يقول علماء إن حطام سفينة تايتانيك قد يُفقد إلى الأبد، بعدما تبيّن لبعثة الغوص الأولى خلال 14 عاماً لاستكشاف حطام السفينة أن أجزاء رئيسية منها قد جُرِفت في المُحيط، وفقاً لما نشرته صحيفة Telegraph البريطانية.
وقال أعضاء بعثة الاستكشاف، وهي أوّل رحلة مأهولة بالبشر إلى حطام السفينة تايتانيك منذ أكثر من عقد من الزمان، إنهم اكتشفوا انهياراً جزئياً في هيكل السفينة، وإن قُمرة القبطان تضررت بشدة.
ومع وجود السفينة على عمق يبلغ نحو 13125 قدماً (ما يعادل 4000 متراً) تحت سطح المحيط الأطلسي في درجة حرارة شديدة البرودة، فقد تسبب تآكل أجزاء منها بفعل الملح والبكتيريا الآكلة للمعادن في إفساد أجزاء من بنية السفينة.
وبحسب شركة الاستكشاف Caladan Oceanic، تبيّن لفريق الغواصين أن هيكل السفينة في المنطقة الواقعة بالقرب من غرف الضباط الواقعة في الجانب الأيمن من تيتانيك قد بدأ في الانهيار، وأخذ معه مكان الإقامة الفاخر المُرفق بقاعة السفينة.
جزء كبير من السفينة أصبح من الماضي
وقال مؤرخ تايتانيك، بارك ستيفنسون، إن التلف الذي شهده حطام السفينة كان "مروعاً"، مضيفاً أن "سطح السفينة بالكامل على هذا الجانب ينهار، ومعه قاعة المناسبات، وسيستمر التدهور".
وتابع أن "حوض الاستحمام الخاص بقبطان السفينة، الذي ظهر في إحدى الصور المُفضّلة لعشّاق تيتانيك بات الآن من الماضي".
وأثار العالم لوري جونسون المخاوف من أن حطام السفينة قد يضيع إلى الأبد، قائلاً: "(حالة) الحطام ستستمر في التفاقم بمرور الوقت، إنها عملية طبيعية، والأمر يرجع لأنواع طبيعية من البكتيريا. إذاً فإن السبب في تسارع عملية التلف قليلاً هو مجموعة من البكتيريا التي تعمل معاً بتناغم لأكل مكوّنات الحطام الحديدية والكبريتية".
فيلم وثائقي عن حطام السفينة الأسطورية
والتقطت البعثة أول صور بجودة 4K للسفينة، ومن المقرر نشرها إلى جانب فيلم وثائقي تنتجه شركة Atlantic Productions للإنتاج التلفزيوني.
وستتيح تلك اللقطات مشاهدة الحطام باستخدام تقنية الواقع المعزز التفاعلي وتكنولوجيا الواقع الافتراضي.
وقال المستكشف فيكتور فيسكوفو، وهو أيضاً الرئيس التنفيذي لشركة Caladan Oceanic، إنه لم يكن يتخيل مدى ضخامة الحطام.
وأضاف: "كانت رؤيته (الحطام) كله رائعة، وجاءت أكثر اللحظات المذهلة عندما كنت إلى جانب تيتانيك وكانت الأضواء الساطعة للغواصة تنعكس من على النوافذ الزجاجية للسفينة وترتدّ إلينا، كان يبدو هذا وكأن السفينة تغمز لي.. كان هذا مذهلاً".
وأُجريت عملية استكشاف الحطام الواقع على بُعد 370 ميلاً (ما يعادل نحو 595 كيلومتراً) جنوب جزيرة نيوفاوندلاند في كندا، خلال خمس رحلات بالغواصة على مدى ثمانية أيّام.
يُشار إلى أن السفينة تايتانيك، التي بنتها شركة هارلاند أند وولف، قد غرقت بعد اصطدامها بجبل جليدي في رحلتها الأولى من ساوثهامبتون إلى نيويورك في عام 1912، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1500 شخص.