نجح متطوعون من مدينة غلاسكو الأسكتلندية في إنقاذ سيدة -تبلغ من العمر 94 عاماً وتعيش بمفردها- من الموت جوعاً، بعد أن ظلت لا تحصل على طعام لمدة 5 أيام، لأنها كانت "شديدة الخوف" من كورونا، وبالتالي لم تترك منزلها في ظل تدابير الإغلاق ولم يكن لديها أحد ليتسوق لها، حسب تقرير صحيفة The Guardian البريطانية.
كانت السيدة -التي لم يذكر اسمها- قد لفتت انتباه متطوعي "جيش الخلاص" The Salvation Army، وهي مؤسسة خيرية مسيحية تابعة للكنيسة، وضباط الإسكان الذين كانوا يطرقون الأبواب للتحقق من السكان والاطمئنان عليهم، ضمن مخطط الدعم الغذائي المحلي في مواجهة تدابير الإغلاق الخاصة بفيروس كورونا.
القضية جاءت لتسلط الضوء على المستويات المرتفعة من انعدام الأمن الغذائي في المملكة المتحدة، حيث تعاني الأسر ذات الدخل المنخفض، والتي يعيش عديد منها بالفعل بالقرب من خط الفقر، معاناةً أكبر مع انخفاض الدخل جرّاء العطلة العامة وفقدان الوظائف وتكاليف المعيشة الإضافية المرتبطة بالوباء.
متطوعو "جيش الخلاص" قالوا إن جميع أنحاء المملكة المتحدة شهدت زيادة بنسبة 63% في أعداد الأسر التي تتقدم للحصول على طرود غذائية من 665 مركزاً في المملكة المتحدة، بين فبراير/شباط وأبريل/نيسان. وحذرت الجمعية الخيرية من أن جائحة فيروس كورونا قد دفعت المملكة إلى "نقطة تحول فيما يتعلق بتفاقم انتشار الفقر" في البلاد.
السيدة، التي تعيش في الطابق العلوي بأحد المباني السكنية، حصلت على حساء ساخن وحزمة مواد غذائية، بعد أن اكتشف وضعَها متطوعو مشروع الدعم الغذائي المتنقل التابعون لجمعية "جيش الخلاص" الخيرية وموظفو جمعية الإسكان في منطقة جوفان التي تسكنها، في 23 مارس/آذار.
من جهتها، قالت تريسي بيركروفت، وهي رائدة في "جيش الخلاص" في منطقة جوفان، لصحيفة The Guardian، إن السيدة "لم يكن لديها أحد ليحصل لها على أي طعام وكانت هي خائفة بشدة من الخروج".
تضاعف عدد المحتاجين: وأضافت بيركروفت، التي تدير مشروع الغذاء المتنقل التابع لجمعية "جيش الخلاص" في جوفان مع زوجها مارك، أن الطلب على المساعدات الغذائية ارتفع بمقدار 10 أضعاف في الأسابيع الأخيرة.
الزوجان قالا إن المنطقة، التي يعيش فيها كثير من الناس الذين يعملون في الأصل بعقود منخفضة الأجر، وهم الآن من دون ساعات عمل إضافية، قد تضررت اقتصادياً بدرجة كبيرة جرّاء وباء كورونا.
أنتوني كوتيريل، وهو مفوض في جمعية "جيش الخلاص"، أشار إلى الزيادة الكبيرة في مجهودات الدعم الغذائي الخيري على مستوى المملكة المتحدة، قائلاً: "لقد مرت سنوات منذ رأينا الفقر يمثل خطراً حقيقياً وقائماً للعديد من الناس بالدرجة التي عليها الأمر الآن".
وأضاف كوتيريل: "نحن نقترب من نقطة تحول فيما يتعلق بتفاقم انتشار الفقر. ومن ثم ينصب تركيزنا الحالي على توسيع نطاق العمل على توفير الغذاء والدعم للأشخاص الذين يحتاجون إليه الآن، من العائلات غير القادرة على دفع فواتير الخدمات إلى المقعدين وكبار السن الذين يعانون لإطعام أنفسهم".
مركز المؤسسة الخيرية في تشاتام، بمدينة كينت أفاد بأن بنك الطعام بات مفتوحاً الآن على مدار 5 أيام في الأسبوع، مقارنةً بيومين في الأسبوع قبل الوباء. وقد بات أكثر من 100 أسرة تعتمد عليه الآن في الحصول على مساعدات الطعام أسبوعياً، بزيادة قدرها أربعة أضعاف منذ فبراير/شباط الماضي.
كما أبلغت مؤسسة "تروسيل ترست"، أكبر شبكة لبنك الطعام في المملكة المتحدة، في وقت سابق من هذا الشهر، عن زيادة غير مسبوقة بنسبة تصل إلى 81% في استخدام بنوك الطعام جرّاء تفشي فيروس كورونا. وذهبت تقديرات مركز The Food Foundation البحثي، الأسبوع الماضي، إلى أن خمسة ملايين شخص في المملكة المتحدة يعانون انعدام الأمن الغذائي.