أعلن وزير الآثار المصري، خال العناني، اكتشاف علماء "منطقة صناعية" قديمة، استُخدِمَت لإنتاج قطع زخرفية، وأثاث، وأوانٍ فخارية، لتزيين القبور الملكية.
ووفقاً لبيان رسمي، اكتُشِفَت هذه المنطقة، التي تضم 30 ورشة عمل، وفُرن ضخم لحرق السيراميك، وتمتد على مساحة واسعة، في وادي القرود -المعروف أيضاً باسم وادي الملوك الغربي- بمدينة الأقصر، بحسب ما ذكرته شبكة CNN الأمريكية، السبت 11 أكتوبر/تشرين الأول 2019.
ونقلت الشبكة عن عالم الآثار زاهي حواس، الذي قاد بعثة التنقيب، قوله: "بعضها (الورش) لصناعة الأواني، والبعض الآخر للمشغولات الذهبية، وهناك أخرى لصناعة الأثاث".
وادي الملوك
وفي الموقع الذي يمتد لمساحة 75 متراً أسفل وادي الملوك، عثر فريق حواس على خرز مُطعَّم وخواتم فضية ورقائق ذهب، وهي أغراض قال حواس إنها شاع استخدامها لتزيين التوابيت الخشبية لملوك مصر القديمة.
ووفقاً لبيان وزير الآثار، من بين المشغولات الأثرية التي عُثِر عليها، أجنحة حورس، "إله الموت والبعث" عند القدماء المصريين.
ووصف حواس الاكتشافات بأنها "غير مسبوقة"، وأضاف: "كل ما عرفناه إلى الآن عن منطقة الأقصر مصدره المقابر نفسها، لكن هذا اكتشاف جديد يتيح لنا تسليط الضوء على الأدوات والتقنيات التي استخدمها الفراعنة لصناعة التوابيت الملكية والأثاث الموضوع داخل المقابر".
ووفقاً لما ذكره حواس، هذا هو التنقيب الأول الذي ينفض الغبار عن ورش "صناعية" لإنتاج الحلي الخاصة بالدفن في مصر. وقال إنَّ الموقع يوفر فهماً أعمق لحياة عمال تلك المنطقة.
وأوضح: "وجدنا غرف تخزين مياه وطعام، وكذلك خزانات مياه ليشرب العمال منها".
ويُعتقَد أنَّ جميع القطع الأثرية تعود لحقبة الأسرة الفرعونية الثامنة عشرة، التي امتد حكمها من عام 1539 إلى عام 1292 قبل الميلاد. وقال حواس إنَّ عملية التنقيب في هذا الموقع كانت صعبة؛ إذ "اضطررنا لإزالة 3000 حجر للوصول إليه".
العثور على مقابر ملكية
ومنذ ديسمبر/كانون الأول 2017، ينقب فريق حواس في المناطق المحيطة بالأقصر، جنوبي مصر. وإلى جانب عملية الحفريات في وادي القرود، عَكَفَ علماء الآثار على استكشاف منطقة وادي الملوك المجاورة.
وقالت وزارة الآثار المصرية إنَّ هذه البعثة الأثرية هي الأكبر في تلك المنطقة منذ بعثة عالم الآثار البريطاني الشهير هوارد كارتر في 1920.
واكتشف فريق حواس في تلك المنطقة حتى الآن مقبرة واحدة، تحمل رقم 65 من بين مقابر وادي الملوك، وعُثِر فيها على أدوات بناء.
ولا يزال العلماء ينقبون عن مقابر ملكية غير مُكتشفة، منها مقابر زوجات الملوك وأطفالهم المدفونين قبل بداية استخدام وادي الملكات الملاصق لوادي الملوك خلال عهد الأسرة التاسعة عشرة.
ومن بين المقابر التي يأملون تحديداً في العثور عليها هي التي تعود للملكة نفرتيتي وابنتها عنخ إسن آمون، أرملة توت عنخ آمون.
وتتطلع البعثة الأثرية أيضاً إلى اكتشاف أماكن دفن الملك أمنحتب الأول، والملك تحتمس الثاني، والملك رمسيس الثامن، وهم من الملوك الفراعنة المميزين.
وفي هذا الصدد، قال حواس: "أعتقد أننا على وشك اكتشاف مقبرة ملكية سليمة".