استطاعت دراسة علمية جديدة الكشف عن خصائص غير معروفة للحيوانات المنوية الخاصة بالرجال، وذلك باستخدام ميكروسكوب ثلاثي الأبعاد، حسب ما أفادت شبكة CNN الأمريكية، الجمعة 31 يوليو/تموز 2020.
خداع الحيوانات المنوية: غابريل كوركيدي وألبرتو دارزون وهيرميس جادالها، الزملاء في جامعة "Universidad Nacional Autonoma de Mexico" المكسيكية، طوروا طريقة لرؤية ضربات ذيل الحيوان المنوي باستخدام كاميرا فائقة السرعة قادرة على تسجيل 55 ألف لقطة في الثانية.
قال جادالها، رئيس مختبر Polymaths التابع لقسم الرياضيات الهندسية بجامعة بريستول في المملكة المتحدة: "إذا أردت أن ترى ضربات الذيل تحتاج أن تتحرك مع الحيوان المنوي وأن تدور معه، لذا فأنت تحتاج لأن تصنع كاميرا صغيرة للغاية وتثبتها على رأس الحيوان المنوي".
الباحثون تمكنوا خلال هذه التجربة من إثبات أن "حركة الذيل لا تعدو كونها خداعاً بصرياً، ففي الواقع، يتحرك ذيل الحيوان المنوي على جانب واحد فقط".
يقول جادالها إن "حركة ذيل الحيوان المنوي في اتجاه واحد يُفترض أن تجعله يسبح في دائرة على الدوام"، ويتابع: "أدركت الحيوانات المنوية أنها إذا التفت حول نفسها بينما تسبح مثلما تسبح ثعالب الماء بشكل حلزوني، سيوازن هذا حركة ذيلها في جانب واحد، وسيمكنها من السباحة للأمام".
أضاف الباحث: "دوران الحيوان المنوي مهم للغاية. إذ يسمح له باستعادة تماثل حركته أو توازنها على الجانبين، ويمكنه من التحرك للأمام".
لماذا يعتبر هذا أمراً مهماً؟ قال جادالها: "ربما تخفي حركة دوران الحيوان المنوي حول نفسه بينها يسبح بعض الجوانب المتعلقة بصحته أو كيف يمكنه التحرك في السائل بسرعة".
وأضاف: "هناك بعض الأسئلة الافتراضية، التي نأمل أن يهتم المزيد من العلماء وخبراء الخصوبة بطرحها مثل كيف يؤثر هذا على الخصوبة؟".
مَن اكتشف حركة الذيل؟ منذ أكثر من 340 سنة، اخترع رجل هولندي يدعى أنطوني فان ليفينهوك مجهراً مركباً جديداً وقرر أن يستخدمه لفحص القذف المنوي للرجل لأول مرة.
اكتشف ليفينهوك أن حيوانات صغيرة لها ذيل، تهتز بينما تسبح في السائل المنوي، وأطلق عليها اسم "الحيوانات الميكروسكوبية".
كتب فان ليفينهوك إلى سكرتير الجمعية الملكية البريطانية في عام 1678: "هذه الحيوانات تتحرك للأمام بفضل حركة ذيها مثل الثعبان أو الأنقليس عندما يسبح في الماء"، وأضاف أن ذيل الحيوان المنوي للإنسان "يتموج مثل حركة ذيل الثعبان".
بينما استمر العلماء في النظر عبر الميكروسكوبات على مدار القرون، لم يكن هناك شك في ما رأته أعينهم وما سجلته كاميراتهم: يتحرك الحيوان المنوي عبر تحريك ذيله من جانب إلى آخر.
لماذا قد نشك في ما تراه أعيننا؟ هذا ما اعتقده العلماء منذ ذلك الحين.