كشف تقرير حديث تحت عنوان "ما مستقبل أطفال العالم"، أن النرويج وكوريا الجنوبية وهولندا تعتبر أفضل الدول لنمو الأطفال، وأن للأطفال في هذه الدول تغييرات أفضل في الحياة والرفاهية، بسبب الرعاية الصحية الجيدة والتغذية والتعليم.
التقرير الذي نشرت نتائجه صحيفة The Sun البريطانية، الأربعاء 19 فبراير/شباط 2020، صنف الولايات المتحدة في المرتبة 39 بعد 38 دولة أخرى شملت السعودية والبوسنة. وترأس اللجنة التي وضعت التقرير 40 خبيراً من منظمة الصحة العالمية، ومجلة Lancet الطبية واليونيسف.
تحدد ترتيب الدول وفقاً لانبعاثات الكربون للفرد الواحد لكل دولة، وهو ما وضع دولاً مثل الولايات المتحدة وأستراليا بالقرب من القاع، إذ وجِد أن هذه الدول الغنية تُسهم في التهديدات الصحية العالمية نتيجة لتغير المناخ.
"النهج الشامل"
قالت رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة، هيلين كلارك، التي شاركت في رئاسة اللجنة، إن اتخاذ إجراء أمر ضروري، مضيفة: "تحتاج الدول لإصلاح نهجها تجاه صحة الأطفال والمراهقين". وتابعت: "نحتاج لضمان أننا لا نعتني بأطفالنا اليوم فحسب، بل نحمي العالم الذي سيرثونه في المستقبل". إذ يقيس فصل "الازدهار" في التقرير الدول من حيث البقاء والازدهار.
كانت أعلى 10 دول هي النرويج وكوريا الجنوبية وهولندا وفرنسا وأيرلندا والدنمارك واليابان وبلجيكا وآيسلندا والمملكة المتحدة، وجاءت جمهورية إفريقيا الوسطى في المرتبة الأخيرة.
بينما جاء في التقرير أن "الولايات المتحدة الأمريكية هي بلد مرتفع الدخل، ويصنف في المرتبة 11 لأعلى الدول في عدم المساواة في العالم (من بين الدول التي لدينا بيانات عن عدم المساواة في الدخل بها)".
تابع: "علاوة على ذلك، مرتبة رفاهية الأطفال في الولايات المتحدة (المرتبة رقم 39) هي أيضاً منخفضة، بالمقارنة بالعديد من الدول مرتفعة الدخل، وحتى بعض الدول متوسطة الدخل".
التهديدات التي يواجهها الأطفال
كما يرتب فصل "الاستدامة" الدول من حيث نصيب الفرد من الانبعاثات في الدولة. وصنف الفصل الدول بناء على مستوياتها المستدامة من انبعاثات الكربون "بالنسبة لأهداف عام 2030، كمقياس لحجم التهديدات التي سيواجهها الأطفال في دولة ما في المستقبل".
من بين أفضل 25 دولة حققت أفضل نسبة للانبعاثات كان هناك دولتان إفريقيتان. كان أداء الكثير من الدول الإفريقية سيئاً بالنسبة لصحة الأطفال والتعليم والطعام المغذي، والحماية من العنف ضمن فئة "الازدهار".
لم يكن أداء أي دولة جيداً في جميع مقاييس الأطفال الثلاثة، الازدهار والاستدامة والعدالة. وسُلِّط الضوء على ممارسات التسويق الاستغلالية التي تحفز شراء الوجبات السريعة والمشروبات السكرية والكحول والتبغ للأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
مستقبل غامض
أشار التقرير إلى إحراز تقدم في حياة الأطفال على مدار الخمسين عاماً الماضية، لكنه أوضح أن الفوائد لم تكن منصفة. وفي ظل ارتفاع درجة حرارة الأرض وغيرها من القضايا تقول اللجنة إن مستقبل الأطفال بات غامضاً.
كما جاء في التقرير: "يخلق اضطراب المناخ مخاطر شديدة من ارتفاع منسوب مياه البحر والأحداث المناخية القاسية، وانعدام الأمن الغذائي والمائي، والإجهاد الحراري، والأمراض المعدية الناشئة، وهجرة السكان على نطاق واسع".
قالت سونيتا نارين، المدير العام لمركز العلوم والبيئة في نيودلهي، إن صحة الأطفال "مُعرضة لخطر شديد بسبب التدهور البيئي". وأضافت أن "أكبر المظالم التي نحتاج لمواجهتها اليوم هي عدم المساواة في تغير المناخ".