قوبل كيث واتسون، بالتصفيق عند مغادرته المستشفى بعد أكثر من أشهر للقاء أسرته، وعندما وصل سكنه استقبله أكثر من 100 من الأصدقاء والجيران مصفقين مهللين أمام منزلهم في هيرن باي بمقاطعة كينت.
قضى الرجل الخمسيني 23 يوماً في غيبوبة و41 يوماً في العناية المركزة خلال معركته الطويلة ضد كوفيد-19، وأبلغ الأطباء أسرته مرتين أنه سيموت، وفق تقرير صحيفة Metro البريطانية.
لكن بعكس التوقعات، ثابر مشجع كرة القدم، وعاد الآن إلى منزله مع زوجته سارة (52 عاماً)، وأولاده الثلاثة.
كيث بعاطفة جياشة قال: "لا أصدق أنني ما زلت على قيد الحياة. هذا عصيٌّ على الفهم، هذه هي المرة الأولى التي يمكنني فيها احتضان ابنتي البالغة 17 عاماً منذ 96 يوماً. والمرة الأولى التي يمكنني فيها تقبيل زوجتي. كان شعوراً رائعاً".
أضاف كيث، الذي يعاني من الربو، إنه أُصيبَ بضيق في التنفُّس لكنه لم يكن يعاني من السعال أو الحمى، وهما من الأعراض الرئيسية في ذلك الوقت.
لكن مستوى الأكسجين في الدم كان منخفضاً للغاية؛ لذلك نُقل إلى المستشفى وأُدخل على الفور إلى جناحٍ متخصِّص.
وظل كيث على جهاز التنفس الصناعي لأكثر من شهر. ومن المعروف أن ثلثي مرضى كوفيد-19 الذين وُضعوا على جهاز التنفس الصناعي في بريطانيا وافتهم المنية.
في الوقت الذي وصل إلى العناية المركزة، كان المصابون بكوفيد-19 في المملكة المتحدة يبلغون 3269 شخصاً والمتوفون 144 شخصاً.
وبحلول الوقت الذي غادر فيه كيث المستشفى، كان أكثر من 306 آلاف شخص قد ثبتت إصابتهم، وتوفي ما يقرب من 43 ألف شخص.
ولم تستطع زوجته سارة وأبناؤهما مادلين (25 سنة) وجورج (23 سنة) وغابرييل (17 سنة) زيارة سريره بسبب الجائحة.
وواجه البنَّاء الشجاع فشل الرئتين، وأُبلغت العائلة أنه من المحتمل أن يموت قريباً، لكنه تمكَّن من التعافي قبل أن يهاجم الفيروس كليتيه.
المرض تسبب في تجلط دمه؛ لذلك لم يمكنهم في البداية وضعه على جهاز غسيل الكلى. وأخبر الأطباء سارة مرتين أن زوجها العزيز لن ينجو، لكن كيث المثابر تمكَّن من النجاة.
ووصل كيث إلى درجة الإصابة بالشلل التام، باستثناء لسانه. إذ دمَّر الفيروس جسده من رأسه إلى أخمص قدميه، وتركه دون أي كتلة عضلية.
تحتَّم عليه بعد ذلك تعلُّم كيفية فعل كل شيء مرة أخرى من الجلوس والتقلب والحديث إلى المشي في النهاية.
لكن في النهاية بعد أكثر من شهرين، نُقِلَ كيث إلى مستشفى كينت وكانتربيري للحصول على علاج يساعده على المشي مرة أخرى.
ولحسن الحظ، حظي كيث في المستشفى بكانتربري بنافذة إلى جوار سريره تُمكِّن أسرته من القدوم والتلويح له من الخارج.
يبدو أن الـ95 يوماً التي قضاها كيث في المستشفى بسبب كوفيد-19 تمثل رقماً قياسياً. فقد أمضى ستيف وايت (56 عاماً) من هيريفوردشاير، ودونا مورجان من ويست ساسيكس، 92 يوماً داخل المستشفى.
ووصف جورج عند عودته إلى المنزل التجربة بأنها كانت مُربِكة.