رحلة “كارثية” لـ4000 رأس ماشية إلى مصر! تعرضت سفينتها للتفتيش بزعم تهريب كوكايين فمات العشرات

واجهت سفينة نقل ماشية تدعى Neameh منطلقة من كولومبيا في 4 مايو/أيار 2020، مروراً بإسبانيا ثم انتهاءً في مصر، أزمة كبيرة بسبب نفوق عشرات الحيوانات عليها خاصة أنها كانت تحمل ما يزيد على 4 آلاف رأس من الماشية إلى مصر.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/06/08 الساعة 14:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/08 الساعة 14:29 بتوقيت غرينتش
صورة لمزرعة مواشي/ رويترز

واجهت سفينة نقل ماشية تدعى Neameh منطلقة من كولومبيا في 4 مايو/أيار 2020، مروراً بإسبانيا ثم انتهاءً في مصر، أزمة كبيرة بسبب نفوق عشرات الحيوانات عليها خاصة أنها كانت تحمل ما يزيد على  4 آلاف رأس من الماشية إلى مصر.

نفوق الحيوانات على السفينة لم يكن المشكلة الوحيدة، بل إن الأزمة الكبيرة هي محاولة السلطات الإسبانية تفتيش السفينة بدعوى استخدامها في تهريب الكوكايين، ما دفع الشرطة لمحاولة تفتيش السفينة، لكن وزارة الصحة الإسبانية كان لها موقف آخر، وفق ما قال تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.

وزارة الصحة الإسبانية: الوزارة لم تسمح بإنزال أي من الماشية أو تفريغ أي جثث نافقة، كما لم تمكن قوات الجمارك والشرطة التي صعدت لتفتيش السفينة من استخدام الكلاب البوليسية بسبب الرائحة الكريهة على متنها. فيما قالت وكالة الأنباء الإسبانية (Efe) إن قوات الشرطة طلبت أقنعة تنفس للتمكّن من الدخول إلى بطن السفينة وتفتيشه.

في حين أشارت تقارير إخبارية محلية عديدة إلى أن الأوضاع على متن السفينة، التي تبحر تحت علم بنما، كانت لا تطاق، مع ازدحام الحيوانات بين نافقة وحية على متنها. كذلك قالت منصة Europa Sur الإخبارية التي تبث من بلدية "الجزيرة الخضراء" بجنوب إسبانيا، إن "الرائحة الكريهة كانت قوية لدرجة شمّها من على بعد عشرات الأمتار من السفينة. 

كان عدد كبير من الحيوانات التي تحملها السفينة قد ماتت ورقدت جثثها على الأرض لأيام عديدة بين البول والبراز والأعلاف، قبل أن تبدأ في التحلل. كما ظلت بعض رؤوس الماشية تعاني آلاماً قاسية، دون علاج".

أشبه بالجحيم: قال أحد شهود العيان لمحطة Europa Sur: "لقد كان الأمر أشبه بالجحيم"، ووصف مشهداً من العجول المكتظة التي "بالكاد تستطيع الوقوف على أقدامها".

هذا وقد أحالت وزارة الداخلية الإسبانية طلبات التعليق للشرطة التي لم تجب عن الأسئلة بخصوص عملية التفتيش ونتائجها.

على الجانب الآخر، أُلغي البحث عن مخدرات مهربة على متن السفينة في نهاية المطاف، وواصلت السفينة رحلتها في صباح اليوم التالي. وبحلول الوقت الذي رست فيه السفينة في ميناء دمياط على الساحل الشمالي لمصر، وفقاً لسجلات السفينة، كان 34 عجلاً قد مات، على الرغم من أن الجثث لم تكن على متن السفينة حين وصولها.

من جهتهم، أشار مسؤولو وزارة الزراعة المصرية الذين تولوا تفتيش السفينة بعد وصولها إلى دمياط يوم 29 مايو/أيار 2020  إلى أن الحيوانات على متنها كانت "في حالة مزرية".

