صدمت امرأة الرأي العام في الولايات المتحدة الأمريكية، بعدما ألقت عن عمد طفلها المُصاب بمرض التوحد في قناة مائية للتخلص منه بولاية فلوريدا، ولم تكتفِ بذلك، بل حاولت خداع الشرطة بأن ابنها تعرض للخطف من قِبل رجلين مجهولين، إلا أن كاميرات المراقبة كشفت فعلتها.
مشهد صادم: وسائل إعلام أمريكية، من بينها شبكة Cnn، وتلفزيون Fox news، وصحيفة Miami Herald، كشفت الأربعاء 27 مايو/أيار 2020 تفاصيل عن الحادثة المروعة، التي بدت فيها الأم وقد تخلت عن أمومتها عندما ألقت بطفلها المريض في المياه.
أشارت Cnn إلى أن الطفل المتوفى اسمه أليخاندرو ويبلغ من العمر 9 أعوام، وقالت إن الشرطة أوقفت الأم باتريشيا ريبيلي بتهمة قتل ابنها.
في البداية كذبت الأم على الشرطة مدعية بأن ابنها تعرض للخطف من قِبل رجلين أسودين مجهولين، لكنها لم تنتبه إلى أن المكان الذي ألقت فيه الطفل كان مراقباً بالكاميرات التي صورت الحادثة.
تظهر ريبلي (45 عاماً) وهي تمشي مع طفلها أليخاندرو بجوار قناة "ميامي" المائية، وكانا قد توقفا قليلاً على حافة القناة، وظهرت ريبلي وهي تمسح بيدها على رأس طفلها، وبدت أنها كانت تخوض معه آخر الأحاديث بينهما، قبل أن تقوم بدفعه بقوة إلى القناة ثم تهرب مسرعة.
نقلت Cnn عن الشرطة تأكدها من هوية الأم والطفل اللذين ظهرا في مقطع الفيديو، فيما كشفت التحقيقات عملية خداع ثانية قامت بها الأم لإبعاد الشبهات عنها في قتل الطفل.
تبين أن الأم قامت بمحاولتين لقتل ابنها، في المحاولة الأولى ألقت الأم الطفل بالقناة، وبعدها بوقت قصير طلبت المساعدة من المارة بعدما أخبرتهم بأن ابنها سقط في القناة، وتمكن رجل بالفعل من إنقاذ الطفل، وأعادوه إلى أمه لتنطلي عليهم حيلة ريبلي.
لكن الأم أصرت على قتل الطفل من جديد، وذهبت إلى قناة مائية أخرى حيث لا يوجد أحد لإنقاذ طفلها، ورمته بها، وتم العثور على جثته في بحيرة Miccosukee Golf، وفقاً لما ذكرته صحيفة Miamiherald.
الأم تُقر بفعلتها: أثناء التحقيق معها، قالت الأم إنها كانت تعتني بطفلها المصاب بتوحد شديد يمنعه عن الكلام، وأقرت في النهاية بأنها قتلته قائلة: "سيكون في مكان أفضل"، مشيرة إلى أن الاعتناء به استنزف طاقتها حتى قبل أن تبدأ جائحة فيروس كورونا.
ظهرت ريبلي في المحكمة وهي تضع كمامة على وجهها، وتواجه اتهاماً من المحكمة بالقتل من الدرجة الأولى، كما ظهر زوجها وهو يبكي، والذي بدا أنه لم يصدق حتى الآن ما فعلته زوجته، حيث قال: "نحن نحب أليخاندرو، وما يشاع عن زوجتي محض أكاذيب وافتراءات".
ما هو التوحد؟ المرض الذي كان الطفل أليخاندرو مصاباً به هو اضطراب طيف التوحّد، أو مرض الذاتوية، أو ما يُعرف أيضاً باضطراب التوحّد الكلاسيكي، وهو اضطراب عصبيّ وتطوريّ يبدأ مبكراً في مرحلة الطفولة، ويستمر طوال حياة الإنسان.
يؤثر التوحد على مهارات التواصل والتعلّم وكيفيّة تصرّف المريض وتفاعله مع الآخرين، ويشترك جميع مرضى التوحّد في المعاناة من صعوبات معينة، إلّا أنّ المرض يؤثّر عليهم بطرق مختلفة؛ فقد يعاني بعض المرضى من صعوبات في التعلم، بينما يعاني آخرون من مشاكل في الصحّة العقليّة، أو حالات أخرى، وفقاً لموقع "موضوع".
كما يؤثّر المرض على مهارات التواصل لديهم، مما يعني أنّ مرضى التوحّد يحتاجون إلى درجات مختلفة من الدعم، وفي الواقع فإنّ جميع الأشخاص في طيف التوحد يتعلمون ويتطورون، لكنهم بحاجة إلى توفير الرعاية والدعم المناسبين لمساعدتهم على عيش حياة رغيدة.