افتُتح أول بنكٍ للشعر في العالم في مدينة مانشستر الإنجليزية، بهدف تحويل الصلع إلى "أمرٍ من الماضي"، حيث سيدفع الرجال 2500 جنيه إسترليني (3200 دولارٍ أمريكيٍّ) لتجميد عيناتٍ من شعورهم.
وقالت صحيفة The Daily Mail البريطانية، اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إنه سيتم استنساخ الخلايا الرئيسية في المعمل، وتُحقن في جماجمهم، بهدف استعادة شعرهم عندما كانوا صغاراً.
وتساءلت الصحيفة: لكن هل نحن على مشارف الوصول إلى علاجٍ للصلع، أم أنها مجرد فكرةٍ مكلفةٍ لزراعة الشعر؟
خيارات محدودة
ويُعاني نحو 6.5 مليون من البريطانيين من صلعٍ الذكور النمطي، وهي حالةٌ تؤدي فيها تركيبةٌ الجينات والهرمونات إلى خسارةٍ تدريجيةٍ للشعر فوق الجبهة وعند أعلى الرأس.
وفي الوقت الحالي تعد خياراتهم محدودةً في الأدوية، التي يُمكن أن تكون لها آثارٌ جانبيةٌ، وفي زراعة الشعر، التي تتباين نتائجها.
ويُساعد عقار مينوكسيديل (المعروف تجارياً باسم ريغين) ثُلثي مستخدميه، لكن الآثار الجانبية المحتملة تتنوع بين حكةٍ في فروة الرأس، وصولاً إلى تسارع نبضات القلب.
أما عقار فايناستريد (المعروف تجارياً باسم بروبيكيا) فيُعطي نتائج إيجابيةً لنحو 80% من مستخدميه من الرجال، وفقاً لتقرير موقع Good Health المنشور في وقتٍ مبكرٍ من العام الجاري، غير أن العقار ارتبط بحالات إصابة بالضعف الجنسي والعقم والقلق.
وفي المقابل، تكلف زراعة الشعر نحو 7000 جنيه إسترليني (9000 دولارٍ)، ويجري فيها ببساطةٍ إعادة توزيع الشعر الموجود بالفعل؛ ما يُمكن أن يُسبب نتائج مخيبةً للآمال، بحسب ما أشار إليه المغني إلتون جون مؤخراً في صحيفة The Daily Mail.
هل يمكن أن يكون بنك الشعر هو الحل؟
كان المدير الطبي للبنك بسام فرجو، جراح زراعة الشعر، يجمع منذ شهر أغسطس/آب الماضي عينات شعر من الرجال، على أمل حفظها لتكون "بوليصة تأمينٍ" مستقبليةٍ.
وتُجمع نحو 100 شعرةٍ بجذور بُصيلاتها من منطقةٍ أبعادها 7 سنتيمتراتٍ بعرض سنتيمترٍ واحدٍ من مؤخرة الرأس، خلال عمليةٍ تستغرق 30 دقيقةً بتخديرٍ موضعيٍ.
وتُجمد تلك الشعرات في درجة حرارةٍ تصل إلى 180 درجةً تحت الصفر في بنكٍ للأنسجة، إلى أن يبدأ شعر الرجل بالضعف.
وبعد ذلك سيُذاب الشعر ويستخرج من جذوره خلايا تُسمى الحُليمات الجلدية.
وتحوي تلك الخلايا التي توجد في جذور البُصيلات "كُتيب التعليمات" لإنماء شعرٍ جديدٍ؛ فتُطلق إشاراتٍ كيميائيةً تُحفز الخلايا حولها على إنتاج الشعر.
أما أولئك المصابون بصلع الرجال الوراثي، فيهاجم هرمون يُدعى ديهيدروتستوستيرون DHT خلايا الحُليمات الجلدية حول الجبهة وأعلى الرأس، ما يعني انخفاض أعدادها.
وبمرور الوقت، يقل إنتاج الشعر ويزداد نحافةً، وفي النهاية يتوقف إنتاج الشُّعيرات الجديدة بالكامل، تاركاً فراغاً على شكل "حدوة حصان".
وبعد استخراج خلايا الحُليمات الجلدية من الشعر المحفوظ -المأخوذ من مؤخرة الدماغ؛ لأن الشعر هناك يكون مقاوماً لهرمون DHT- تقتضي الخطة استنساخها باستزراعها في أطباق تحوي مزيجاً من المغذيات، قبل حقنها مرةً أُخرى في أجزاء الدماغ التي يتساقط الشعر منها.
ويؤمل أن يكون الشعر الجديد الذي سينمو بعد تعزيز أعداد خلايا الحُليمات الجلدية أكثر سُمكاً وأشبه بشعر الشباب.