قال رئيس العمليات العلمية في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) إن الوكالة تنوي تطوير تلسكوب فضائي جديد يعمل بالأشعة تحت الحمراء لملاحقة الأجسام القريبة من الأرض، ليس لأغراض علمية في المقام الأول، وإنما لمعرفة صخور الفضاء التي يُحتمل أنها تشكل تهديداً قبل أن تضربنا، وفقاً لما نشره موقع Yahoo الأمريكي.
وقال توماس زوربوتشن، المدير المساعد للعلوم في الوكالة اليوم خلال اجتماع للجنة الاستشارية لعلوم الكواكب التابعة لـ "ناسا" في واشنطن العاصمة، إن مهمة "ناسا" لمراقبة الأجسام القريبة من الأرض (NASA's NEO Surveillance Mission) ستستعين بالتقنيات التي طُورت لاستخدامها في تلسكوب مقترح يعرف باسم نيوكام NEOCam.
وكان يُنظر لتلسكوب نيوكام لفترة طويلة على أنه مهمة علمية محتملة في إطار برنامج الاكتشافات التابع لـ "ناسا".
"ناسا" تسعى لحماية الكوكب
ولكن اليوم، قال زوربوتشن إنه سيعاد النظر في مهمة مراقبة الأجسام القريبة من الأرض ليكون هدفها حماية الكوكب ويتولى فيها مختبر الدفع النفثي التابع لناسا دور التطوير الرئيسي.
وأكد زوربوتشن، في عرض تقديمي أُعد للاجتماع، أن الهدف الرئيسي للمهمة سيكون التعرف على التهديدات المحتملة للأرض وليس تكوين آراء علمية حول طبيعة الأجسام القريبة من الأرض.
وقال: "ناسا لا تتعامل مع مهمة حماية الكوكب على أنها مهمة علمية؛ وإنما تعاملنا مع هذه المهمات يشبه بدرجة أكبر تعاملنا مع طقس الفضاء أو الإدارة الوطنية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي أو البرامج التنفيذية الأخرى".
سيركز التلسكوب الفضائي، المقرر إطلاقه بحلول عام 2025، على الكويكبات القريبة من الأرض التي يزيد عرضها عن 140 متراً. وسيتمثل هدفه في التعرف على 65% من هذه الكويكبات التي يحتمل أن تشكل خطورة، بعد خمس سنوات من إطلاق المهمة، استناداً إلى الإحصاءات. وفي غضون 10 سنوات، من المقرر أن ترفع المهمة هذا الرقم إلى 90%.
إذا أمكن تحقيق هذا المستوى من الاكتشاف، فسوف يلبي أخيراً تكليف حماية الكوكب الذي أطلقه الكونغرس عام 2005. ووضع هذا التكليف شرط اكتشاف 90% من الأجسام القريبة من الأرض التي يحتمل أنها تشكل خطورة وحجمها أكبر من كيلومتر واحد، وهو شرط تم استيفاؤه عام 2010.
ويُعتقد أن كويكباً يبلغ عرضه 140 متراً ليس كبيراً بدرجة تكفي ليتسبب في كارثة عالمية تشبه انقراض الديناصورات إذا ما ضرب الأرض. لكن الخبراء يقولون إنه قد يمحو مدينة بأكملها إذا ضربها مباشرة.
كويكب صغير يقترب من الأرض
وكشفت تقارير تستند إلى وثائق "ناسا" الداخلية أن كويكباً يحتمل أن يكون قريباً من نطاق هذا الحجم، ويُعرف باسم 2019 OK، أصبح يقع على مسافة حوالي 65983 كم من الأرض في أواخر يوليو/تموز، ولم يرصد اقترابه هذه المسافة إلا قبلها بيوم واحد فقط.
وقدّر ليندلي جونسون، مسؤول برنامج حماية الكوكب في "ناسا"، أن عرض كويكب 2019 OK يتراوح بين 57 و130 متراً.
ومن المقرر أن يكون المكون الأساسي في الأجهزة الخاصة بمهمة مراقبة الأجسام القريبة من الأرض عبارة عن تلسكوب واسع المجال يبلغ قطره 50 سم ويعمل بالأشعة تحت الحمراء، ويمكن إطلاقه على صاروخ SpaceX Falcon 9 أو صاروخ United Launch Alliance Atlas 5. ومن المقرر أن تجري المركبة الفضائية أنشطة الرصد من نقطة توازن الجاذبية بين الأرض والشمس، والمعروفة باسم L1. وستُرسل البيانات يومياً إلى مركز الكويكبات لتحليلها طوال مدة المهمة المتوقع أن تبلغ 12 عاماً.
يُذكر أن إجمالي تكلفة المهمة يتراوح بين 500 مليون دولار و600 مليون دولار.
هذا وقد موّلت "ناسا" أنشطة حماية الكوكب لعدة سنوات عند مستوى 150 مليون دولار في السنة. وتشمل المهمات الفضائية التي يغطيها البرنامج حالياً مستكشف مسح الأجسام القريبة من الأرض بالأشعة تحت الحمراء، أو NEOWISE؛ واختبار إعادة توجيه الكويكبات المزدوج، أو DART، الذي من المقرر إطلاقه عام 2021، ويهدف إلى تحديد مدى قدرة مسبار التصادم على تغيير مسار الكويكب.
وتموّل وكالة الفضاء أيضاً مسوحات التلسكوب الأرضي للأجسام القريبة من الأرض. وقد تتطلب المهمة الجديدة زيادة في ميزانية برنامج حماية الكوكب.