خرجت مراسلة تلفزيونية إسبانية تحتفل على الهواء مباشرة بحصولها على تذكرة يانصيب رابحة، حتى إنها أعلنت استقالتها من العمل؛ لتوقُّعها أن الجائزة كبيرة، لكنها تراجعت عن ترك العمل مرة أخرى.
مراسلة تستقيل من العمل بعد علمها بالفوز بتذكرة يانصيب لكنها تتراجع
كانت الصحفية ناتاليا إسكوديرو، المنتمية إلى إقليم فالنسيا الإسباني، تغطي يوم الأحد يانصيبَ عيد الميلاد، الذي يقام سنوياً في إسبانيا، ويسمى El Gordo (الجائزة الكبرى)، عندما اكتشفت أنها أيضاً أحد الفائزين، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة The Washington Post الأمريكية.
يُعدُّ اليانصيب الذي تقوم الدولة على إدارته، أكبر سحب يانصيب في العالم، إذ تبلغ قيمته 2.24 مليار يورو (نحو 2.43 مليار دولار)، وفقاً لصحيفة The Guardian. وقد يتضمن السحب حصول ما يصل إلى 15.000 شخص على تذاكر رابحة تصرف مبالغ مختلفة، وفقاً لموقع Barcelona Yellow الإسباني.
كان الرقم الفائز هذا العام هو 26.590، وكانت ناتاليا إسكوديرو أحد حاملي التذاكر المحظوظين الذين حصلوا على الرقم الفائز بجائزة تبلغ قيمتها 400 ألف يورو (444 ألف دولار أمريكي) لكل تذكرة. غير أن أموال الجائزة يمكن تقسيمها بطرق متعددة، وقد كان من نصيب إسكوديرو أن تعرف بعدها بوقت قصير، مدى تعقيد عملية التوزيع.
حيث قالت المراسلة وهي تهز أصبعها، نافيةً أمام الكاميرا في انسجام مع صوتها المنتشي في فرح: "أنا لن آتي غداً. ناتاليا لن تعمل غداً. يا للفرح!".
ابتسم زملاؤها في محطة الأخبار، وسخروا من انفعالها الكبير. وقال أحد المذيعين للمشاهدين إن فوز إسكوديرو كان بمثابة أخبار مهمة لهم.
قفز الحشد الواقف وراء المراسلة، وهتفوا فرحاً، مُلوِّحين بتذاكر اليانصيب في أيديهم.
تراجُع الصحفية عن الاستقالة كان بسبب قلة المال الذي فازت به
أوقفت ناتاليا احتفالها بالفوز بالجائزة قليلاً؛ لإجراء مقابلة مع فائزة أخرى وسؤالها عما تنوي فعله بالمال.
أجابت السيدة الفائزة، وابتسامة عريضة تملأ وجهها وهي تتأبط ذراع صديقها، قائلةً إنها تعتزم سداد ديونها.
أخبرت سيدة أخرى المراسلةَ بأنها لا تستطيع أن تصدّق مدى حسن حظها؛ لأنها تحدثت إليها في الوقت ذاته الذي كانت فيه تذكرة اليانصيب الخاصة بها يعلَن فوزها.
صرخت ناتاليا في فرح: "إنها حقيقة! إنه ليس عرضاً، على غرار The Truman Show"، في إشارة إلى فيلم من إنتاج عام 1998، وبطولة الممثل الأمريكي جيم كاري، والذي اكتشفت فيه شخصية البطل أن حياتها بأكملها كانت عبارة عن محاكاة متلفزة.
بدأ الحشد في القفز مرة أخرى ورشّ الخمر بالهواء، حتى إن بعضه وصل إلى عينَي المراسلة.
كانت أربعون تذكرة قد بيعت في الموقع الذي تغطيه، حيث بلغ الرقم الفائز 16 مليون يورو، وفقاً لما قالته المراسلة. وقد شدَّت ناتاليا السيدةَ التي باعتها التذكرة وقبّلتها على خدها، وأغطية زجاجات الشمبانيا لا تزال تتطاير احتفالاً في الهواء.
كررت رقم اليانصيب قائلةً إنها لن تنساه أبداً. ومازحها زميلها في محطة الأخبار بأن الأرقام باتت محفورة في عقلها، وعليها الآن أيضاً أن تسجلها بوشم على جسدها.
لكن إسكوديرو علمت بعد ذلك أن حصتها من الفوز بالجائزة الكبرى كانت خمسة آلاف يورو فقط، أو نحو 5550 دولاراً، حسبما ذكرت BBC.
بل إنها تعرضت للهجوم من بعض وسائل الاعلام بسبب موقفها
قالت صحيفة The Sun البريطانية، إن تذكرة اليانصيب الإسبانية يبلغ ثمنها 200 يورو. ولتسهيل الدخول إلى السحب، بإمكان الناس شراء عُشر تذكرة كاملة، بمبلغ 20 يورو. وكان هذا ما اشترته المراسلة، وربما أولئك الذين احتفلوا حولها. وبذلك كان رقمها الفائز يمكّنها من الحصول على حصة لا تزيد قيمتها على عُشر قيمة إحدى التذاكر الفائزة بالجائزة.
قد أُتيح بيع مئات التذاكر التي تحمل السلسلة والأرقام ذاتها، وفقاً لما ذكره موقع Barcelona Yellow.
في مقطع لاحق من ذلك اليوم، أشارت إسكوديرو إلى إغلاق فمها، في حركة توحي بأنها لن تتكلم عن فوزها مرة أخرى، قائلةً إنها لم تتأثر على نحو كبير بالجائزة الكبرى لليانصيب، بل كان الأمر مجرد "نشوة"، وفقاً لما قالته أمام الكاميرا.
اتهمها بعض العاملين في وسائل الإعلام المحلية والإسبانية بأنها غير محترفة، وتعمد إلى الترويج خادعةً المشاهدين بشأن الجائزة التي فازت بها. كتبت ناتاليا بعد ذلك تغريدة تعتذر فيها من أي شخص شعر بأنه انخدع لردّ الفعل الذي أبدته. وقالت إن الأشهر الماضية كانت صعبة عليها، وإن الفوز مثَّل أول مرة تشعر فيها ببعض الحظ الجيد.
أثار حزن المراسلة أنها بدت كما لو أنها تضرب بخبرتها البالغة 25 عاماً عرض الحائط.
إلا أن هناك شيئاً واحداً كان صحيحاً بلا شك: وهو أنها لن تذهب إلى عملها في اليوم التالي. وقالت ناتاليا إنها ستبدأ عطلتها وتستعد للاحتفال بـ "اختلاسة لذيذة" من الحظ السعيد.
ليس من الواضح ما إذا كانت ناتاليا لا تزال موظفة في قناة RTVE أم لا.