح الإدارة الأمريكية لإغراء إل تشابو للخروج من مخبأه. لكنني لم أجد أدلة تثبت صحة ذلك".
يُشار إلى أن "إل تشابو" هو أكبر تاجر مخدرات في المكسيك منذ عام 2003، وكان يعتبر "أقوى مهربي المخدرات في العالم" من قبل وزارة الخزانة الأمريكية.
الرئيس المكسيكي السابق إنريكه بينيا نييتو، كان قد أعلن في يناير/كانون الثاني 2016، إلقاء القبض على "إل تشابو"، وذلك بعد ستة أشهر من هروبه المثير من سجن شديد الحراسة عبر نفق امتد لأكثر من ميل.
سبق كذلك أن أوقف "إل تشابو" مرتين وتمكّن من الفرار في كل مرة، ونجح في الفرار بطريقة لافتة من سجن يخضع لإجراءات أمنية مشددة، قبل أن يُعاد للسجن.
يُذكر أن محكمة أمريكية أصدرت في يوليو/تموز 2019، حكماً بسجن "إل تشابو"، مدى الحياة بالإضافة إلى 30 عاماً، وكانت محكمة فيدرالية في نيويورك قد أدانت "إل تشابو" بـ10 تهم، من بينها تهريب المخدرات وغسيل الأموال.