قبل أن يُتم القاتل بيدرو فيلهو عامه الـ18، كان في سجله الإجرامي 10 ضحايا، والذين زاد عددهم إلى 70 ضحية قبل أن يُتمم عامه الـ21، ولكن قبل أن نسترسل في الحديث عن فيلهو دعنا نتساءل: ما الذي جعل منه قاتلاً غير عادي، وأثارت جرائمه الجدل الأخلاقي.
ببساطة لأن ضحايا فيلهو لم يكونوا ضحايا عاديين، وإنما كان أغلبهم من القتلة والمجرمين، وفي تقريرنا التالي نتعرف على قصة بيدرو.
بداية بيدرو فيلهو القاتل.. في رحم الأم
ولد بيدرو رودريغز فيلهو Pedro Rodrigues Filho في يونيو/حزيران عام 1954، في البرازيل، وتحديداً في مزرعة بمنطقة سانتا ريتا دو سابوكاي، لأب عنيف الطباع، غير مستقر في حياته الزوجية، بدأ العنف تجاه طفله وهو لا يزال جنيناً في بطن أمه، فكان كثيراً ما يضرب زوجته في أثناء حملها في الصغير، الذي وُلد بالفعل بجمجة منبعجة إثر هذا.
وبالطبع كأب مسيء لطفله وزوجته، لم يتوقف إيذاء والده له عند هذا الحد، بل كان يعنفه منذ أن بدأ المشي، فنشأ بيدرو فيلهو طفلاً عصبياً عنيف الطباع، وبدأت أولى بوادر العنف في سن العاشرة فقط، عندما هاجم ابن عمه الصغير وحاول قتله، ولكن الإصابات لم تكن كافية لقتل ابن العم.
أولى جرائم القتل.. الانتقام للأب المسيء!
عندما ضاق الحال بوالد بيدرو، المزارع في الأساس، عمل حارساً في إحدى المدارس المحلية في مقاطعة أليفانس، ولم يكد يبدأ حياة جادة حتى وجد الأب تهمة سرقة مخازن الطعام في المدرسة تلاحقه، وفُصل من عمله جراء سرقةٍ أقسم لزوجته وولده أنه لم يفعلها، وأنهمحمل بالغضب.
أسرع الصبي وحمل بندقية والده وذهب للانتقام ممن ظلموا والده، بحسب ما اعتقد، وأطلق الرصاص على نائب عمدة المقاطعة الذي اتهم والده، ثم أطلق النار على زميل آخر لوالده اعتقد أنه هو السارق الحقيقي، وعندما أدرك بيدرو فداحة جريمته لاذ بالفرار من المقاطعة بأسرها، منطلقاً صوب المدينة العامرة ساو باولو.
شبح الانتقام الذي لم يترك بيدرو فيلهو
بعد أن فرَّ بيدرو فيلهو إلى ساو باولو لم يجد أي فرصة لأي مسار معتدل، فسرعان ما بدأ في سرقة المنازل وسرقة الناس بالإكراه، وبدأ في مخالطة المجرمين، وتجار المخدرات.
وفي سن 16 عاماً قتل فيلهو تاجر مخدرات إثر شجار نشب بينهما، وهو ما اعتبره بيدرو "عدالة" لأنه خلّص المجتمع من تاجر سموم، وفرّ إلى منطقة أخرى، حيث تعرّف على حبيبته الأولى ماريا أباريسيدا، التي شعر بجوارها بنوع من الأمان، ولكن للأسف أيدي الانتقام طالتها، وقُتلت بوحشية على يد عصابة المخدرات التي قتل بيدرو فرداً منها، وهو ما أشعل نيران الغضب والجنون في عقل بيدرو، المضطرب أساساً، فجاءته فكرة أشد عنفاً ودموية؛ مذبحة العصابات.
محمَّلاً بنيران الانتقام لاحق بيدرو فيلهو كلَّ مَن اعتقد أنه شارك في قتل حبيبته من أفراد عصابة المخدرات، وقام بتصفيتهم جسدياً بأعنف الوسائل الممكنة، وقتها لم يشعر بيدرو -بحسب سيرته- إلا أنه الجلاد الذي ينفذ العدالة أكثر منه قاتلاً مضطرباً يقتل لمجرد القتل نفسه، أو التلذذ به.
الطوفان الذي اكتسح الأب في طريقه
في ذروة جرائمه الانتقامية وقع حادث آخر علِم به فيلهو متأخراً، فقد قام والده بقتل والدته بسكين من نوع Machette، الطويل الحاد شائع الاستخدام بشدة بين المزارعين البرازيليين، وانتهى به الامر في أحد سجون الحراسة المشددة.
وعندما علم بيدرو فيلهو بالجريمة قام بزيارة والده في سجنه وسدّد له 22 طعنة قاتلة، ووسط الذعر في باحة زيارة السجن قام فيلهو بتمزيق جثة والده وانتزع قلبه ومضغه أمام أعين المساجين والضباط.
عقب جريمته اعتقل بيدرو وهو لم يتخطَ 21 عاماً، وكان هذا تحديداً في مايو/أيار 1973، وعقب القبض عليه وترحيله برفقة سجناء آخرين، كان من بينهم مغتصب، وعندما وصلت سيارة الشرطة التي كانت تحملهم وجد الضباط المغتصب مقتولاً غارقاً في دمائه على يد فيلهو.
فصل جديد.. حيث بدأ القتل الحقيقي وانتهى
بعدما حوكم وأدين بيدرو فيلهو بالسجن المؤبد 128 عاماً، بدأ حياته في أحد أقسى سجون البرازيل، وسط المجرمين شديدي الخطورة، وبدأ حملة جديدة في تتبع المجرمين الذين أدينوا بجرائم قاسية مثل القتل والاغتصاب والاتجار بالمخدرات.
منذ عام 1973 ولمدة 30 عاماً تقريباً قتل بيدرو 47 سجيناً خطراً، إما طعناً أو عن طريق التقطيع بشفرة حادة. وفي اعترافاته أقر فيلهو أنه كان يحدد ضحاياه على حسب فظاعة الجرم الذي ارتكبوه، وأنه كان يشعر ببهجة وإثارة عند قتل المجرمين العتاة؛ لأنه كان يشعر أنه يحقق هدف خيّر بالنسبة له، وهو تخليص العالم من الشر.
بعدما ازدادت جرائمه بشكل خارج عن السيطرة أضيف لمدة الحكم عليه ما يقرب من 270 عاماً إضافية، ليصل مجموع سنوات الحكم عليه إلى 400 عام، ولكن رغم هذا الحكم الذي يبدو مناسباً لعدد ضحاياه فإنه خرج بعد مدة السجن الفعلية القصوى بحسب القانون البرازيلي، وهي 30 عاماً. في عام 2007 أطلق سراح بيدرو فيلهو من سجنه، واختفت سيرته، ولم يُتهم بأية جرائم أخرى، ولكنه بحسب المصادر البرازيلية لا يزال حياً حتى اليوم.