قالت صحيفة The Daily Mail البريطانية إنه تم عرض برنامج Serengeti "سيرينغيتي" على شبكة BBC باعتباره سلسلة "درامية" تتحدث عن التاريخ الطبيعي وتستكشف حياة الفهود والحمر الوحشية والفيلة والكلاب البرية وغيرها من الحيوانات في منطقة سيرينغيتي في إفريقيا.
اقرأ أيضاً
BBC تعرض مقاطع مفبركة في برنامج الطبيعة "الدرامي" سيرينغيتي
وحسب الصحيفة البريطانية، فإن البرنامج المعروض على شبكة BBC لم يستحوذ على إعجاب بعض مشاهدي الشبكة بل سخروا من السلسلة واصفين إياها بحياة برية مجهز لها مسبقاً مثل مسلسل "Made in Chelsea" بسبب استخدام تكنولوجيا الكمبيوتر لتغيير القصة.
وتبين أن مشهداً يظهر فيه صغير الحمار الوحشي وهو يجاهد للخروج من مياه تعج بالتماسيح هو في الواقع مشهد "مركَّب" من مقطعين أو أكثر من المقاطع المدمجة، وفقاً لصحيفة The Sunday Times.
ويظهر هذا المشهد في الحلقة الرابعة، التي تحمل اسم "Misfortune"، ويصور حماراً وحشياً صغيراً يجاهد يائساً للسباحة في نهر سريع التيار بجوار تمساح كبير مباشرة.
وكان يجاهد للحاق بقطيعه، وفي المشهد الثاني، يدفعه التيار الهائج بعيداً. هل هذا ما حدث؟
يقول المصور الحائز على جائزتي الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون Bafta والإيمي، دوغ ألان، الذي عمل في برامج مثل Frozen Planet: "المياه حقيقية. والحمار الوحشي حقيقي والتيار جرف الحمار الوحشي بالفعل، يمكنك معرفة ذلك من لقطات أخرى".
وأضاف: "ولكن هل كان الحمار الوحشي في هذه البقعة من المياه تحديداً مثلما يظهر على الشاشة؟ من يدري. من الجائز أن هذه المشاهد كانت في أماكن مختلفة وفي أوقات مختلفة".
اقرأ أيضاً
ما جعل المشاهدين يسخرون من لقطات البرنامج
وقد سخر المشاهدون من المقطع المعدّل على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلّق أحدهم ويدعى Randy H، على تويتر: "هل أصابني الجنون أم أنهم فعلاً استخدموا الكمبيوتر للدفع بالحمار وحشي في تلك الشلالات؟ ما هذا بحق الجحيم؟!".
وقال آخر يحمل اسم FauxCapper: "هل فبركت قناة Discovery صراحة ما يشبه هجوم تمساح؟ بدا مفبركاً بدرجة تثير الكثير من الريبة".
وقال ثالث، يدعى ole 'satthewheel: "هل أنا الوحيد الذي يعتقد أن مشهد الحمار الوحشي الصغير وهو ينجرف مع التيار بدا معدلاً؟".
واتهم مشاهد آخر هيئة الإذاعة البريطانية BBC بأنها "أهدرت كرامتها بالكامل" بعرضها هذه السلسلة.
وقال ساخراً: "لم يخطر ببالي أبداً أنني سأرى مشاهد مفبركة بالكمبيوتر على BBC. لن أستمر في مشاهدة هذا البرنامج. فبقدر حبي للطبيعة، بقدر ما أكره الدراما المفبركة".
وفي بيان صادر عن مخرج المسلسل، جون داون، الذي أخرج السلسلة لقناة BBC وقناة Discovery مع شركة XIX entertainment، اعترف بأن بعض اللقطات خضعت "للتحسين" باستخدام مواد سبق تصويرها.
وقال: "كان الهدف من ذلك بناء قصة واضحة ودرامية تعكس حياة الحيوانات في سيرينغيتي".
وأضاف: "لم يُستخدم الكمبيوتر لفبركة أي حيوانات، ولكن في بعض الأحيان، اُستخدمت تقنيات التركيب، التي تدمج لقطات حقيقية، للمساعدة في السرد والتدفق الدرامي للمشاهد".
ودفع ذلك شبكة BBC إلى الاعتراف ضمناً بالفبركة
حيث قالت BBC في بيان لها اليوم: "كنا واضحين وأوضحنا مقدماً أن سيرينغيتي سلسلة درامية وهذا يعني ضمناً الاستفادة من تقنيات الدراما الشائعة".
وجاء أيضاً في البيان: "نعتقد أن جمهور BBC يمكنه التمييز بين التاريخ الطبيعي"الوثائقي" و"الدرامي". لم يُستخدم الكمبيوتر لفبركة أي حيوانات، ولكن في بعض الأحيان، اُستخدمت تقنيات التركيب، التي تدمج لقطات حقيقية، للمساعدة في السرد والتدفق الدرامي للمشاهد".
وقد تعرضت هذه السلسلة لعاصفة أخرى من النقد في اليوم التالي لإطلاقها في يوليو/تموز، إذ هاجم المشاهدون حبكات القصص "السخيفة" و"المفبركة".
وكتب أحد المشاهدين الغاضبين، ويدعى Rob Stowers، على تويتر: "أسعد دوماً بمشاهدة لقطات للحياة البرية في إفريقيا، لكن اللقطات المفبركة شديدة السخف لا داعي لها على الإطلاق. وكأنهم أطفال يصورون الحياة البرية".
ولم يكن هو الشخص الوحيد الذي انتقد البرنامج الجديد، إذ انتقد مشاهد آخر، يدعى Lionwolf Lou، البرنامج لأنه استخدم الاسم نفسه للإشارة إلى العديد من الحيوانات.
إذ قال: "بعد مشاهدتي لسيرينغيتي. يمكنني القول بكل ثقة أن هذا النهج الدرامي سوف يثير انزعاجي. فحتى الآن، هناك حوالي خمس لبؤات تسمى "كالي"".
بينما قال آخر: "من فضلكم كفوا عن محاولة إخبارنا أن الأسود عبارة عن أناس صغار مدثرين بالفراء. كفوا عن معاملتنا كأطفال، نحن بالغون".
وكتب آخر: "إنها سيرينغيتي. فلماذا تناولها بهذا القدر من المبالغة؟ إنه مكان جميل وليس حلقة في برنامج EastEnders".