قالت صحيفة The Guardian البريطانية إن مستخدمة تيك توك أعادت خلافات دبلوماسية عمرها سنوات، بعد أن نشرت على التطبيق الشهير طريقة توضح فيها كيفية تحضير ما وصفته بـ"الشاي الساخن"، وتضمَّن ذلك خلط الحليب بمسحوق الليمون والقرفة والقرنفل والسكر وعصير "تانغ"، ما بدا أنه مشروب بارد مرطب.
المستخدمة الأمريكية "ميشيل" من كارولينا الشمالية قامت بنقع الخليط، ووضعت كل شيء داخل الميكروويف، وتضمّنت محاولتها التالية لتحضير "الشاي البريطاني" استخدام مياه باردة أولاً، وهنا فقد مجتمع الإنترنت البريطاني صوابه. وأعاد الفيديو حادثة حفل شاي بوسطن، الذي انخرطت فيه السفيرة البريطانية في واشنطن ونظيرها الأمريكي في لندن، في خلاف حول طريقة تحضير مشروب ساخن لائق.
من فيديو إلى تيك توك إلى أزمة دبلوماسية: مقدم البرامج البريطاني فيليب سكوفيلد تحدّث عن ذلك في برنامجه This Morning. ووصفت المذيعة دافينا ماكول الأمر بأنه "دعوة للحرب".
فيما اضطرت كارين بيرس، السفيرة البريطانية في واشنطن، الحاصلة على درجة الماجستير في الاستراتيجية والدبلوماسية الدولية من كلية لندن للاقتصاد، والتي عملت في وزارة الخارجية لمدة 39 عاماً والرئيسة السابق لمجلس الأمن بالأمم المتحدة، إلى التدخل.
السفيرة البريطانية نشرت مقطع فيديو لها الإثنين، 22 يونيو/حزيران، توضح فيه أن "الشاي من العوامل الرئيسية التي رسمت العلاقة الأنغلو-أمريكية"، مشيرة إلى حادثة حفل شاي بوسطن عام 1773، والتي أدت في النهاية إلى استقلال الولايات المتحدة.
أما حفل "شاي بوسطن" الذي أشارت إليه السفيرة البريطانية فهو حركة احتجاجية سياسية في بوسطن، وقعت في إحدى مدن مستعمرة مساتشوستس آنذاك، ضد السياسة الضريبية للحكومة البريطانية وشركة الهند الشرقية، التي كانت تتحكم في جميع الشاي المستورد للمستعمرات.
في 1773، بعد رفض المسؤولين في بوسطن إرجاع حمولات ثلاث سفن من الشاي المفروض عليه ضريبة إلى بريطانيا، صعدت مجموعة من سكان المستعمرات على ظهر السفن، وقاموا برمي صناديق الشاي داخل ميناء بوسطن، ليظل الحادث رمزاً في التاريخ الأمريكي.
رد أمريكي على الاستفزاز البريطاني: السفير الأمريكي في لندن، وودي جونسون، انتفض أمام تصريحات السفيرة وقام بحشد قواته على جبهة "حرب الشاي"، وسرعان ما قرّر الهجوم على نقطة الضعف البريطانية الكلاسيكية؛ القهوة.
جونسون قال في مقطع فيديو: "سوف أعد كوب قهوة على الطريقة الأمريكية، بالطريقة المعتادة لي كل يوم، رداً على كوب الشاي المثالي للسفيرة بيرس وتعليماتها".
وشرع السفير الأمريكي في صبّ زجاجة من المياه داخل الغلاية، ووضع ملعقة من القهوة الفورية في كوب، وسكب بعض الحليب وقال: "أتمنى لكم يوماً سعيداً".
بدا تدخل جونسون صاعقاً للسفيرة البريطانية التي التزمت الصمت منذ ذلك الوقت.
إلا أن تساؤلات تُثار الآن حول إن كان جونسون ارتكب خطأً استراتيجياً هائلاً من خلال تحضيره ما بدا أنه كوب فظيع وسيئ للغاية من القهوة.
في مساء الأربعاء، 24 يونيو/حزيران، سُئل مصدر بالسفارة الإيطالية عن رأيه في فيديو السفير الأمريكي، فأجاب: "لقد أعد قهوة أمريكية، وأؤكد أنها قهوة أمريكية".
يبدو أن جونسون أشعل دون قصد حرباً جديدة في إطار سعيه للفوز في الحرب الأولى.