قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 30 أغسطس/آب 2019، إن امرأة وضعت طفلها بمفردها في زنزانتها بمدينة دنفر الأمريكية، فرفعت دعوى قضائية ضد المدينة بعد أن تجاهل معاونو آمر السجن والممرضات توسلاتها من أجل المساعدة، على مدى نحو خمس ساعات من المخاض.
يُظهر فيديو المراقبة، الذي استخرجته محاميتها، ديانا سانشيز، وهي مستلقية على سرير الزنزانة الضيق وتتلوى من الألم، قبل أن تنجب مولودها الصبي في يوم 31 يوليو/تموز 2018، ثم يُلقى لها بوسادة ماصة من تحت عقب باب زنزانتها، كي تضعها فوق سريرها، قبل 45 دقيقة من الولادة. ثم بعد الولادة تدخل ممرضة وتأخذ الطفل منها.
وقالت ماري نيومان محامية سانشيز: "إنَّ وصف ذلك بالرعاية الطبية يُعتَبَر مهزلة"، وأشارت إلى أن المرحاض المفتوح الذي يبعد عدة أمتار عن الموضع الذي وضعت فيه سانشيز مولودها قد حجبت سلطات المدينة لقطته في الفيديو.
نقل سانشيز في "سيارة شحن"!
وذُكِرَ في الدعوى الفيدرالية المرفوعة يوم الأربعاء 28 أغسطس/آب، أن مسؤولي السجن "كانوا قاسين في تقديم راحتها على الرأفة بحالها" عندما لم يطلبوا لها سيارة الإسعاف بعد أن انفجر كيس الماء المحيط بمولود سانشيز وبدأت تنزف.
وذُكِرَ أنهم
طلبوا سيارة شحن صغيرة لنقل سانشيز، التي كانت في زنزانة مجهزة طبياً داخل السجن،
إلى المستشفى. لكن موظفي السجن كانوا يعلمون أن عملية النقل لن تجري على الأرجح
إلا قبل ساعات إلى أن ينتهوا من عملية تسجيل دخول النزلاء وخروجهم في الصباح،
وفقاً للدعوى.
وذُكِرَ في الدعوى أن الممرضة لم تجفف جسم الطفل أو تدفّئه بالملابس أو تخرج
المخاط من فمه إلا بعد مرور عدة دقائق، وأن الموظفين لا يمتلكون معدات لقطع الحبل
السري للطفل. لذا لم يُقطَع حتى وصل رجال الإطفاء بعد نحو 15 دقيقة من ولادة
الطفل.
وقالت إدارة شرطة مقاطعة دنفر أمس الخميس 29 أغسطس/آب، إنها غيَّرت سياستها منذ ذلك الحين، لضمان نقل السجينات الحوامل في أي مرحلة من مراحل المخاض إلى المستشفى فوراً.
وقالت داريا سيرنا، المتحدثة باسم إدارة الشرطة: "في السابق كانت القرارات المتعلقة بنقل سجينة حامل متروكة لممرضات السجن، لكن الآن أصبح معاونو آمر السجن مخوّلاً لهم استدعاء سيارة الإسعاف للسجينات في أثناء المخاض".
واتهمت إدارة السجن بأنها تعامل السجناء كـ "نفايات"
وتُوظَّف ممرضات السجن من مستشفى دنفر هيلث العام بالمدينة، وقالت إدارة الشرطة إن سانشيز كانت بوحدة طبية تحت رعاية الممرضات في الوقت الذي وضعت فيه طفلها.
ورفض مستشفى دنفر هيلث التعليق على الدعوى المنظورة أمام القضاء، لكنها دافعت عن عملها في السجن. وقال المتحدث سيمون كريتل: "توفر مستشفى دنفر هيلث الرعاية الطبية عالية الجودة لآلاف النزلاء كل عام".
لم تكن سانشيز موجودة للتعليق. لكنها في العام الماضي، أبلغت قناة دنفر التلفزيونية KDVR-TV، التي أذاعت الخبر أولاً عن عملية الوضع، أن السجن ينظر إلى السجناء على أنهم مجرد "نفايات".
وقالت:
"أعلم أنني كنت بالسجن، لأنني كنت مخطئة فيما ارتكبته من جرم، لكنني لا أستحق
تلك المعاملة، لا سيما طفلي".