كشفت صحيفة The New York Times الأمريكية أن خواكين غوزمان لويرا، الشهير بـ "إل تشابو"، حقَّق أرباحاً طائلة من بيع المخدرات خلال مسيرته المهنية التي استمرت 30 عاماً، بوصفه واحداً من أكبر وأنجح زعماء عالم المخدرات في المكسيك.
وعددت الصحيفة بعضاً من ممتلكاته، وقالت إنه امتلك في وقتٍ من الأوقات زوجاً من اليخوت، وأسطولاً من طائرات ليرجيت، وحديقة حيوانات خاصة بها نمور وتماسيح وفهود. وكانت ثروته هائلةً لدرجة إدراج اسمه في قائمة المليارديرات السنوية بمجلة Forbes أربع مرات.
إل تشابو يواجه مطالب بمصادرة أملاكه بسبب الأموال التي حققها من المخدرات
حيث قالت الصحيفة الأمريكية إن المُدَّعين الفيدراليين، الذين أدانوا غوزمان في محاكمته هذا الشتاء بنيويورك، وضعوا قيمةً دقيقة لأرباحه بالدولار الأمريكي. وطالبوه بردِّ هذه المبالغ.
وفي وقت لاحق خلال الأيام الماضية، قدَّم الادعاء طلباً بمصادرة أملاك زعيم المُخدرات، وسردوا بالتفاصيل الدقيقة كيف حوّل كميات هائلة من المخدرات إلى أرباحٍ طائلة على مر سنوات.
وقال الادِّعاء إنَّ غوزمان تاجَر فيما يقرب من 600 ألف كيلوغرام من الكوكايين (بقيمة أكثر من 11 مليار دولار)، و200 كيلوغرام من الهيروين (بقيمة أكثر من 11 مليون دولار)، و420 ألف كيلوغرام على الأقل من الماريغوانا (بقيمة نحو 846 مليون دولار)، منذ بدايات العقد الأخير من القرن الماضي وحتى إلقاء القبض عليه عام 2016. ليبلغ بذلك إجمالي أرباحه: 12.666.181.740 دولاراً.
ويُعَدُّ الرقم ضخماً على نحوٍ مُفاجئ، لكن الادعاء ذكر أنَّه مجرَّد تقديرٍ "مُتحفِّظ" لكمية المخدرات الإجمالية، المجهولة حتى الآن، والتي هرَّبها غوزمان خلال مسيرته الإجرامية.
حيث قال الادعاء إن إل تشابو حقق أرباحاً وصلت لأكثر من 12 مليار دولار
وفي وثيقة المصادرة المُؤلَّفة من 12 صفحة، قال الادِّعاء إنَّهم توصَّلوا إلى هذه الأرقام بجمع كل المخدرات التي حصل عليها غوزمان عن طريق عددٍ قليل فقط من مُورِّديه: خوان كارلوس راميريز أباديا، وخورخي سيفوينتيس فيا، ولويس كايسيدو المعروف بـ "دون لوتشو".
وشهد كل من راميريز وسيفوينتيس ضد غوزمان في محاكمته. ولكن كايسيدو لم يظهر على منصة الشهود، رغم أنَّه أقر بالذنب سراً في التهم المتعلقة بالمخدرات في بروكلين، وكان متاحاً نظرياً لتقديم شهادته.
وأرفق الادعاء إقراراً تحت القَسم من مديره المالي خوسيه يوستي ليانو مع طلب المصادرة، بدلاً من استخدام شهادته. وقدّم ليانو من خلال الإقرار، تفاصيل جديدة حول الطرق المبتكرة التي كان يدفع بها غوزمان، وآخرون في كارتل سينالوا، إلى كايسيدو.
وكشف الإقرار أنَّ منظمة كايسيدو احتفظت بمخزونٍ من حاويات الشحن داخل مخزنٍ بمدينة مكسيكو سيتي تملكه "شركاتٌ تبدو شرعية". وحين يكون غوزمان وحلفاؤه جاهزين للدفع مقابل الكوكايين؛ يقول البيان إنَّهم يُعبِّئون الحاويات بمبلغ يُقارب خمسة ملايين دولار نقداً، ويرسلونها إلى كولومبيا.
وحتى الآن، لم يتضح بعدُ ما إذا كانت الحكومة ستسترد مبلغ الـ12.7 مليار دولار -أو جزءاً منه- الذي طالبت غوزمان بدفعه.
ولم يكشف الادِّعاء قط إن كانوا على علمٍ بالمكان الذي يحتفظ داخله بأصوله، ولم تتناول الشهادات في المحاكمة المسألة كثيراً، إلَّا حين تطرَّقت إلى أنَّ المنازل والشقق في المكسيك كان بها مبلغٌ يصل إلى 30 مليون دولار.
وذكر طلب المصادرة أنَّ غوزمان كان ماهراً بغسل الأموال. إذ أخفى بعض أرباحه في النظام البنكي، والبعض الآخر في شركة تأمين يُديرها أحد تابعيه، فضلاً عن بطاقات الخصم الفوري الصادرة عن شركة تُدعى Monodeaux في كولومبيا.
وستكون مكاسب غوزمان محدودة جداً في المستقبل، إذ سيقضي البقية الباقية من حياته في السجن. ويُعَدُّ طلب المصادرة جزءاً من الحكم الصادر ضده، ومن المنتظر أن يُنظر في طلب المصادرة بمحكمة المقاطعة الفيدرالية في بروكلين يوم 17 يوليو/تموز. وما يزال غوزمان رهن الاحتجاز تحت الحراسة المشددة في سجن مانهاتن الفيدرالي حالياً.
وحتى الآن يواجه إل تشابو رفضاً من القاضي لإعادة محاكمته
حيث رفض القاضي برايان كوغان، الذي تولَّى القضية من بدايتها، التماساً تقدَّم به محامو غوزمان لإعادة محاكمته في الثالث من يوليو/تموز. وجاء الالتماس عقب مقالٍ نشره موقع Vice Media، بعد أيامٍ قليلة من الإدانة. إذ ذكر المقال أنَّ أحد المُحلَّفين مجهولي الهوية أخبر مراسل Vice بأنَّ عديداً من أعضاء لجنة المُحلّفين قرأوا تقارير وسائل الإعلام عن المحاكمة، وهو ما يُخالف أوامر القاضي. وزعم عضو هيئة المحلفين أيضاً أنَّ أعضاء الهيئة كذبوا على القاضي كوغان حين سألهم إن كانوا قد انصاعوا تعليماته.
ويواجه غوزمان الآن عقوبة السجن الإلزامي مدى الحياة بسبب فداحة جرائمه، وهو ما يعني عدم وجود كثير من الأسئلة العالقة حين يمثُل أمام المحاكمة لتوقيع العقوبة عليه. ولكن ما يزال من المتوقع حدوث بعض المشاهد الدرامية.
وخلال المحاكمة، رفض غوزمان الشهادة على نفسه. ولكنَّه يحتفظ بالحق في الحديث عند صدور حُكم ضده، على غرار جميع المُدعى عليهم. وفي حال أقدم على ذلك، فسيكون واقفاً أمام أكبر منتدى، للحديث عن حياته حتى الآن، وربما جرائمه.