ذكرت صحيفة The New York Times الأمريكية، الجمعة 23 أغسطس/آب 2019، أنَّ وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) تدرس ادِّعاءً يفيد بوصول رائدة فضاء إلى الحساب البنكي لشريكتها المنفصلة عنها، بشكل غير قانوني، من محطة الفضاء الدولية، فيما قد يعد أول دعوى جنائية من الفضاء.
وأوردت الصحيفة أن آن ماكلاين، رائدة الفضاء بوكالة ناسا، قالت للمحقّقين إنها تمكنت من الوصول للحساب البنكي لشريكتها، أثناء وجودها في مَهمة تستغرق ستة أشهر، على متن محطة الفضاء الدولية، استعداداً لأن تصبح أول سيدة تسير في الفضاء.
وقدَّمت شريكة ماكلاين، الضابطة السابقة بمخابرات القوات الجوية سمر ووردن، شكوى إلى لجنة التجارة الفيدرالية، اتَّهمت خلالها ماكلاين بسرقة هويتها، على الرغم من عدم وجود ما يشير إلى تحويل أموال أو إنفاقها.
اتّهام رائدة الفضاء بالتلاعب بحسابات شريكتها
وحسب الصحيفة الأمريكية، فقد قدَّم والدا ووردن شكوى أخرى لدى مكتب المفتش العام لوكالة ناسا، يزعمان فيها وصول ماكلاين على نحوٍ غير مشروع إلى سجلات ووردن المالية الخاصة، وإدارة "حملة تلاعب محسوبة" للحصول على حضانة ابن ووردن.
وقال روستي هاردن، محامي ماكلاين، لصحيفة New York Times إنّها "تنكر كلياً إقدامها على أي تصرف غير سليم"، و "تتعاون بالكامل" مع جهات التحقيق.
وأضاف أنَّ ماكلاين كانت تتابع الحساب للاطمئنان على حال ابن ووردن، الذي كانت تشارك في تنشئته أيضاً، واستخدمت كلمة المرور نفسَها للوصول للحساب، مثلما كانت تفعل قبل انفصالهما.
وذكرت الصحيفة أنَّ محقِّقين من مكتب الرقابة التابع لوكالة ناسا يتواصلون مع كلتا المرأتين بشأن تلك الاتهامات.
وقالت ووردن للصحيفة إنَّ لجنة التجارة الفيدرالية لم يردّوا على مزاعم سرقة الهوية، وإن المحققين بما فيهم مايكل ماتايا، المتخصص في القضايا الجنائية، كانوا يقيّمون الشكوى.
وقالت ووردن للصحيفة: "شعرت بالفزع لأنها وصلت إلى هذا الحدِّ، كنت أعلم أن هناك خطباً ما" .
بينما ادَّعت رائدة الفضاء أنها كانت تريد "الاطمئنان فقط"
وعقد المفتش العام جلسة استماع لماكلاين تحت القسم، خلال الأسبوع الماضي، ادَّعت خلالها أنها استمرت فقط في اتّباع السلوك القائم بالفعل، والذي وافقت عليه ووردن لإدارة الأمور المالية للأسرة.
كان الثنائي قد تزوَّج عام 2014، قبل أن تقدّم ووردن طلبَ الطلاق في عام 2018، بعد اتهام ماكلاين لها بالاعتداء، الخطوة التي زعمت ووردن أنها جزء من محاولات ماكلاين الطويلة للحصول على حضانة ابنها.
وبعد عدة شهور، ذهبت ماكلاين في مهمتها الفضائية، ثم اكتشفت ووردن وصولها لحسابها البنكي. وأنكرت ووردت تهمة الاعتداء، ورُفضت القضية في وقت لاحق.
وقال مسؤولون بوكالة "ناسا" للصحيفة الأمريكية، إنَّهم لا يعلمون شيئاً بشأن أي جرائم ارتكبت على متن المحطة الفضائية الدولية.
وقالت ميغان سومنر، المتحدثة باسم وكالة "ناسا" للصحيفة، إنَّ المزاعم التي تواجهها ماكلاين لم تؤثر على اتخاذ القرار النهائي بإلغاء مهمة السير في الفضاء، ورفضت التعليق على اتهامات ووردن.