شقَّ رجل الفضاء الآلي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي CIMON، طريقه إلى محطة الفضاء الدولية، بعدما أطلقته شركة Space X من ولاية فلوريدا.
هذا الروبوت المعروف باسم "الرفيق المتحرك المتفاعل مع الطاقم 2″، أو "سيمون 2-CIMON 2" مجهزٌ بميكروفونات، وكاميرات، وبرمجة خاصة، ليتعرَّف على المشاعر، وفقاً لما ذكرته شبكة Deutsche Welle الألمانية، الجمعة 6 ديسمبر/كانون الأول 2019.
من المتوقع أن ينضم هذا الروبوت المتعاطف إلى البعثات المستقبلية لمحطة الفضاء الدولية، حيث سيساعد في حماية رواد الفضاء من مخاطر الصحة النفسية، إذ يواجهون انعزالاً طويل المدى، وانقطاع التواصل فترات طويلة.
مخترعون ألمان طوروا هذا الروبوت المصنوع باستخدام البلاستيك من طابعة ثلاثية الأبعاد، من نسخته التجريبية في عام 2018، ليمكِّنوه من إظهار التعاطف مع البشر.
صُنع هذا الآلي الذي يتحدَّث الإنجليزية، بناءً على خوارزميات من صنع عملاق تكنولوجيا المعلومات شركة IBM، ومن المتوقع أن يقضي سيمون مدة في محطة الفضاء الدولية قد تصل إلى ثلاث سنوات، أطول 3 مرات من سابقه الذي عاد مؤخراً.
الإحساء بمشاعر رواد الفضاء
ماتياس بينيوك، المهندس الرئيسي بمشروع سيمون في شركة IBM، قال لوكالة رويترز إن "الهدف العام الحقيقي هو صناعة رفيق حقيقي. العلاقة بين رائد الفضاء وسيمون مهمة فعلاً"، مضيفاً أن الروبوت يحاول فهم "ما إذا كان رائد الفضاء حزيناً، أو غاضباً، أو مستمتعاً وهكذا".
صمم المهندسون الروبوت لمساعدة أعضاء طاقم الفضاء في تنفيذ التجارب العلمية، كما يتدرب سيمون أيضاً على المساعدة في الوقاية من التفكير الجماعي، وهي ظاهرة سلوكية يمكن أن تتعرض فيها مجموعة معزولة من البشر لاحتمالات اتخاذ قرارات غير منطقية، ومواجهة مخاطر الصراع والاختلاف.
يقول بينيوك إن "التفكير الجماعي خطير فعلاً"، وإن إحدى أهم وظائف الروبوت هي التصرف باعتباره "شخصاً موضوعياً من خارج المجموعة يمكنك الحديث معه إذا كنت وحيداً، أو يمكنه فعلاً المساعدة في جعل المجموعة تتعاون مرة أخرى".
القصة الخيالية أصبحت حقيقة
مخترعو سيمون يقولون إنه مستوحى من سلسلة قصص مصورة من أربعينيات القرن الماضي تدور أحداثها في الفضاء، حيث كان هناك آليٌّ واعٍ على شكل مخ، اسمه البروفيسور سيمون، يرشد رائد الفضاء كابتن فيوتشر.
كان سيمون، الذي يبلغ وزنه 2585 كيلوغراماً (5700 رطل)، على متن صاروخ "فالكون 9" التابع لشركة Space X، في رحلته التاسعة عشرة لإعادة إمداد محطة الفضاء الدولية.
كان من بين الحمولة أيضاً 40 فأراً حياً، لكي يستوضح العلماء كيفية تغيُّر العضلات في ظل الجاذبية الصغرى بالفضاء.
يُذكر أن شركة Space X أول شركة خاصة تطير إلى محطة الفضاء الدولية، وهو مشروعٌ قيمته 100 مليار دولار يضم 15 دولة، ويسكن محطة الفضاء الآن 3 أمريكيين، واثنان من الروس، وإيطالي واحد.