رواية أخرى: أما شركة "حجازي وغوشة"، وهي الشركة التجارية التي تدير أسطولاً من سفن شحن المواشي –منها سفينة Neameh-، فقد روت قصة مختلفة للصحافة الإسبانية. إذ قال عياد شوكت، مدير أسطول الناقلات الذي يضم السفينة: "بمجرد وصول القبطان إلى الميناء، ضربته [الشرطة] على الفور، وهذه ليست طريقة للتحقيق مع مشتبه به. لقد ضربوه بكعب السلاح الآلي. من حقهم التحقيق، لكن ليس لديهم حق في إيذاء الناس. لقد كان ذلك فعلاً همجياً".

حيث قال مسؤول الشركة إن بعض أفراد الطاقم البالغ عددهم 42 احتُجزوا قسرياً في جزء واحد من السفينة، ونقل آخرون إلى مركز شرطة قريب. وعلى الرغم من أن المعتاد أن يتولى 20 شخصاً على الأقل رعاية الماشية على السفينة، سُمح لثلاثة أو أربعة عمال فقط برعاية الحيوانات خلال عملية التفتيش.

كما رفض شوكت أي تلميحات بأن قلة العناية بالحيوانات قبل التوقيف غير المتوقع في إسبانيا كان السبب في المشكلات التي شهدتها الجزيرة الخضراء. وبدلاً من ذلك، ألقى باللوم على التوقيف غير المخطط له في إطالة أمد الرحلة والمشكلات التي ظهرت بعد ذلك، قائلاً: "أثناء عملية التفتيش، أفسدوا الأعلاف. وكانت هناك كميات معينة تكفي حتى الوجهة المفترض الوصول إليها، لكن بسبب هذا التأخير.. باتت السفينة في وضع سيئ للغاية".

تهريب الكوكايين: كما نفى أي احتمال أن تكون السفينة Neameh متورطة في عمليات تهريب للكوكايين، أو أن أوضاعاً سيئة كتلك التي كانت عليها السفينة تجعل من السهل إخفاء المخدرات فيها. وقال: "لا أعتقد ذلك. لسبب رئيسي، وهو أنه لم يُسمح لأحد بالصعود على متن السفينة [في كولومبيا] بسبب الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا. كما لم يسمح لأحد بمغادرة السفينة. ومن ثم فالأمر مفروغ منه".

ولم تستجب عديد من الوكالات الحكومية الكولومبية لطلبات التعليق على المزاعم بتورط سفينة Neameh في تهريب المخدرات.

تجارة الحيوانات: تثير الواقعة أسئلة حول الروابط بين تجارة المخدرات العالمية وتجارة الحيوانات. وقد ذكر بيان لرئيس اتحاد منتجي اللحوم في أمريكا الوسطى عام 2014 تفاصيل عملية تهريب للكوكايين من نيكاراغوا إلى المكسيك، بواسطة إخفائها في أمعاء الماشية.

كما تطرح تساؤلات حول مدى فاعلية اللوائح الرقابية المعمول بها فيما يتعلق بتجارة تصدير الحيوانات الحية. خاصة فيما يتعلق بالسماح للسفينة بمغادرة إسبانيا، رغم أوضاعها التي انطوت على خرق للوائح الاتحاد الأوروبي التي تنص على أن الحيوانات التي تُنقل داخل أو خارج الاتحاد الأوروبي يجب أن تخضع لـ"معايير رعاية الحيوانات".

فيما قالت صوفي غريجر، الناشطة في جمعية Animals' Angels، المعنية بحماية الحيوانات: "ومع ذلك، فإن السفينة Neameh لم تحظ بالاهتمام من السلطات ووسائل الإعلام إلا بسبب الاشتباه في كونها تنقل مخدرات".

بالإضافة إلى ذلك، فإن إلقاء الماشية النافقة في البحر من سفن الشحن يعد أمراً غير قانوني في القواعد الحاكمة للبحر الأبيض المتوسط. إذ تؤدي هذه الممارسة أحياناً إلى انزياح الجثث إلى المدن الساحلية أو الجزر. ومع ذلك، فإن مسؤول الشركة المالكة للسفينة رفض الرد على أي أسئلة إضافية بشأن الحيوانات النافقة وما حدث لها، أو لماذا لم تكن العجول النافقة على متن السفينة عند وصولها إلى ميناء دمياط في مصر.

تحميل المزيد