بعد 8 سنوات من لقاء خالد، وبيري، قرر الشريكان في قرار جريء الزواج في زمن الكورونا، بل والسفر للخارج لقضاء أيام جميلة بعد حفل الزواج، إلا أنهما باتا عالقين تماماً في شهر عسل لا ينتهي وفي واحدة من أجمل بقاع الأرض، بعدما أغلقت الجائحة المطارات، وغيّرت شكل حياة البشر في العالم بأكمله، لكن وبينما يعتقد البعض بأنهما الزوجان "الأكثر سعادة" إلا أن أنهما يدفعهان ثمناً في المقابل.
الخطة تغيّرت: بدأ الأمر بحفل زفاف في العاصمة المصرية القاهرة، يوم 6 مارس/آذار 2020، بعد تعارف دام لسنوات بين خالد (36 عاماً) وبيري (35 عاماً)، اللذين عقدا قرانهما بصحبة أصدقائهما وعائلتهما، وفقاً لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، السبت 23 مايو/أيار 2020.
بعد بضعة أيام، اتجه الزوجان المقيمان في دبي إلى مدينة كانكون المكسيكية، وهما لا يشعران بالكثير من القلق، إذ بدا فيروس كورونا بعيداً، حيث لم يكن قد انتشر بالكامل بعد في جميع أنحاء العالم، ولهذا يقول الزوجان إنهما "لم يتوقعا أبداً" أن تؤثر قيود السفر على خططهما، رغم حرصهما على تجنب الأماكن المزدحمة.
تحدثت بيري لـ"بي بي سي" وقالت: "عندما كنا على متن الطائرة، كان لدينا اتصال بالإنترنت وبدأنا في تلقي رسائل من الناس على غرار: هل ستتمكنان من الوصول إلى دبي؟ يوجد قانون جديد يحظر دخول الوافدين".
لكنهما افترضا أنه سيُسمح لهما بالسفر لأنهما في الجو بالفعل، ولكن عندما حاولا الصعود إلى رحلة الترانزيت في إسطنبول، قيل لهما إنهما لا يمكنهما ذلك، إذ أصبح القانون الجديد موضع التنفيذ فور انطلاقهما من المكسيك.
لذلك علِق الزوجان في المطار لمدة يومين، ولم تسمح لهما القيود التي فرضتها تركيا بمغادرة المطار ودخول المدينة، وفي الوقت نفسه، وجدا صعوبة بالغة في شراء أدوات النظافة والملابس بسبب عدم امتلاكهما إذن صعود سارياً.
أصبح الزوجان بحاجة إلى حلّ، في ظل عدم قدرتهما على دخول دبي وتعليق الرحلات إلى مصر، وقالت بيري: "قررنا الاستعانة بجوجل ومعرفة الدول التي تسمح بدخول المصريين دون تأشيرة، ثم التحقق مما إذا كانت تسيّر رحلات جوية". ولم يجدا أمامهما سوى خيار واحد فقط: جزر المالديف.
العيش على جزيرة: لدى وصولهما إلى منتجع الجزيرة، أدرك الزوجان أنه لا يوجد سوى حفنة قليلة من النزلاء، وكان معظمهم ينتظرون رحلات العودة إلى أوطانهم، لكن بعد رحيل الآخرين أغلق الفندق أبوابه، ونُقل الزوجان إلى جزيرة أخرى، حيث حدث الشيء نفسه.
أشارت "بي بي سي" إلى أن الزوجين أمضيا الشهر الماضي في منشأة عزل خاصة أنشأتها حكومة المالديف في منتجع بجزيرة أولهافيلي، ورغم أن أماكن العزل الأخرى قد تكون أسوأ حالاً، يتوق الزوجان للعودة إلى دبي.
لكن طريق العودة إلى المنزل ليس سهلاً، إذ يقولان إن كونهما مقيمين في الإمارات وليسا مواطنين لا يمكّنهما من العودة في الرحلات المخصصة لإعادة الآخرين إلى الخليج.
ورغم توفر خيار السفر إلى مصر في رحلة إعادة إلى الوطن، فهو يعني قضاءهما الحجر الصحي لمدة 14 يوماً في منشأة حكومية، واستمرار عدم قدرتهما على العودة إلى منزلهما في دبي.
لذا ناشد الزوجان سلطات الإمارات مساعدتهما هما والمقيمين الآخرين العالقين، وقد تقدما بطلب للحصول على إذن بالسفر من البوابة الرسمية للحكومة، لكنهما لم يحصلا على هذا الإذن بعد.
تقول بيري: "في كل مرة نخبر فيها الناس بأننا عالقان في جزر المالديف، يضحكون ولسان حالهم يقول: هذا ليس سيئاً كثيراً، نتمنى لو كنا في مكانكما".
لكن بيري تشير إلى أن الأمر ليس بهذه السهولة أو السعادة، "بل إنه بالتأكيد مرهق للغاية، استمتعوا بوجودكم في المنزل مع العائلة. هذا بالنسبة لي أفضل من أي شيء آخر"، بحسب تعبيرها.