أطباء ينجحون في استخراج بويضات من آخر أنثيَين من وحيد القرن الأبيض قد تنقذ هذه الفصيلة

أجرى فريق من الأطباء البيطريين عملية ناجحة لجمع بويضات من آخر أنثيَين من حيوان وحيد القرن الشمالي على الكوكب، نقلاً عن موقع شبكة CNN الأمريكية.

عربي بوست
تم النشر: 2019/08/25 الساعة 11:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/08/25 الساعة 11:59 بتوقيت غرينتش
وحيد القرن الأبيض الشمالي/رويترز

أجرى فريق من الأطباء البيطريين عملية ناجحة لجمع بويضات من آخر أنثيَين من حيوان وحيد القرن الشمالي على الكوكب، نقلاً عن موقع شبكة CNN الأمريكية.

وعمل الفريق الطبي تحت ضغط شديد، لأنها كانت المرة الأولى التي يحاول فيها العلماء إجراء عمليةٍ على هذا النوع. والمخاطر هائلة، لأن مستقبل وحيد القرن الأبيض الشمالي على المحك.

ونجح الفريق في جمع البويضات، الخميس 22 أغسطس/آب 2019، من اثنتين من إناث وحيد القرن تعيشان بمحميّة أول بيجيتا Ol Pejeta في كينيا.

وأمكن الوصول إلى هذه النتيجة بفضل سنواتٍ من البحث والاختبار والتدريب على هذه العملية.

محاولة لإنقاذ الفصيلة النادرة من وحيد القرن 

وقال البروفيسور توماس هيلدبراندت، من "معهد لايبنز لأبحاث الحيوان والحياة البرية" بألمانيا، في بيان صحفي: "كان لا بد من تطوير كل من الأساليب والمعدات بالكامل من الصفر. لقد تمكَّنا من جمع ما مجموعه 10 بويضات -خمس بويضات من ناجين والخمس الأخرى من فاتو- وهو ما كشف لنا أنَّ كلتا الأنثيَين ما تزال قادرتة على إنتاج البويضات؛ ومن ثم المساعدة في إنقاذ هذه المخلوقات الرائعة".

لكن استخراج البويضات ليس سوى جزءٍ من رحلةٍ طويلة لمنع انقراض وحيد القرن الأبيض الشمالي.

إذ لا تستطيع ناجين وفاتو، وهما آخر الإناث المتبقية من وحيد القرن، حمل الأجنَّة بنفسيهما. لكن الباحثين سيحاولون تخصيب البويضات بصورةٍ اصطناعية بالحيوانات المنوية المجمدة من أحد ذكور وحيد القرن الأبيض الشمالي. وإذا تمكَّن الباحثون من إنتاج أجنة، فسوف تُنقل إلى أنثى وحيد القرن الأبيض الجنوبي التي ستؤدي دور الأم البديلة.

"حقيقة ملموسة"

مات آخر ذكرٍ من هذا النوع، والذي يسمى سودان، لأسباب طبيعية في مارس/آذار عام 2018. ومات ذكر آخر، يدعى سوني، عام 2014. وقد خضعت الحيوانات المنوية المستخرجة من كلا الذكرين للتجميد؛ على أمل أن تتقدم التكنولوجيا يوماً بدرجةٍ كافية يمكن معها استخدامها في التكاثر.

وقال سيزار جالي، من مختبر "أفانتيا" الإيطالي المتخصص بتكاثر الحيوانات، في بيان صحفي: "عملية الأمس تعني أنَّ إنتاج جنين وحيد القرن الشمالي في المختبر -وهو ما لم يحدث من قبل- أصبح حقيقةً ملموسة لأول مرة".

ونُقلت البويضات التي جمعوها، جواً من كينيا إلى إيطاليا، حيث سيبدأ مختبر "أفانتيا" في تلقيح البويضات داخل المختبر بالحيوانات المنوية المستخرجة من الذكرين الميتين.

وجديرٌ بالذكر أن كثيراً من البشر من مختلف أنحاء العالم شاركوا في هذه العملية، إذ كان مجهوداً جماعياً ضم "معهد لايبنز لأبحاث الحيوان والحياة البرية" بألمانيا، وحديقة حيوانات دفور كرالوف في جمهورية التشيك، ومختبر "أفانتيا" بإيطاليا، ومحمية أول بيجيتا، ودائرة الأحياء البرية في كينيا.

وقدرة بعض الفصائل على حمل أجنة الفصائل التي على وشك الانقراض أمرٌ يدرسه الباحثون منذ فترة.

أول ولادة ناتجة عن التلقيح الاصطناعي لوحيد القرن 

ورغم أن وحيد القرن الأبيض الشمالي ووحيد القرن الأبيض الجنوبي يُمثِّلان سلالتين مختلفتين، اتضح أنَّهما قريبان بعضهما من بعض أكثر مما كان يُعتقد سابقاً، وفقاً لدراسةٍ نُشرت في مجلة Proceedings of the Royal Society B، العام الماضي.

وفي شهر يوليو/تموز الماضي، وضعت أنثى وحيد القرن الأبيض الجنوبي مولوداً ذكراً بحديقة حيوان سان دييغو سافاري بارك. وقال القائمون على الحديقة إنَّها كانت أول ولادة ناتجة عن التلقيح الاصطناعي لهذه الفصيلة في أمريكا الشمالية.

وكانت ولادة صغير وحيد القرن تحمل أهميةً خاصة، لأنها كانت تعني أن كلاً من التلقيح الصناعي، وعملية التخصيب في المختبر، ونقل الأجنة قد نجحت. وقال القائمون على الحديقة إنَّه حالما تكتمل العملية برمتها مع وحيد القرن الأبيض الجنوبي؛ يمكن استخدامها مع أنواع أخرى مهددة بالانقراض.

وقال ريتشارد فين، المدير الإداري لمحمية أول بيجيتا، في بيان صحفي: "من ناحية، نشعر في أول بيجيتا بالحزن، لأنَّه لم يتبقَّ سوى اثنين من وحيد القرن الأبيض الشمالي على الكوكب، وهذا دليلٌ على الطريقة المتهورة التي يواصل بها الجنس البشري التعامل بها مع العالم الطبيعي من حولنا. ومع ذلك، نشعر بفخرٍ كبير لمشاركتنا في هذا العمل الرائد الذي يجري الآن لإنقاذ هذا النوع. نأمل أن يكون هذا إشارة إلى انطلاق حقبةٍ يبدأ فيها البشر أخيراً في فهم أنَّ الإدارة السليمة للبيئة ليست ترفاً، وإنما ضرورة".

علامات:
تحميل المزيد