يتفق أغلب البشر على أن العمل الحر أفضل بأشواط كثيرة، من العمل في القطاع الحكومي أو العمل كموظف بالقطاع الخاص؛ نظراً إلى الميزات التي يتمتع بها صاحب الشركة الخاصة عن الموظف الحكومي، ويمكن أن نلخصها في الثروة والاستقلالية المالية والحرية، كما قال الملياردير الصيني جاك ما: الراتب يمنعك من الفقر ويمنعك من الغنى.
على الرغم من كل هذه الإيجابيات للعمل الخاص، فإننا لا نجد إلا قليلين تمكنوا من تأسيس شركة خاصة، وأن الغالبية تعمل في القطاع الحكومي أو يعملون موظفين عند من أسسوا شركاتهم الخاصة، فما سبب هذا؟
المزيج التسويقي
في علم التسويق توجد أربعة أسئلة أساسية، إذا تمكنا من الإجابة عنها، فنحن بالطريق الصحيح في العمل نحو تأسيس شركتنا الخاصة.
السؤال الأول: ما المنتَج أو الخدمة التي سأقدمها للسوق أو الزبون؟
السؤال الثاني: بكم سأبيع هذا المنتَج أو هذه الخدمة؟
السؤال الثالث: أين سأبيع منتجي أو خدمتي؟
السؤال الرابع : كيف أروج لمنتجي أو خدمتي؟
وبما أننا في بداية الطريق سنكتفي بالسؤال الأول، وفي اعتقادي هو الأهم وهو الركيزة الأساسية والمحور والفارق في تأسيس الشركة الخاصة.
ما المنتج أو الخدمة التي سأقدمها؟
إذا أجبت عن هذا السؤال بإجابة واضحة ودقيقة، فقد تكون قد خطوت أولى خطواتك نحو تأسيس شركتك الخاصة.
ماذا ستقدم للزبون؟ ما المنتج أو ما الخدمة التي تقدمها إلى الزبون، وفي المقابل ستحصل على نقود منه؟
أدوات مساعدة
ما شغفك؟ ما هواياتك؟ ما أكثر شيء تحب أن تفعله، والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن تحويل هذا الشغف أو هذه الهواية إلى منتج أو خدمة قابلة للبيع؟
على سبيل المثال، هوايتك كتابة التدوينات أو المقالات، تستطيع أن تنشئ محتوى على شبكة الإنترنت، وبفضل هذا المحتوى تحصل على مقابل مادي منه.
ومن يتقن لغة أجنبية غير اللغة الأم، بإمكانه أن يؤسس مدرسة خاصة لتعليم اللغات، ومن يمتلك موهبة الرسم بإمكانه أن يؤسس مدرسة خاصة لتعليم الرسم، ومن يتقن الألعاب البهلوانية بإمكانه أن يؤسس مدرسة خاصه لتعليم هذه الفنون.
كل ما ذكرته، على سبيل المثال فقط وليس على سبيل الحصر، وهناك مئات من المجالات والهوايات التي يمكن تحويلها إلى منتَج أو خدمة قابلة للبيع.
حل مشكلة
في بعض الأحيان نجد أن بعض المنتجات أو الخدمات عبارة عن حل لمشكلة يعانيها الناس، مثلاً يعاني الناس مشكله معينة، تحل هذه المشكلة عن طريق إنتاج منتَج أو تقديم خدمة بإمكانها حل هذه المشكلة؛ ومن ثم تصبح هذه الخدمة أو المنتَج سلعة يقتنيها الزبون بصفه دائمة.
الشركات الناجحة هي التي تمكنت من النجاة
تشير الإحصائيات الى أن نسبه 95 بالمئة من الشركات الناشئة تفشل خلال السنوات الخمس الأولى؛ لذا لا تعتبر أن الأمر بهذه السهولة، لأنك ستواجه عديداً من التحديات والصعوبات حتى تحوّل فكرتك إلى منتَج أو خدمة أولاً، ثم تكتسب حصة في السوق وتكسب رضا الزبون.
أغلب الشركات الناشئة هي التي خرجت من السوق، والنسبة الشاذة هي التي كسبت رهان البقاء. ليس الهدف من هذا الكلام بث اليأس بقدر ما هو إبراز صعوبة التموقع والبقاء.
يجب على كل من يريد خوض غمار العمل الخاص أن يعلم أن المخاطر كبيرة جداً، ومن الممكن أن يخسر ويخرج من السوق.
الفكرة أهم من التمويل
لو سألت أي شخص: لماذا لم تؤسس شركتك الخاصة؟ فسيخبرك: أنا لا أملك رأس المال الكافي رغم أنني لا أتفق مع مثل هذا التوجه، لماذا؟
تخيل معي أنني أعطيت شيك بمليون دولار ولكنك لا تملك أي فكرة عن منتج أو خدمة والعكس صحيح كم من شركة عملاقة الآن بدأت في مستودع وبإمكانيات بسيطة وبرأسمال بسيط مثل الفيسبوك والأمازون وغيرها.
الفكرة هي رأس المال
أنا ممن يؤمنون بأن التمويل آخر ما يجب أن نفكر فيه عند بداية أي مشروع مهما كان، سواء كان هذا المشروع اجتماعياً أو اقتصادياً أو خيرياً، المهم هو الفكرة.
الأساس هو الفكرة إذا كانت لديك فكرة جديدة مبتكرة ومبدعة، فبإمكانك أن تخلق منتَجاً أو خدمة فريدة من نوعها وتستمر في هذا السوق المتلاطم الأمواج.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.