قالت صحيفة The Daily Mail البريطانية إن قطر، التي تعتبر واحدة من أحرّ الدول في العالم، بدأت في تركيب مبردات هواء في الأماكن المفتوحة وتلوين الشوارع بالأزرق في محاولة للإبقاء على درجات الحرارة منخفضة في الشوارع.
وأشارت الصحيفة في تقريرها، الجمعة 18 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إلى أن درجات الحرارة في الصيف الآن في قطر تصل إلى درجات حارقة 115 درجة فهرنهايت (46 درجة سيليزية)، حتى أن كأس العالم 2022 أُرجئ إلى الشتاء لتجنب هذه الحرارة الشديدة.
بعد تبريد الملاعب، الدور جاء على شوارع وأسواق قطر
في العام الماضي بدأت الدولة الخليجية الصغيرة في استخدام مبردات الهواء في ملاعب كرة القدم لتبقي المشجعين واللاعبين في جو بارد.
لكن الآن هناك مكيفات ضخمة مثبتة بطول الأرصفة وفي المراكز التجارية المفتوحة لخفض درجة الحرارة إلى تلك التي يمكن أن يتحملها المواطنين وهم يمارسون نشاطاتهم اليومية.
وفي الدوحة، عاصمة البلد، دهنت هيئة الأشغال العامة شارع عبدالله بن جاسم القريب من أحد أكبر أسواق المدينة باللون الأزرق لخفض درجة حرارة الأسفلت بحوالي 59 – 68 درجة فهرنهايت (15-20 درجة سيليزية).
وتساعد الطرق الزرقاء في خفض درجة الحرارة لأن الطرق ذات الألوان الداكن تمتص الحرارة من الشمس أكثر من تلك ذات الألوان الفاتحة، التي تعكسها.
وتتضمن التجربة التي استمرت 18 شهراً طريقاً بطول 650 قدماً (250 متراً) وتستخدم دهاناً أزرق سمكه ملم ويحتوي صبغاً خاصاً يعكس الحرارة.
ويحتوي الدهان أيضاً جسيمات مجهرية خزفية مجوفة مصممة لتعكس الأشعة تحت الحمراء.
قال المهندس سعد الدوسري: "درجة حرارة الأسفلت الداكن أعلى بـ 20 درجة سيليزية من درجة الحرارة الحقيقية لأن الأسود يجذب الحرارة ويشعها".
أجرت دول أخرى في جميع أنحاء العالم أيضاً تجارب مشابهة للتعامل مع الحرارة الشديدة.
في هذا الصيف، طلت لوس أنجلوس شوارعها بدهان أبيض مائل للرمادي الذي قد تكون درجة حرارته أقل من السطوح السوداء بحوالي 23 درجة فهرنهايت (5 درجات سيليزية).
من خلال ضخ الهواء البارد على الأرصفة
تعمل مكيفات الهواء في قطر عن طريق ضخ الهواء البارد على الرصيف من خلال فوهات مبردة بعد مرور مياه باردة عبر خط أنابيب في الشارع.
وقطر عُرضة لارتفاع درجات الحرارة على وجه الخصوص لأنها شبه جزيرة في الخليج العربي، أي قطعة أرض وسط المياه.
ويبلغ متوسط درجات حرارة سطح البحر في منطقة الخليج حوالي 90.3 فهرنهايت (32.4 درجة سيليزية).
وبالنظر إلى عدم وجود سحب فعلياً في الصيف، يؤدي ارتفاع درجات حرارة سطح البحر إلى زيادة الرطوبة في الجو.
قال جوس ليليفيلد، وهو كيميائي الغلاف الجوي في معهد ماكس بلانك في ألمانيا: "هذه المناطق تحترُّ أسرع من بقية العالم، وفي بعض المدن علاوةً على ذلك تجد لديك تأثير ظاهرة الجزر الحرارية الحضرية، والتلوث الحضري".
وفي محاولة لمساعدة الجميع على الحفاظ على برودة أجسادهم، بنى مخططو المدينة مسارات للمشي وشوارع متجهة إلى الشمال لتستفيد من النسيم الآتي من هذا الاتجاه.
وبالحديث عن الطريق الأزرق قال حسام المير، وهو عالم بيانات عمره 30 عاماً يعمل في معهد قطر لأبحاث الحوسبة (QCRI): "أعتقد أن تفتح الحكومة بشأن استخدام الابتكار التكنولوجي للتعامل مع تحديات الحياة في الصحراء أمر رائع".
وأضاف: "درجة التبريد قد يكون لها تأثير حقيقي على درجة استهلاكنا للكهرباء لأن مكيفات الهواء تمثل ما يصل إلى حوالي 70 من استهلاك المنازل للكهرباء".