وجه دعاة حماية البيئة ومحبو الحيوانات انتقادات لاذعة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد أن سمح للصيادين بقتل أكثر من 17 ألفاً من حمام القمري في فرنسا هذا العام رغم أن هذا النوع مهدد بالانقراض.
الرابطة الفرنسية لحماية الطيور قالت، حسب تقرير صحيفة The Times البريطانية، إنها ستحاول وقف ما سمته الـ"مذبحة"، من خلال السعي للحصول على أمر قضائي ضد قرار ماكرون. ومع ذلك، قال أعضاء الرابطة إن الأمر سيستغرق من 10 إلى 15 يوماً لإقامة جلسة استماع، وخلال هذه الفترة سيكون للصيادين مطلق الحرية في إطلاق النار على الحمام.
تقضي الطيور ثلثي العام في شرق إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وباقيه في مناطق تكاثرها بأوروبا. وتسببت الأمراض، وتقلص الموائل (البيئة البحرية الموائمة)، والصيد في انخفاض عددها بنسبة 78% بين عامي 1980 و2015، وحينئذ وُضِعَ حمام القمري في القائمة الحمراء للأنواع المهددة من قبل الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة.
تحت ضغط من دعاة حماية البيئة، وكذلك الاتحاد الأوروبي، خفضت فرنسا الحد الأقصى لعدد الطيور التي يمكن للصيادين قتلها من أكثر من 90 ألفاً سنوياً إلى 18 ألفاً في عام 2019، ثم 17,460 هذا العام.
لكن ألين بوغرين-دوبورغ، رئيس رابطة حماية الطيور، قال إن العدد ما يزال مرتفعاً للغاية، خاصةً أنه كان من الصعب التحقق بالضبط من عدد الحمامات المقتولة. إذ ينبغي على الصيادين النقر على زر في تطبيق هاتف ذكي عندما يقتلون أحدها، وعندما تكتمل الحصة، ينتهي الموسم. لكن يزعم النُّقاد أن معظم الصيادين يتجاهلون التطبيق، الذي سجل أربعة آلاف حالة صيد في العام الماضي، وهو عدد يعتبر على نطاق واسع أقل من الواقع.
تتسم هذه القضية بالحساسية السياسية في فرنسا، التي أمرها الاتحاد الأوروبي هذا الصيف بحماية أنواع الطيور المهددة مثل حمامات القمري وكذلك حظر الاصطياد بالغراء، وهي ممارسة موروثة تتضمن تغطية الفروع بالغراء حتى يعلق السمان به. ثم يُستخدم السمان باعتباره طُعماً لجذب الفريسة الموجودة على مسافة قريبة.
ماكرون أثار غضب الصيادين في بروفانس بموافقته على تجريم الصيد بالغراء. ويقول أنصاره إنه لا يستطيع تحمل إغضاب الصيادين في أجزاء أخرى من فرنسا بمنعهم من إطلاق النار على حمام القمري أيضاً.
وأشاروا إلى دراسة أجراها المكتب الوطني الفرنسي للصيد والحيوانات البرية، التي قالت إنه يمكن إطلاق النار على عددٍ يتراوح بين 7,095 و53,285 طيراً من حمام القمري كل عام في فرنسا دون تدمير النوع.
بوغرين-دوبورغ قال: "لقد ناضلنا لمدة 20 عاماً لوضع حد لهذه المذبحة. ولا يمكن تحمل الاستمرار في ذبح نوع في سكرات موته".
وتُتّهم مدريد بتوفير قدر أقل من الحماية لحمام القمري. إذ قالت الجمعية الإسبانية لعلم الطيور إن نحو 800 ألف ستقتل في إسبانيا العام الجاري.