نقلت صحيفة The Guardian البريطانية مقطع فيديو صوره أحد الهواة يظهر سماء يلفها ضباب غريب نحاسي اللون، جعلها تشبه تلك التي لا نجدها سوى في الأفلام التي تصور نهاية العالم مثل فيلم Bladerunner 2049.
وصور المشهد في جزيرة سومطرة الإندونيسية هذا الأسبوع، بعد أن لفها ضباب أحمر سام نتج عن حرق مساحات هائلة من الغابات حرقاً كاملاً.
وبعد نشر مقطع الفيديو على تويتر ووصول عدد مشاهداته حتى الآن إلى أكثر من سبعة ملايين مشاهدة، تلقي هذه اللقطات بالضوء على فظاعة تأثير الحرائق على الحياة، وحقيقة العيش في هواء ملوث.
هذا ما رصدته الكاميرا
يحوم المقطع السريالي فوق شارع ومنزل يلفهما ضباب دخاني كثيف يحمل لوناً أحمر يميل إلى البرتقالي، فيما ينبعث تغريد عصفور من الخلفية يتناقض مع المشهد.
وخلف الكاميرا، كانت المصورة تعبر عن دهشتها بالقول: "صدقوا أو لا تصدقوا، إننا في منتصف النهار، قبل 10 دقائق فقط من الساعة الواحدة بعد الظهر".
صورت الفيديو في قرية في جامبي، بجزيرة سومطرة، معلمة المرحلة الابتدائية أيو بُتري ويجيانتي، التي أرادت مشاركة المقطع غير المألوف مع العائلة والأصدقاء على واتساب.
وقد بدأت التصوير يوم السبت 21 سبتمبر/أيلول 2019، بعد أن رأت لون السماء يتحول من الأصفر إلى الأحمر.
وقالت أيو لصحيفة The Guardian الثلاثاء 24 سبتمبر/أيلول 2019: "شعرت بدهشة شديدة لأن السماء أصبحت حمراء. كانت معتمة، وكانت الرياح قوية. كنت أشعر أننا في عالم آخر".
قال أيو إن الفيديو لم يخضع للتعديل وأن المقطع "رصد المشهد كما هو في الطبيعة".
وقالت إن السماء كانت صفراء في جامبي في الأيام الأخيرة، لكن ظروف الطقس يوم السبت أضفت على السماء هذا الوهج الأحمر النحاسي.
وكالة الأرصاد تشرح ما حدث
ومن جانبها، أوضحت وكالة الأرصاد الجوية وعلم المناخ والجيوفيزياء (BMKG) في إندونيسيا أن سماء جامبي التي تشبه سماء المريخ ظاهرة معروفة باسم "تبعثر مي".
إذ من الواضح أن اللون الأحمر نتج عن تبعثر أشعة الشمس في الهواء في جزيئات يبلغ حجمها 0.7 ميكرومتر.
وقالت الوكالة إن هذا اللون الأحمر المنتشر يظهر حين يكون حجم الجزيئات الدقيقة للملوثات في الهواء مساوياً للطول الموجي لضوء الشمس المرئي.
وتعد حرائق الغابات حدثاً سنوياً في إندونيسيا، وتحدث نتيجة استخدام تقنيات القطع والحرق لتتنظيف الأراضي بسرعة وبتكلفة رخيصة لإقامة مزارع نخيل الزيت في معظم الأحيان، لكنها كانت أشد هذا العام، بسبب الجفاف الذي طال أمده.
وقد أدت هذه الأزمة إلى ارتفاع مؤشرات تلوث الهواء إلى مستويات خطيرة في سومطرة وجزيرة بورنيو الإندونيسية، وتسببت في إلغاء عشرات الرحلات الجوية، وإغلاق مئات المدارس في إندونيسيا وماليزيا، وتسببت أيضاً في حدوث توترات دبلوماسية، ومرض مئات الآلاف من الأشخاص.
إذ قالت وكالة تخفيف الكوارث في إندونيسيا يوم الإثنين إن ما يقرب من مليون شخص يعانون من التهابات حادة في الجهاز التنفسي نجمت عن الضباب وحرائق الغابات.