اغتصب الأطفال وقتلهم واقتُبست منه أشهر أيقونات الرعب.. من هو جون واين جاسي المهرج السفاح؟

جون واين جاسي المهرج السفاح مثال حي لما يمكن أن يكون عليه هذا الكابوس، فلمدة 6 سنوات؛ كان جاسي يجسد شخصية المهرج فيرسم بالأصباغ على وجهه، ليضحك الجميع كباراً وصغاراً، في حين يكدس الجثث بقبو منزله ليلاً

عربي بوست
تم النشر: 2019/12/04 الساعة 16:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/12/04 الساعة 19:10 بتوقيت غرينتش

ربما يخاف البعض من وجوه المهرجين البيضاء الملونة؛ وربما لا تمثل لآخرين إلا صورة مضحكة لشخص يطلق النكات، ويؤدي الحركات الهزلية. لكن في ظروف أخرى، قد يمثل وجه المهرج الملون المدهون بالأصباغ كابوساً بشرياً؛ ينتج الشر والقتل، والترويع.

جون واين جاسي مثال حي لما يمكن أن يكون عليه هذا الكابوس، فلمدة 6 سنوات؛ كان جاسي يجسد شخصية المهرج فيرسم بالأصباغ على وجهه، ليضحك الجميع كباراً وصغاراً، في حين يكدس الجثث بقبو منزله ليلاً، ليصبح فيما بعد، واحداً من أكثر القصص المفزعة في عالم الجريمة والقتل المتسلسل.

جون واين جاسي.. القصة من البداية

وُلد جون واين جاسي John Wayne GACY بولاية شيكاغو الأمريكية، في مارس/آذار عام 1942، لأب مستقر مادياً وأُم عادية الطباع. ولكن حدَّة طباع الأب وإدمانه الكحول جعلا من جون الصغير طفلاً ضعيف الشخصية، يخاف من والده، الذي كثيراً ما كان يعنِّفه ويدفعه نحو أنشطة ذكورية مثل الصيد والتخييم، ولكن الفتى الصغير كان بشكل ما، لديه ميول أنثوية أغضبت الأب؛ لاحقاً شكَّلت هذه الميول هويته كقاتل.

جون واين جاسي المهرج السفاح

بعدما ترك جون واين جاسي المَدرسة الثانوية حاول الانفصال عن أهله؛ وارتحل إلى لاس فيغاس وعمِل في عدة وظائف متواضعة، لكنه عانى مع الفقر وقلة الموارد؛ فعاد إلى شيكاغو مرة أخرى.

بعدها التحق بإحدى كليات الأعمال ودرس المبيعات، وبرع فيها؛ ومن ثم حصل على وظيفة رجل مبيعات في أحد المتاجر. وتزوج وبدأت حياته في الاستقرار ظاهرياً بعدما تمكن من كسب وُد الجميع في مدينته؛ حتى إنه ترقى في عمله، ورشحه أحد المجالس المحلية لرئاسته؛ وبدأ الاستسلام لخيالات طالما لاحقته منذ طفولته.

من الجنس المثلي مع العابرين إلى السجن

منذ صغره عانى جون واين جاسي اضطراب الهوية الجنسية، وأبدى ميولاً جنسية مثلية منذ مراهقته، ورغم زواجه بامرأة فإنه كان سراً يذهب إلى أحد المتنزهات الشهيرة بتجمعات المثليين الذين يرغبون في قضاء ليلة مع غرباء، وهناك كان ينتقي جاسي الأطفال المراهقين في سن صغيرة، ليقنعهم بممارسة الفاحشة.

في الوقت نفسه، أدار جاسي عدداً من المطاعم التي كان يملكها أبوه؛ وذاع صيته كرجل أعمال كبير في ولاية شيكاغو، وتطورت صلته بعديد من دوائر السلطات، ومن ضمن ذلك مكتب البلدية وعمدة المدينة.

ولكن في عام 1967 عدما اعتدى جنسياً على فتى يبلغ من العمر 16 عاماً؛ اعتُقل جاسي بتهمة الاغتصاب، وحُكم عليه بالسحن 10 سنوات. ولكن بعد 18 شهراً فقطـ، عاد جون واين جاسي رجلاً حراً مرة أخرى، بفضل علاقاته في دوائر السلطة، وبدعوى حسن السلوك.

