بينما كان يجلس في سريره بأحد مستشفيات بوسطن داخل الجناح المخصص لفيروس كورونا، تحدَّث مايك شولتز، الذي أصبح ممتداً على السرير، مع إحدى الممرضات؛ لإعطائه المسكنات وتعليق المحاليل الطبية له.
أخبر شولتز موقع BuzzFeed News الأمريكي قائلاً: "اعتقدت أن أسبوعاً واحداً فقط قد مرَّ"، كان ذلك حين أبلغته الممرضة أنه لم يمكث في الجناح أسبوعاً واحداً، بل ستة أسابيع.
تذكَّر ما حدث وقال: "كنت ضعيفاً للغاية. كان هذا أحد الأمور الأكثر إحباطاً. لم أكن قادراً على حمل هاتفي الجوال، كان ثقيلاً للغاية. لم أكن قادراً على الكتابة عليه، لأن يدي كانت ترتعش كثيراً".
لم يكن شولتز، البالغ من العمر 43 عاماً من سان فرانسيسكو، يعاني من مشكلات صحية بارزة. وكان يمارس التمارين الرياضية ستة أو سبعة أيام أسبوعياً، وكان وزنه نحو 86 كيلوغراماً. ولكن عندما تحدث مع الموقع الأمريكي يوم الثلاثاء 19 مايو/أيار، بعد أسابيع من استعادته القدرة على تناول الطعام مرة أخرى، وصل وزنه إلى نحو 63 كيلوغراماً، وبدأت رئتاه الآن فقط وببطء في استعادة قدرتها على أداء وظائفها.
نشر شولتز صورة تبين تأثير مرض كوفيد-19 على جسده، ليراها متابعوه على موقع إنستغرام البالغ عددهم 30 ألف متابع. التُقطت الصورة التي على اليسار قبل نحو شهر من مرضه. أما الصورة التي على اليمين، فقد التُقطت داخل الجناح الذي يتعافى فيه بالمستشفى. وقال إنه شعر بالتعب من أجل النهوض من السرير للوقوف دقائق قليلة والتقاط الصورة.
أوضح: "عرفت ما كنت أعتقده [حول فيروس كورونا]. لم أظن أنه كان خطيراً بهذا القدر حتى بدأت الأمور في الحدوث. كنت أعتقد أنني صغير بما يكفي لأن يؤثر عليَّ، وعرفت كثيراً من الناس الذين ظنوا ذلك".
أضاف: "أردت أن أوضح لهم أنه قد يحدث لأي شخص. لا يهم إذا كنت صغيراً أو كبيراً، تعاني من ظروف صحية مسبقة أم لا. يمكنه أن يؤثر عليك".
دخل شولتز المستشفى في 16 مارس/آذار، ووصل قبل يومين إلى بوسطن من منزله في سان فرانسيسكو؛ لزيارة صديقه منسق الأغاني البالغ من العمر 29 عاماً، جوش حبليثويتي. وكان يشعر بإعياء بسيط، لكنه لم يعانِ أي حمى.
قبل أسبوع من ذلك التاريخ، زار كلاهما شاطئ ميامي لحضور احتفالية شارك حبليثويتي فيها بتنسيق الأغاني، وجذبت آلافاً من الأشخاص إلى المنطقة لقضاء أسبوع ممتلئ بالفعاليات. نشر شولتز صورة لنفسه مبتسماً مع أصدقائه وكتب على إنستغرام أنه قضى وقتاً ممتعاً.
لكن لما كانوا يستمتعون بالرقص، لم يكن الحاضرون مدركين أن فيروس كورونا كان حاضراً معهم. قال شولتز: "كنا نعرف أنه في الخارج هناك. فلم تكن هناك قيود حقيقية برغم ذلك. لا إغلاقات. اعتقدنا فقط أننا سوف نغسل أيدينا أكثر، ونحذر ألا نلمس وجوهنا".
أصيب ما لا يقل عن 38 شخصاً في هذا الحفل. وتوفي ثلاثة رجال.
انتهى الحال بشولتز في المستشفى مع تعليق المحاليل الطبية لأربعة أسابيع ونصف الأسبوع بلا زيارات تطبيقاً لبروتوكول المستشفى، بعد أن أصيب الصديقان، لكن حالة شولتز كانت أسوأ.
بينما يمضي شولتز في طريقه لاستعادة عافيته، تحدث صديقه حبليثويتي عن أنه كان يفكر في الطعام الذي طلبه من مطعم وجبات سريعة بعد خروجه من المستشفى. إذ قال إنه طلب شطيرة برغر مزدوجة بالجبنة مع بطاطس مقلية ومخفوق الفراولة. وأوضح قائلاً: "بدا طعمه مختلفاً. أعتقد أنني فقدت قدراً من حاسة التذوق".