بداية القتل.. وظهور "بوجو" المهرج

جون واين جاسي المهرج السفاح بوجو

بعد إطلاق سراحه مرة أخرى وتطليق زوجته الأولى، عاد جون واين جاسي إلى أعماله السابقة، وتزوج بأُم عزباء تعيش مع طفليها، وحاول -بحسب قوله لاحقاً- الابتعاد عن خيالاته المريضة، إلا أن الأمور لا تسير هكذا مع المرضى النفسيين المنحرفين.

مع بداية 1971 توسع جاسي في أعماله، واقتحم مجال المقاولات مستغلاً علاقاته ومهاراته، وشخصيته التي عادة ما تلقى القبول، لكونه شخصاً مرحاً بطبعه. ولكن جاسي عاد مرة أخرى إلى علاقاته المثلية مع المراهقين، الذين عادة ما كان يغويهم إما بالمال وإما بالحيلة. وفي 1972، قتل أولى ضحاياه طعناً، وهو صبي مثلي الجنس في سن 15 عاماً، بعدما مارس معه الفاحشة، ثم دفنه في قبو منزله.

بعدها تكررت الجريمة بحذافيرها مع أكثر من مراهق، وبدأت شخصية جاسي بالتغير مع ارتكابه الجرائم، وتحوَّل سلوكه إلى العدائية والاضطراب؛ وهو ما جعل زوجته الثانية ترفع دعوى لتطليقها.

بعدها تحرر جاسي من أية علاقات، وبدأ ارتداء زي المهرج والذهاب إلى حفلات الأطفال وتسليتهم، وإلى المشافي حيث يسرِّي عن الأطفال المرضى، وأطلق على نفسه اسم "بوجو" المهرج؛ وهو ما أسهم في ازدياد شعبيته بين البالغين والجيران، إذ رفض "بوجو" دائماً تلقِّي المال مقابل تسلية وإضحاك الصغار؛ في حين كان يقود سيارته ليلاً بزي المهرج ذاته، ويهدد الشباب المراهقين بمسدسه، ليصطحبهم إلى منزله، ويغتصبهم ثم يلقون مصير مَن قبلهم؛ الدفن في قبو المنزل.

سقوط "بوجو"..

 في ديسمبر/كانون الأول عام 1978، بعدما قتل جاسي ضحيته الأخيرة روبرت بيست (15 عاماً)، لم يجد مكاناً للجثة في قبوه؛ وهو ما اضطره إلى التخلص منها بإلقائها في أحد الأنهار، وبعد أن نشرت الشرطة أوصاف الضحية عقب تبليغ ذويه عن اختفائه، عثرت الشرطة على جثة بيست في النهر، وبعد مطابقة الأثر المعملي عليه، أشارت أصابع الاتهام نحو جون واين جاسي.

جون واين جاسي المهرج السفاح

بعد مواجهة المحققين له، أنكر جاسي أية تُهم، ولكن عندما عد المحققون بمذكرة تفتيش، تفجرت الدهشة في وجوه الجميع، باستخراج بقايا أكثر من 30 جثة مدفونين في قبو منزله.

بعد القبض عليه، ادَّعى جاسي المرض النفسي والجنون، وقال إنه مصاب بتعدد الشخصيات، والفصام منذ فترة طويلة، ولكن ادِّعائه فشل وحُكم عليه بـ12 عقوبة سجن متتالية مدى الحياة، وقضى ما بين المحاكمات والاستئناف 14 عاماً من 1980 إلى 1994، حتى استطاعت السلطات القضائية أخيراً الحصول على حكم الإعدام بحقه، وأعدم بالحقنة السامة في ماي/أيار 1994.

تركة مرعبة.. واقتباس فني

أكثر ما أثار الاستغراب في قضية جاسي هو أنه خلال فترة سجنه، بدأ رسم لوحات فنية غريبة للمهرج "بوجو" الذي ابتكره، وباعها، وبدأ بالفعل مشروع كتاب عن حياته، لكنه لم يكتمل.

في عام 1986، اقتبس كاتب الرعب الأمريكي الشهير ستيفن كينغ أيقونته الشهيرة IT من قصة جون واين جاسي، الرواية التي تسرد قصة مهرج شيطاني مرعب يخيف الأطفال ويقتلهم.

وهو ما تحول إلى فيلم تلفزيوني عام 1990 بالاسم نفسه IT، والذي أعيد إنتاجه عام 2017 و2018 بجزء ثانٍ. بخلاف فيلم آخر حكى قصة جاسي بعنوان To Catch a Killer عام 1992، إلى جانب عدد كبير من الأفلام والمسلسلات التي تبنّت شخصية المهرج المُرعب، أو القاتل.

تحميل المزيد